-1-
خيط.
بمفرده، تدلّى...
تمنعهُ الشرفةُ،
- من أن يسقط أرضًا-
والنافذةُ بأمرِ الريحِ
تعقده على حاجبي طفل
يمتشق حصان أحلامه الخشبي
ويمرح في الهواء الطلق.

-2-
بشارة.

أذْكُرْني هُنا كَ,حيث تَستهويكَ المَرايا ..
أذْكُرْني كي اْراكْ..
أنْصِتْ إلى شَجْعِ المَعاني و الْجَمْ خُطاها كي تَراكْ.
لَسْتَ إلّا مُزْحَةَ  الزّمَنِ المُتَلهّفِ للسّرْمَديِّ
اَنْتَ يا رَجْع الصّدى مِن هُناكْ...
  مَنْ هُناكْ ؟
مَنْ هُناكَ يَعْكِسُني في مراياك انْشودَةً او تَراتِيلْ
همهمات تنزف  حُزْناً او كَلِماتٍ حَيارى
أُذْكُرْني فقَطْ لِتَراني فَلَسْتُ هناكَ ولَسْتُ الذي في المَرايا
اَنْتَ وحْدَكَ  دوّخَكَ  البَحْثُ عنّي و عنْكَ

لم يعد أبدا يُجديني البقاءُ مُنجذبا
لغوايات أوثاركِ
أيتها القيثارة الرمْلية القديمة،
كم أحرقتُ من شعيراتِ العمرِ
أترقبُ من بعيدٍ
 نغما يحُظني
على الرقصِ
فوق خفقان الجمرِ.  
سأفرجُ عن جسدي البارد
من ايقاعاتكِ الرطبة المُملة
ولن أبالي،

بعد أن قرأ لي أكثر
من عشرين قصيدة
ويبحث عن جديد كتاباتي
من جريدة إلى جريدة
يركض ..يلهث كنمر جائع بحثا عن أخباري ..كل أخباري الجديدة
يشتم رائحتي العبقة من الكلمات
بات يعرفني جيدا
عندما أكون سعيدة
عندما أكون حزينة
أقول له  كل يوم ...
احبك بين السطور

الماء والزهر الشفيف ولذة
جاءت بأطيابِ الفصول تُغرِّدُ
كانت تُناغي في انبجاس غديرها
ما كانَ يرفل في الشموس يناشدُ
بين الشجيراتِ الصبيةِ يَنثني
زهوُ الضفاف على المدى يتمددُ
في ذلكَ الروض المكلل بالندى
عطرا سرى في الاشتهاء تنهُدُ
وتدفقت أعطافه حلو الرضاب
حمر السنابل للحياة تجددُ
فَفَرَرت مِنْ قيظِ الظنون مراغما

أي ماء من غدير أنت في مغناه شمسي
علليني باقتراب الأمنيات حين أمسي
أي روح من لظى الوجد استهامت لا تبالي
سافرت في البعد شوقا لا تروم غير أنس
احضنيني إن أنا أدركت أعماق المدى
أنشديني من مجاز يجتبى أوقات خلس
دثريني من قصيد النهر إن نادتك روحي
واستحثي البوح في آي النديم عبر كأس
ومض حرف في قصيد يتغنى باشتهاء
من حميا النور سكر في زماني نخب عرس
واستجرنا من حثيث الخطو إذ يمضي بنا

كَانَ الْغُمُوضُ يَلُفُّ الْوُجُودْ ،
وَالزَّمَنُ مَازَالَ مُتَجَمِّداً عَلَى الْمَعَاصِمْ ،
وَسُعَاةُ الْبَرِيدِ  لَمْ يُكَلَّفُوا بَعْدُ ، بِمَهَامِّهِمْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضْ ،
وَكَانَا مُشَوَشَيْنِ إلَى أَبْعَدِ الْحُدُودْ ،
لَمْ يُتَوَجَا بِأَجْنِحَةٍ مِنْ نُورٍ ( ذَلِكَ الْوَعْدُ الذِي جَاءَ مِنَ السَّماءْ )
كَمَا أَنَّهُمَا لَمْ يُمْنَحَا الْأَبَدِيَةْ ،
لَكِنَّهُمَا ، مُنِحَا فُرْصَةَ حَيَاةٍ جَدِيدَةْ ،
وَدُونَمَا كَلَلٍ تَتَجَدَّدُ فِيهَا الْمِحَنْ ،
لَهَذَا لَمْ يَعُودَا يُرَيانِ بَيْنَ سُخَامِ السُّحُبْ،
وَلَا بِجَانِبِ أَيْكَةِ الزَّمَنْ .
التَّآكُلُ كَانَ قَدْ بَدَأَ مِنْ هُنَاكْ!

