همسُ عَينَيكِ امتِدادُ الأهِ في عُمقِ الغِياب
سافري في مدِّ أعصابي وكوني لي امتدادًا...
تهدأ الأشواقُ في فصلِ العِتاب.
كانتِشارِ الضوءِ في الصُّبحِ المُسَجّى؛
يَحتَويني بَردُ عينَيكِ لأمضي في تَجاعيدِ الحَياة.
فَوقَ نَحري تَتَهاوى همَساتُ الشّوقِ مِن صَمتِ الشِّفاه.
سافِري في ليلِ إحساسي لعَلّي...
أدرِكُ المَخبوءَ من قَهري...
وأصحو مِن ترانيم الشَّتات.
عَلِّميني: كيفَ يَهوي نَجمُ سَعدي..
الساموراي الأخير ـ شعر : نينوس نيراري
توقعتُ أن تهتفي البارحهْ
فكم كنتِ مشتاقة للحديثِ الطويلْ
وصوتي الجميلْ
رميتِ بنفسكِ من غير وعي بعمق مياهي
ولم تسألي عذبة هي أم مالحهْ
ولم تأبهي لصقورِ شفاهي
وكم قلتُ أنّ شفاهي
طيور مهاجرة جارحهْ
أنا موسميٌ ولا تجدينني بكلّ الفصولْ
فهذه فرصة رفض الهوى أو قبولْ
فدوري كما شئتِ حول محيطي ودقّي الطبولْ
الظل الذي يأبى الموت ـ شعر : حسن حجازي
1 ـ الأبُ
بادرني بالقولِ
وهو يزيلُ من حولِ عينيْهِ
ما علِقَ بهما من بياضِ الأرقِ:
قتلُ الأبِ معناه
أن تصحوَ من النّومِ دونَ أن تجد شاربَكَ
المعقوفَ على مداراتِ
سلطةٍ متوهَّمةٍ
وموروثٍ يلوِّحُ بعصاه الغليظةِ
ذاتَ اليمينِ وذاتَ الشّمالِ!
أشواق ـ شعر : محمد لغريسي
أمي
ويحبل رنين دملجك
في الروح
ويتهادى وشمك الرخيم
المعسل
كشعيرات همس
تتسلق أناملها المزهرة
فوق الهواء
وأعلى الهوى
أمي..
يا شوقا كالموج
ارتباك ـ شعر : فوزية علوي
ولا شيئ. يربكني
غير أني نسيت الطريق
ولم الحظ الباب
الذي قد رسمت
علي دفتيه مرارا
طيورا من الأرجوان
وفاكهة من جمان
وكنت رسمت بفحم الليالي
خطوطا تقود الًي حجر أمي
وكنت نثرت زهورا من الياسمين
وبحر حنان
في الأيادي حمم ـ شعر : عبدالسلام شقراوي
أناس ينشرون
أفراحهم
كل صباح
على شرفات منازلهم...
فتيات يحملن أحلامهن
على جفونهن
من غير انتهاء...
تماثيل تحف المدينة
وزغاريد نساء
فقدن أزواجهن في الحرب...
وعلى الجدار ذكرى
الْحِمَمُ وَالدِّمَاءْ ـ شعر : أحماد بوتالوحت
أَيُّهَا الْوَطَنُ الْمُسَجَّى بِسَحَابٍ مِنْ غُبَارْ ،
أَطْفَالُك َيَكْبُرُونَ فِي بِرَكِ الصَّدِيدْ .
وَفِي الْمَقَاهِي وَالْبَارَاتْ ،
مَاسِحُو الْأَحْذِيَةْ ،
يَتَكَاثُرُونَ كَصَيِّبٍ مِنَ الْجَرَادِ وَالْقُرَا دْ ،
جِبَاهٌ مَوْسُومَةٌ بِأَسْيَاخِ الْحَدِيدْ ،
عَلَى السَّوَاعِدِ السَّوْدَاءْ ،
لَيَالِي التَّعَبْ ،
يَتَشَابَهُونَ فِي الْمِحَنْ ،
كَزَوْجَيْ أَحْذِيَةْ .
