-1-
على غير هدى مني
أنا الشارد في متاهات الصمت
أواري قلبي المطارد
في علبة أوجاعي المكتومة،
أتجرد من قماش الجسد
المنسوج على منوال الحيرة،
أرمي به في أتون التيه،
أحتفظ بجيوبي المخرومة
التي غالباً ما تذكرني
بحالة إفلاس الروح،

يا فلسطين
اعذريني
لست ثوريا
بما يكفي
كي أكون حجرا
في أيادي الغاضبين
--
يا فلسطين
اعذريني
لست شاعرا
بما يكفي

كنت أرسمك في الطرقات معي..جنبا لجنب
ارسم كتفك لاستند عليه حين اتعب..
أنا دائما متعبة
ارسم العيون والقلب ...والنجوم..
ارسم المطر ...العطر والغيوم..
أجلستك طيفا على الشاطئ...
تسلقتك حجرا ...
واذبتك كالثلج
لكن كل السبل التي قطعتها إليك أعادتني إلي ..
كرسالة خاطئة في العنوان
ابتلعت الجرح ومضيت

أَرْبِطُ الْأَزْمِنَةَ بِالْأَزْمِنَةْ ،
وَبِمِسَلَّةِ الْخُطَى أَرْفُو الْأَمْكِنَةْ ،
مِنْ وَطَنِ الْمَنْفَى إِلَى رَصِيفِ الْمَبْغَى ،
أَرْكُضُ وَدَاخِلَ مِعْطَفِي تَهُرُّ الرِّيحْ ،
وَتَحْتَ جِلْدِي الْكَابِي تُبْحِرُ مَرَاكِبُ الْكَآبَةْ .
لَا خُبْزَ لِي ، فِي بِلَادِ الْمَنَافِي وَلَا خِصْراً نَاعِمْ ،
لَا الْحَانَاتُ وَلَا الْمَبَاغِي وَلَا الْأَسِرَّةُ وَلَا الْغُرَفُ الْمُعْتِمَةْ ،
كَانَتْ كَصَدْرِ أُمِّي .
بِأَسْنَانٍ نَخِرَةٍ وَأَصَابِعَ تَعْبَثُ بِأَوْرَاقِهَا الرِّيحْ ،
قَضَيْتُ دَهْراً أَتَسَكَّعُ عَلَى خَشَبِ الْخَرَائِطْ ،
تَنْفَتِحُ أَزْرَارُ الْمُدُنِ عَلَى صَبَاحَاتٍ عَكِرَةْ ،

أطْلقَ لحيتهُ .. قصَّرَ ثوبَهُ
تركَ الطبلةَ  والمزمارَ.
دخلَ بيتاً موبوءاً
يُقالُ: إنَّ مَنْ بناهُ ابنُ زنَا.
قَبلَ يدَ أميرهُ المغموسةَ بدماءِ عبادِ الله
ليَحْشُّوَ جُيوبَ سِروالهُ
برُماناتٍ منْ حقدٍ و حديدٍ.
ربطَ على صَدرهِ موتًا يُطاردُ الخَلقَ
 أجْمعينَ.
حورُ عينٍ
ووجبةَ عشاءٍ فاخرةٍ

1- أيها الحرف الموغل جدا في الافتراض
اسمح لي أن أضع سؤالا "ميكيافليا" أمام جلالتك :
" كيف تستمد منك الكلمات العانسة نشوتها ؟؟
سأفترض حتى أنا جوابا ديكارتيا.
وأهرب من تجاويف المعنى حيث تجلس مفردة عارية ودون تضاريس.
ألجأ نحو مرافئ الألغام حتى أفجر جسد الضاد".
لن أكتفي اليوم بذبحك على مقصلة ورقية.
لن تكفيني دماؤك..........حيث أمتح منها جرأتي.
سأحفر بين منفاي اللغوي وبين سجن العبارات.
وأبحث في جيناتك عن بؤرة للانقراض.

الغياب الأوّل٠٠٠
المكان الذي لم يصل بيننا خدعةٌ
الزمان الذي لم يطل ظلّنا كذبةٌ
النجوم التي نثرت نورها دوننا ظلمةٌ
الكلام الذي لم يٌحطْ بالذي شفّنا عُجمةٌ
الرّياح التي عبرتْ هكذا
دونما وردة من يدكْ غلطةٌ
المياهُ التي أترعتْ خافقي
رغم حرّ البكا٠٠٠٠٠عذبةٌ٠

