عِنْدَ مُفْتَرقِ الهَديرِ...
على قَميصِ يُوسُفَ..
أنامِلُ حَرَقَها الشّوْقُ..
تساَقطَتْ رمادًا..
أيا زُليْخَةُ:لَمْلِمي حُطامَ جُرْحٍ
خزّنَ نشيجَ ذكْرى
اخْبِزِي الطّينَ في تنّورِ الصّبْر
أقْراصًا شقْراءَ
لا تتعجّلي..
"تأنّقي و تجمّلي"..
فالنّسْوةُ لمْ يقْطعْنَ أيْدي الانْتظارِ

عندما أحبك..
يهجرني نوم
وكون
يلفظني الشهد والنحل
يؤنبني العبير
وتبرحني المزهريات
مكــبـلا بالضــباب، كنت
مذبوحا كقربان
بندى الوجنتين
وتراتيل
الحنين

ضياء أرسلت واردها
أنوار في ظلمة الجب تشرق
حبال تدلى سناها
من سحرها النجوم لا تنطق
ساحرة جاءت تفتدي
قلبا فهل يعفو الجب ويرفق
مدت يدا من بياضها
ولى الجمال لخطاه يسرق
أيقظت جسدي من سكرة
في بهاها عيناي تحدق
همست برفق فاق الحلى

أمسك يديّ بغفلةٍ منّي
مشى بي
سآخذكِ الى جنّتي
هكذا قال
سأريك ما لا تحلمين في رؤياه
فأنت ملكتي
سأحبكِ كما لم يحبكِ أحد..
سأنسيكِ الدنيا..
كيف لا وأنت أميرتي
حبيبتي : أنظري أمامك
أمامك فقط

لست عرافا...
كما يحلو لشمطاء الجنوب مناداتي. ..
فصلاحياتي ممتدة حتّى آخر انقشاع للظُهرِ
وما سيأتي به الحلم غائرٌ...
وما تلمهُ حاملات للحطب فاترٌ...
وما العُمر إلا فصلٌ للهدرِ ...
وحجمُ من يعِي هُدنتي نادرٌ
كما تدنو به الساعات...
وما تعيبه العاهات...
 ومن له في الالفة رايات سيحمِّلُها عبء الريح ...
فها أنتم تحترقون.....

دَائِماً تَحْدُثُ الْأَشْيَاءُ نَفْسُهَا ،
وَالزَّمَنُ يُكَرِّرُ نَفْسَهُ كَمَا فِي رَدْهَاتِ الْجَحِيمْ ،
كَمَا يَتَكَرَّرُ الشَّقَاءُ الْبَشَرِي ،
كَمَا تَزْحَفُ مَخَالِبُ الْخَرِيفْ الطَّوِيلَةْ ،
لِتَسْلَخَ جِلْدَ الْحُقُولْ .
لَا يَحْدُثُ التَّحَوَلُ الْمَأْمُولْ ،
حَتَّى فِي عَالَمِ الْمَوْتَى لَا يَحْدُثُ الشَّيْءُ الْكَثِيرْ ،
فَلَا نِعْمَةَ لِلْمَوْتَى ، إِلَّا نِعْمَةَ الْمَوْتِ أَحْيَاناً ،
فَعَدَا هَيَاكِلُهُمْ الَّتِي تَجَدَّدُ  لَمَّا تَصْدَأْ ،
وَعَدَا أَسْنَانُهُمْ الَّتِي يَقْتَلِعُونَهَا تَأَفُّفاً ،
وَيَرْمُونَهَا فِي وَجْهِ الشَّمْسِ ،

عيروني أثوابي في الفرحة تبرج
واقلامي في سكب الحزن لا تبهج
عفوا  ما قصرت  ثوب فرحة
وما أنا للسواد لونا أنسج
ولست بخنساء عصرها
ترثي صخرا من الرماد يدرج
أو معريا رهين المحبسين
بين حروف قتامة يمزج
ما اشتريت أن تقذى بشيء أعيني
فقلبي لدماء البهجة يلهج
كلت بي المحمول لمن أشكو ذلتي

تائهة بين هضابِ دروبك..
كلَّت يدايَ من طرْق المداخل والأبواب
 تورَّمتْ قدماي،
 جفَّتْ عيناي،
سألتُ وسألتْ،
وما أرشدوني إلى عنوانك..

سيدي، صبية أنا بين حروفك..
أحرقتَ طلاسمي،
 أغرقتَ سفائني،
 أبطلتَ كلَّ قياساتي وقرائني..

هذا المساء
فقدتَ فماً وقصيدة
وجرحاً يلائم صوت الناي القادم
بحشرجة ضوء الإشارة
المثقل، مثلي، دون ملامٍ
أو عنفٍ يلائم جسد القصيدة
المكبوتْ في مسافة الصَبر.

