أيتها المرأة النائمة في سحر الضوء
لماذا سكنت رعشاتك روحي في امتداد العمر
في هذا النشيد ، أعزفه لوحدي
وأطلقه كعصافير في صدى كلماتي الهاربة اليك
أطلقه في النسيم على وجنات الشجر ورذاذ المطر
وعلى أجنحة المساء الحزين
أحلق بعيدا في ورود عينيك
تلفني سواقيك في انشدادي
تغسلني شواردك بالعطر
يحملني أفقك الواسع في مدى رحيقك
فيرميني في الأزل

وحدَهُ
كأنّهُ وحدَهُ..
ينسجُ الذاكرةَ من خيوطِ عنكبوتٍ
يقدمّها هديّةً لطفلٍ
طائرةَ الورقْ..
وحدهُ..
يومضُ في صدركَ وهجاً
تيهاً بحجمِ منفى
يئنّ بظلّ لونٍ
انسرقْ..
وتضحكُ باكياً على صوتِ التكسّرِ

سيدتي،
سليلةَ رؤيا
أو محضَ سلوى...سأذكرك.
إن لبس الليل ألقاً ليلقاك،
نام قرير العين،
ثملا بطلعتك.
وإن آنس هسيسَك مرج،
أو رابية في نيسان،
تسربل المدى بالنسغ وسكر الياسمين.
هكذا...
من نافذة على حافة الحلم
سأظل أرمقك،

قال : سيدتي
ضميني إليك
حتى يسمع قلبك أنيني
ضعيني قطعة سكر بين شفتيك
و اقضميني....
قلت : تعال سيدي
سأغير من أجلك استدارة القمر
و سأرقص لك تحت المطر
سأنثر حول الشمس نجوما
و أفجر في الأرض عيونا

فِي حِصةِ الرسم ، أخذ التلميذ الورقهْ
وخط عليها بالقلم ، ما يشبه الشجرهْ
قام المعلم بجولهْ
وقف عند رأسهِ ، ثم سألهْ :
ماذا رسمت ؟
قال : هذا وطني
لكن المعلم السلطهْ ، مزق الورقةْ
إلى اثنتين وعشرين قطعهْ
ونثرها في أرجاء الحُجْرَهْ
وقال له : ارسم ما شئت
ولا تقرب الشجرهْ

ما أجمل شعوري
بأنك ستطلِّين عليَّ
بين لحظة وضحاها
لنقرأ سويةً هديل رسائلنا القديمة
ثم
أدعوك
لنبللهُ بساعات لها نكهةُ العافية
وملمسُ الرحيل !
ـ ـ ـ ـ ـ ـ

لو كانت لي عين واحدة..لاتكأت على عصا القاف،
أهش بها لغة شاعر.
حتى إذا ما اهتزت كالجان،
وليتُ مدبرا .
في صمت وطن  مدنّس ،
ولدتُ من جرح  عميق ،
وانسلتْ روحي ..
كماالقطرة في كأس الثمالة... يعانقها النواسي ..
خلف سيف الرشيد ،  ومركب سندباد..
***
أدونيس  وطن الظمأ الأخير،

زورق
*-*
ينأى هلالُ العيد معجوناً بضحكاتٍ
وأولادٍ ولَعْبِ ...!
طُوبى لهُ ,
طُوبى لدمعٍ تحت زورقِنا
يسيحُ إلى المَصَبِّ ...!
ويعودُ مسروراً
ولا ندري
فربتما الشراعُ قطيفةٌ
من ثوبِ رَبِّ ...!

أَحْلامُنَا   صَغِيَرة
لا تحتَاجُ   لِلَيْلَةِ   نَوْمٍ
وَلا   قَيْلولَة الظَّهِيَرة

أَحْلامَنَا صَغِيرَة
تَسْكُنُنَا مُنْذُ  الْبِدَايَة
وَ تَضْطرُ أَحْيَانًا
لِتُثْمِرَ جَارِجَ   الحَظِيرة
...
أَحْلامُنَا   صَغِيرة
وَارِدَةٌ   في   دَمِنَا

أسكن في جسدي الخاوي
ويسكنني الانتظار
أجمع أنفاسي ، فأصنع منها
قطارا بخاريا ، ولعبة شطرنج
ومقهى على الشارع الرئيسي
وهيكلا من عظامْ
يتراءى لي شبحي ، مركبا بعيدا
عائما في الغمامْ
يركب حزني جنونه ، لا يفاوضني
لا يمنحني حتى حكما ذاتيا
يلتف بلحاف من أوهامْ

رؤيا في النصف الفارغ من كأس الغيب/
حَقْلٌ
وَ تَشمَخُ فِيهِ بَعضُ سَنَابلٍ يَبسَتْ
عُيونُ صَبيَّةٍ
مِلْءَ المَدَى تَبكِي
غُلامٌ طَاعِنٌ فِي الصَّبْرِ يَلْتحِفُ الدُّعَاءْ