وَعَلَى بُعْدِ فَرَاسِخَ مِنْ طُيُورٍ تَلْوِي أَعْنَاقَهَا الرِّيحْ ،
الْمِعْطَفُ وَالرِّيحْ ـ شعر : احماد بوتالوحت
القُبَّعَاتُ الَّتِي تَحْتَفِي بِهِ ، تَرْفَعُهُ عَالِياً ،
كَخَيْمَةٍ يُصَفِّقُ بِجَنَاحَيْهِ وَيَعْرُجُ إِلَى السَّمَاءْ ،
يُفْرِدُ ظِلَّهُ فَيُغَطِّي حَدْبَةَ الْقَارَّاتْ ،
يُلُامِسُ الْهَبَاءْ قُفَّازُهُ الَّذِي أَكَلَتْ أَصَابِعَهُ أَزْمِنَةُ الْوَبَاءْ ،
يَسَعُ غَيْمَةً لَمَّا تَسْكُنُ أَحْشَاءَهُ الرِّيحْ .
آنَ يَلْبَسُنِي يَصَّدَّعُ صَدْرُهُ بِوَجَعِ الْجِرَاحْ ،
وَآنَ أَلْبَسُهُ أَمْتَلِيءُ بِخَيْبَاتِ الْحَيَاةْ ،
أَفْتَحُ فِي جُيُوبِهِ حَانَةً وَأُشْعِلُ كُلَّ مَوَاقِيدِ الشِّتَاءْ ،
كَانَ يُشْبِهُنِي ، مُبَقَّعَةٌ سَنَابِلُ يَدَيْهِ بِبُقَعٍ سَوْدَاءْ ،
نَشْتَرِكُ مَحَارِمَ البُؤْسِ وَسُعَالَ الْفُصُولْ .
تَحْتَ الْعَتْمَةِ وَالْمَطَرْ يَرْفَعُ يَاقَتَهُ عَالِياً كَالشِّرَاعْ ،
أَحْذِيَةُ الْمَطَرْ ـ شعر : بوتالوحت احماد
وَأَنْتَ تُوَدِّع ُالشِّفَاهَ الَّتِي تَسِيلُ بِالرَّغْبَةِ عَلَى الْأسِرَّةْ ،
وَالْخُصُورَ الَّتِي تَنْضَحُ بِاللَّذَةِ عَلَى الْمَرْتَبَاتِ الْبَارِدَةْ ،
مُثْقَلٌ بِالْمَعَاطِفِ الَّتِي تُشْبِهُ السُّحُبْ ،
وَأَقْمِصَةَ الْحُزْنِ السَّوْدَاء .
إرْمِ ضَفَائِرَكَ وَجَوَارِبَكَ لِلرِّيحْ ،
وَارْشقْ أَحْلَامَكَ بِالْوَحَلِ وَأَحْذِيَةِ الْمَطَرْ ،
وَصَلِّ مِنْ أَجْلِ زَمَنٍ لَنْ يَعُودْ ،
صَلِّ مِنْ أَجْلِ سَمَاءٍ مَاتَتْ عَلَيْهَا الْحَيَاةْ ،
فَسَقَطَتْ عَنْهَا نَيَاشينُ النُّجُومْ .
الْبُؤْسُ يَطْرُقُ نَوَافِذَ الْمَدِينَةْ ،
وَالْأَقْوَاسُ مَشْنُوقَةٌ عَلَى الْأَبْوَابْ ،
ديباج ـ شعر : فوزية العلوي
ولا تأتني مثل برق عنيف
تزعزع لوز الهوى في ذراي
ولا تدخرني
لتكسرني مثل ضوء
تشبث ليلا بروح المرايا
ولا تتئد كي تمر خيولي محملة بالصهيل
مطهمة بالحكايا.
ولا تنتثر مثل طفل الغمام
ولا تندثر مثل ظل الزوايا
ولا تنتحل للرواة مجازا
فلن يستطيعوا
تسنيمُ روحي ـ شعر : د.عبد المجيد أحمد المحمود
أنتِ في عمري كوكبُ النُّورِ و أسبابُ حضوري
و إدمانُ اشتياقي لرائحةِ التُّرابِ المُمْطَرِ
و إدمانُ اغتيالي في بساتينِ الزُّهورِ
حينما النبضُ يجري نحوَ ظلِّكِ الغضِّ
و حينما يسوقُني العبثُّ الشقيُّ
رغمًا عن الثَّلجِ في رأسي
و رغمًا عن البردِ في أقصى شعوري
كي ألاقي خدَّكِ النَّظرَ الموشَّى
بأحلامِ الحياةِ
فأسكبَ القُبُلاتِ عليهِ أمواجَ عبيرِ
و أمسكُ الأيدي الطَّريَّةَ في افتتانٍ
ما حكايتك يا أيلول؟ ـ شعر : عبد الله بنان
من المبتدئ في شوارع الحياة،
كان للطيور المغردة عنوان،
تلتقط نسائم الحرية،
على زرقة الأبيض،
بملحه وأسماكه،
في تماهي مع مرح النوارس،
وهي تداعب أمواج الشطوط،
لتلتقط رزقها،
الى حين ....