هذا المساء
المثقلون، كما للجميع أن يشاء ـ أنا وأنت ـ
كلانا كما يريد الله أن لا يكون لنا هاجس

فِي شَارِعٍ جَانِبِي ،
تَتَسَكَّعُ الْأَقْدَامُ السُّدَاسِيَةُ الْأَصَابِعْ ،
زَاهِدَةً فِي أَحْذِيَتِهَا الْمُذَبَّبَةْ .

مِنَ الْحَانَةِ الْمُجَاوِرَةْ ،
تَخْرُجُ الرُّؤُوسُ بِقُبَّعَاتٍ ثَمِلَةْ .

السَّرَاوِيلُ الَّتِي طَارَتْ عَلَى الْأَبْرَاجْ ،
مُخَلِّفَةً أَرْجُلَهَا الدَّاخِلِيَةَ عَلَى حِبَالِ الْغَسِيلْ ،
عَادَتْ فِي خَرِيفِ الْعُمْرِ بِأَحْزِمَةٍ مُتَرَهِّلَةْ .

أنهيت الرصيف يمينا بالقبل
 فوشحوا صدري بطلقاتٍ
هادفة
 صامتة
 فأخذتهم نشوة الإراقة
الى بعيد.....
 الى أبعد مدى حيث لا أنا ...
حيث لا أحد...
 لا ميلاد للوجود في قلوبنا ....
لا دعوة مجانية تحملنا لقدسية السماء...
لا هدنة استباقية قبل رسم الفاجعات ...

يختلي هناك في كل مكان... .
هنالك حيث لا مكان...
 غالبا بمحاذاة الجبل
 بمحاذاة الحزن ......
بمواصفات لا توصف ...
أبله في حُلة الأنبياء...
يطرق أبوابا أهلها نيام لا توقظهم  صاعقة ..
صلاته لا تنتهي بشروق...
 لا تنتهي بغروب ...
يسائل الجامد والهامد
أمره بين يديه وعليه سائد....

القاعة تكتظ بالجمهورْ
فاليوم سيلقي قصيدته  شاعر مشهورْ
المسرح ملتهبٌ والشعر تناسى الحضورْ
ماذا يجري من وراء الستارْ
هل تجمد فكر الشاعرِ في إطلاق قصائد نارْ
الحضور يلجّ بهذا السؤالْ
اين الشاعرْ
اين الثائرْ
هل تعرض للأغتيالْ
ام أصبح رهن الإعتقالْ
فالشعر تحول في هذه الأيامْ

01
تلك الــروح
وهي تضحك
 كشجرة الحديد 
يستغـرق وقتها
كل مسامات وريــدي
تلك الأصابع المسروقة
 من شهوتي
وطلحها
 في دمي لا يتوقف
ومسافات

أقبل الخريف
فاستعمرت الفؤاد
ذكريات
بنسيج عنكبوتي
ذكريات تتربص
بلحظات عابرة
أو أمنيات سوداء
أو آمال استسلمت
للقدر والمكتوب

زهور جفّ رحيقها

حُوريّةٌ ..بِطَوّقِ ياسمين
أنْتِ...
باقَةُ عِطْرٍ منْثورةٌ...على
إيقاعِ الروح
يمَامةٌ نوْرانيّةٌ ..تدْرُجُ على
أرْضِ النور..
أيّتُها الحمامةُ الشاعرةُ
لا تَنُوحِي...
أفْرِدِي جناحيْ حُلْمِك..
حلّقي ..أيّتُها الساحرةُ
بيْن المدى وبيْني..

هو....ليس ..كالرجال...
صخر ..جلمود.. صامد ..
كالجبال...
كوتني ناره،
هربت...
لكن..محال..
مغمض الجفنين نائم،
مطبق الشفتين..هائم..
يقاوم..يحاول..يقاوم..
خانه..البركان...
هو الحب يا سيدي..

خميسات أختي التي تلهو
على خرائط  وجهي
تغزل من شفتي حكايتين
كما لو كانت كلمة مني
وتبذر في باطن باطني..
زنبقة مقدسة.
خميسات، تهجم برقة
على مهجة قلبي
تذبحني كالماس إلى حدود المرفقين
وتعطر همي بخمرتين
ونغمات..

نهوى الترابي أحيانا
وننصت لحفيف النسغ
في مفاصل الليمون
نتهاوى فراشا على شهب الحب
وننزل في أنابيق العطر السري
نبلغ في لحظة التكوين نشوة التوت
أيام أدرك آدم لحن الرغبات
يشق الجنة تغريدا
نمضي في طريق الحمإ المسنون
نبحث في عتمة الطين عن زنبقات
بها تعطو الروح