جُبٌّ
عَلَى أَوْجاعِهِ خَتَمَتْ خُيُوطُ العَنْكبُوتِ
و أَعْرضَتِ  المَسَالكُ عَنْ مُلُوحَتِهِ
غُرَابٌ أَسوَدُ الأحْلامِ

إلى ستة قرون بين المعري وغاليلو

بالقـبو  حـــبـرٌ
يـَدمَغ ُالسَّنوات في أعناقها
ويُعــدّنُ المَشروبَ للشُّعراء في
ضيَع ٍتــَدقُّ رغـيفـَها
والملحُ من صوت المطارق  والأنينْ
صَهرتْ سنابلـَها طحـينَ خناجر ٍ
آذانـُها ثــَملـتْ بقرقـَعـة العـجـينْ !
وروائحُ  الكـبريت  من تــَنـّـورها
فاحتْ سـياطا ً

جابَ المدائنَ محفوفاً بألطافِ
مِن هاذيات الرؤى , رِفقاً بعَرَّافِ

لا توقظيهِ فجزءٌ من مقاصدهِ
أن يوقظَ الأرضَ وهو الحالمُ الغافي !

ما لي حلمتُ بشلالٍ وأوديةٍ
ورملِ رَزّازةٍ يعدو وصفصافِ ؟

ومِسكِ قلعةِ أربيلَ احتفظتُ به
في النبض أو في خفاءٍ ليس بالخافي

على دفاتر الليل ، ترسم خرائط تيهك
تلملم مساحات لسفر روحك في ظلال الصمت الرهيب
خلفك قطار يمحق ركضك نحو غيمات العمر
تتلاشى في أمواج صدى الريح
كغثاء
تنكسر على يبوسة ثرثرة مجنونة
تتلوى على نظرات موشومة بالطعن
كمرآة
الأحباب تباعدوا في لوالب الضباب
سافروا في صقيع المسافات
كعصافير تفتش  في أجنحتها

نشيد البوح( 1)
أيتها المرأة الهاربة إلى نسائم البحر
تمهلي قليلا كي أرى ملامح بهائك
أرشف الرحيق من بلورك الزجاجي
وقليلا من أناشيدك في دمي
أغطي رقصاتي برذاذ موجك
أدفن بوحي في مواويلك فوق روابي الشمس
أولد من عطرك
كندى
وأرسم وجنتيك من رحيل إلى عينيك
هناك أترنم بورد يشهد ملاذي فيك

هلْ كنتُ أجِلُّ الحاضرَ
حينَ أحَــيّي الرايَة َ
مزهوّا بالنّخــوةِ كلَّ صَباحْ ؟
أبـــدا،،
بلْ أشْـرِعُ نافذة ً للذّاكرةِ العمياءِ،
أديرُ على بوّاباتِ المعنى المِفتاحْ
أتخطّفُ لــي منْ بعضِ خوافي الطّيْرِ
رُويشاتِ ،
وأقُدُّ لإقلاعِ الّروحِ المُتْرَعِ بالرّوْعِ
جناحْ.
هلْ كنتُ أرى

أُعفـوني
هـــاته  هجرة  أُخرى  تُراودني
إلْتَحمي  بي  ســاعة
ثُم  إضمَحلِّي
في  حلاوَة  الِّتِّين
وَ  سَوْدَوية   الزيتــون
...
ديتي  فيك
دقيقة  صَمت   وَ  صَرخة
مِن  عُمق  الجنــون.
سَــواعدي  ثَقيلة

أجلْ،
مثلَما أسلَفَ النصُّ يرشُقُني بحنين البداياتِ
يفتضُّ رافدَ بوْحٍ ضنينٍ،
أردِّدُ كانَ حميمي الظَليلَ... وظلَّ...
سأسْرِدُ إنْ أسْعفتْني التفاصيلُ
مِنْ سيرة الطُّهْر
أو لوثة ِ العُمْرِ فصْلاَ
أجلْ ، بيْننا مِنْ حريقِ الحَكايا
حكاية ُ شِعْرٍ وعرْشٍ
ونستفُّ إذّاكَ مِنْ سافياتِ الفجيعةِ تبْنا ورمْلاَ..

لا تُـطفِـئي القَـنديلَ ..
إنَّ اللَّـيلَ فـي أوَّلِـهِ
ولَـم يَـزلْ يُـراقِصُ النُّـجومَ والأقمـارْ
لا تُـطفِـئيه .. لَـمْ أزلْ
على صَهيلِ بوحِهِ .. أُواصلُ المِـشوارْ
أبحـثُ في عَـينيـكِ عَـن قَـصيدةٍ ..
مَـحمومةِ الأفكــارْ
مَـكتوبَـةٍ بِـأحرفٍ مِـن نـارْ
تَـحملُـني على جَـناحيها .. لآخرِ المَدى
تُـذيبُـني شَلاَّلَ ضـوءٍ .. يُـوقظُ النَّـهارْ