أذْكُرْني هُنا كَ,حيث تَستهويكَ المَرايا ..
أذْكُرْني كي اْراكْ..
أنْصِتْ إلى شَجْعِ المَعاني و الْجَمْ خُطاها كي تَراكْ.
لَسْتَ إلّا مُزْحَةَ  الزّمَنِ المُتَلهّفِ للسّرْمَديِّ
اَنْتَ يا رَجْع الصّدى مِن هُناكْ...
  مَنْ هُناكْ ؟
مَنْ هُناكَ يَعْكِسُني في مراياك انْشودَةً او تَراتِيلْ
همهمات تنزف  حُزْناً او كَلِماتٍ حَيارى
أُذْكُرْني فقَطْ لِتَراني فَلَسْتُ هناكَ ولَسْتُ الذي في المَرايا
اَنْتَ وحْدَكَ  دوّخَكَ  البَحْثُ عنّي و عنْكَ
لكني أنا لَسْتُ أنت أنا لَسْتُ ذاك

كل شيء
لا يحب الشعر هنا
كما يعود العاشق
من موعد مؤجل
عدت خائبا
من القصيدة
سفري مفردات
والمفردات عزلة
والعزلة منفاي الأخير
إلى منتهى الكلام
أحرسه ويحرسني

ها أنا
وأفكار الموت تحوم...
لم تغرني مباهج الحقول
وزينة الربيع البهي
حتى العصافير أنشدت
 وغنت أحلى الأغنيات
وتراقص الفراش بقربي
يمنة ويسرة
وحمائم السلام
حمائمنا صوفيا
قد شدت مع البلابل

لا تسأل الليل 
عن صبح ما انكشف ..
 إذا من خوائه تقترب ، 
نور ، من حجب ، انخطف ..

ما وراء السحاب ،
نار في غضب ،
ضوء جريح ارتجف ...

أبيت و غبار الضباب ،
ما وراء رماد الحجاب ،

أَتَدْرُونَ مَا الوجَع؟ !
أنْ نُغَني قصائِد للغضبِ
ونكْتب للثورة
       ونُهَادنْ
أنْ تُسْلَبَ أعْمَارُنا على أرْصِفَة الذُّلِ
       ونساكِنْ
أن نحْمِل فَوْقَ هُمُومِنَا هُمُومَ الوَطَن
ولا يَقْوَى عَلَى حَمْلِ أحْلَامِنَا الوَطَن
ذاك هو الوجع
هُو دَمْعَة فِي عُيونِ المُحْتَاجين
صرخة في حناجر هدَّها الأنين

في وحشة الليل
وحيداً أمشي في الشوارع
أحملُ في القلبِ
ذكرى حب مفقود
وأحلاماً سعيدة.
جاء الصباح مُلوِّحا بالضياء،
ليُوقظني من حلم رائع
عن فتاة واقفة
على ضفة نهر الطفولة
كملاك الحب الحارس.
يداعب النسيم ضفائر شعرها

أنا والقصائد...بخير
وأختي والأولاد ...كل الأولاد ..بخير
السقف لم يسقط على راسي
ولا يوجد في قلبي لا رصاص طائش
ولا غارة
الأحلام والآمال ...بخير
لقد عاد الهواء...للرئتين
سليما نقيا
والدماء تجري ...ترقص
تضخ على أحسن ما يرام
في جداولها العذبة

وحيد
منذ لحظة الخلق
منذ جئت إلى هذا العالم
منذ إنزلقت من ضلعها الأعوج
إلى الشارع و المدرسة ..
وحيد
في القرية
في المدينة
في المقهى
في سيارة التاكسي
في العمل و المكتبة ..

يا ليت عندك ما عندي وما احتدمـــــــت
نار بصدري ولا ألقت بنا السبـــــــلُ
يا ليت نور الهوى ما احتدّ في بصــــري
حتى عميت ولم يرفق بي الأمـــــــلُ
ياليت قلبي لم يُبعــــــث لآونــــــــــــــة
خطّت جنين زمان صاده الأجـــــــلُ
يا ليــــتني قبل أن أُهــــــــدى لجنّتـــــهم
أضرمت عمري فلا أحيا لما فعــلوا
يا ثورة الوجد في حبري وفي ورقــــي
بايعت عهدك لكن خانت الجمــــــــلُ
يا ثورة الوجـد ما أرض بــــــها ســــعة

 أحمل عبئا ثقيلا
كما تحمل شجرة عجوزة
أحجار التفاح!
عمري ملامح للحكمة!
لكن؛ تعويذة النفس تقذفني
نحو أخطاء تذبل فبها الأرواح،
روحي تواقة بشغف  إلى عناقك
أيها الضمير...أيها المتربع
 فوق كتبان النور.
إني مقيد  بصحوتك
زفيرك  نداء يحرك بداخلي
نبض الندم!

كأميرةٍ لبست جواهرها الثمينةْ
بسطت شراعا للسفينةْ
وتسلَّلت من ثغر أنفاس الربى
لا ترتدي غير الحديقة والأغاني
والأماني وأكاليل الزهور
هي الخصوبة في مزاهرها
بما جادت به هذي المغاني
كأميرةٍ نظرت إلى مرآتها
واسترسلتْ في الكحل عيناها
حملتْ جلال الكون في هذا المدى
وبَدتْ تغازلها الكواكب والنجوم

سنُرْفض
يوم تعميد الأقنعة
ونَتَجاهل
يوم الرحيل
ونُعانق
غلالة الأرحام
سرا مباحا
لحظة الانعتاق.
سَنَنْسَل
لمسامات المنتهى
عَلَّنا نُعانق