الى نقلة ثانية،
حيث الغياب،
سمفونية أخطأنا في عزفها ـ شعر : نينوس نيراري
لسنا نتفقْ
الأفضل ان نفترقْ
نحتاج لبعض الهدوء وبعض الصفاءْ
لنغيّر طقس اللقاءْ
من حوارات ساخنهْ
من إستنزاف لطاقاتنا الكامنهْ
لولادة شوق لا يحترقْ
شوق كالشعاع مداراتنا يخترقْ
إندفاعاتنا لم تعد آمنهْ
إنطلاقاتنا لم تعد تنطلقْ
يا حبيبة عمري قد مضت الأحلام ولم نستفقْ
حالة حب ـ شعر : محسن الذهبي
( 1 )
في ترحالي المجنون
نسيت جواز سفري مرة
في نقطة التفتيش
لم أجد الا صورتك بجيبي
قدمتها لضابط الحدود
ختم عند القلب
ابتسم وقال : عاشق
مسموح له الدخول ..
***
( 2 )
لا ترحلي ... ـ شعر : حسن بلقائد
لا ترحلي ....
لا ترحلي .... يا نهرا من الحب ...
يا موتا من نور .... يا عذابي المسكوت...
اتركي القيود ....
اتركي نارك المشدودة بخيوط العنكبوت.
ابعثي في موتا من ضياء ...
فأنا خلقك الجديد ... وأنت نوري الوحيد
لا ترحلي .... يا نجما في كهفي العتيق.
فأنت روحي ... ,وانا عذابك اللصيق...
لا ترحلي ... يا حزمة من أشعة بيضاء
اتركي الحنين ... اتركي الفناء
ثعبان اسكيلبيوس ـ شعر : عبد الجليل ولدحموية
كنت حيا ربما
بين أشعة القمر
وتنهيدة نجم أفل
حيث الغيم يتوجس
الدنو من الريح
العبقة بالشبق
اغتالتني يد السماء
عندما كانت تحاول
الانتصار على التيتان
شكل بروميثيوس أنثاي
من نزيف حروف
وجوه ...و..مرآة ... ـ شعر : فاطمة سعد الله
لا أقف امامك أيّتها المرآة ..إلا لأراها...
ملامحها تعانق قسماتي..
تتلمّس بسَماتي...
أقف أمامك ..يطيل شوقي الوقوف ..
بمساحة الزمن ..
بعمق الشجن ..
بكل عبق فاح بين حنايا الوطن .
ابتسامتها ....تركس عصفورة ..تشدو على شفتيّ
وجهها ...يتلبسني ..يسكنني ..
مني ..إليّ...
نظرتها ...تغوص في وجداني ..
مجرد مَثَل ـ شعر : عبد الجليل ولدحموية
بلغت نهاية الطريق
قبل أن يجف إسفلت المستقبل
أرهقني بناؤه
تكسرت هِمة الحفار
في يد المِعول
تأبطت خططي كملفات
على رف محاسب المعمل
لملمت أقلامي
لعقت الحبر العالق
بين سطور الأمنيات
مضغت علامات الترقيم
في حارتنا ـ شعر : حسنة أولهاشمي
في حارتنا تصفف الريح شَعر الانمحاء
بمشط رقيقة الأسنان
بين شقوقها الدقيقة تقرفص ذاكرة مذبوحة
وريدها الآن تيبس في كف الرصيف الشاحب
رصيف يتوسد أسى مخمور
اغتال نضجه عدم البدايات ..
في حارتنا يقضم الزمان
حكايا العتبات الباردة
يشرب الجرح رطوبة الجراح
المشعة في عيون الجارات القديمات
وتسيح ترانيم الضمور من فلجة العويل