الغياب الثاني٠٠٠
تختفي هكذا مثل شمس الخريفْ

مَازِلْتُ أَسْمَعُ خُطَاهُ وَهِيَ تَقْرَعُ الزُّقَاقْ ،
كَانَتْ نَفْسُهَا الْخُطَى الَّتِي تَحْمِلُهُ لَنَا فَجْأَةً بَعْدَ غِيَابْ ،
فِي جِرَابِهِ خُبْزَنَا الْكَفَافَ وَدِفْءَ الْغُرَفْ ،
وَكَانَتْ قَارَّاتٌ تُخْفِيهِ عَنَّا زَمَناً قَدْ يَطُولْ ،
 وَيَأْتِي أَخِيراً وَفَوْقَ أَسْمَالِهْ طَحَالِبَ الْبِحَارْ ،
وَفِي جُيُوبِ مِعْطَفِهِ تَصْطَخِبُ الْأَمْوَاجْ .
كَانَ لَمَّا يَعْتَزِمُ السَّفَرْ ،          
تُعْتِمُ أَعْمَاقُهُ وَتَعْتَكِرُ الْغُيُومْ ،
فَأَرَى طُيُوراً تُحَلِّقُ مِنْ عَيْنَيْهِ صَوْبَ الْحُقُولْ ،
يُوَارِي الْبَابُ سَعْلَتَهُ وَيَصْطَفِقْ ،
يَرْفَعُ قُبَّعَتٌهُ عَالِياً ، وَحَالَمَا يَخْطُو يَشْرَبُهُ الظَّلَامْ ،

مُــخْلِص أيُّها القَلب
لأحْـــزَانِكَ تُـرَتِبُها، تُبَعْثِرُهَا
تـفْرشُهَا فَوْقَ أنَامِلكَ
وتَمْضِي
تَعْبُرُ سَجَادَةَ الزَّمَن
بِــرفْقِكَ المـَعهُودْ
 تَعْبُرُ، تَجْتَازُ الحُدُودْ
في ذلك المقْهى الذي لا يَعْرِف الضَجِيج
يَنْتَشِي حُزْنُكَ بِحُزْنِه
يُعَانِقُ أحْلامَا كانت لنا سَوِيا
تَشَاجَرْنَا، تَصَافحنا

 

بالغصّاتِ وضوءُ الشمسِ الغاربُ
معكوسٌ في قدحي الفارغ ِ
والذكرى المرّةُ
تعتصرُ الدمعَ الساخنَ
من أعماقِ العينْ !
بالغصّاتِ أودّعُ آخرَ أيّامِ الصيفِ
وأستقبلُ كلَّ خريفِ الصبرِ
بعينيّ الدامعتينْ !
وأقولُ لنفسي الأسيانةِ
 يا نفسي !..
يا حقلَ حفيفٍ مملوءٍ بالريحِ

فلسطين
أيتها العصفورة القريبة
البعيدة
أيتها الفتاة
الكردية
التي تعزف رفقتي
شيئا من غربتي
وفي يدها
أسئلة
مذبوحة.
مذبوحة...

آه لو كان لي أن أعيد دفة الزمن
إلى الوراء من جديد!
إذن؛
أسبح في البركة مثل كل الأطفال والبط، وكل الدجاج
لعلي أصمد في وجه عجاج
الحاضر الموغل في السواد
أستدرج العقارب الصفر بزهرة الخردل
أعمل في المحجر
في الحقل
أشرب من ماء المطر الجاري في الجدول
أسقي الماء من البئر الحلو والمالح

بهتت وأنا أرنو لجمالها الأخاذ
كانت بملامح شبيهة بحلم لازوردي
كانت ظبيا مرقطا جامحا
 يثب ذات اليمين وذات الشمال،
حين هممت أن أرتشف من نور عينيها ضحكت
وأشارت بسبابتها لورقة بردي مهلهلة
قالت : هو ذا خطاب عشتار إليك
أتله وحواسك في كامل توثبها
لا تدع لرذاذ الذكرى أي حيز للحكي
خذ الخطاب بكل العشق المعشش فيك
ولا تعز ربة الحب فيه

أنا رجل فوضوي
من أولاد علي ..
حزين
مثل عربة بقال قديمة ..
أحلم بتغيير العالم
و غراسة البرتقال
فوق أنقاض المعابد ..
أقترح
رمي اللصوص
في فوهات البراكين
سيكون الأمر سخيفا و مذهلا

ولمن تُراني أكتب قصائدي؟
يا أخي العزيز، كنت مؤيدي
وكان نصحك الجميل، وكان فيك سندي
كنت بالأمس، ترسم لي مجدا، تراني في سؤدد
ولأجلك تمردت على النشاز، على السراب، كي تراني
ولكنك لم تر غير تمردي !
و لو تعلم قبل أن تعاتبني
أن تمردي ليس من أجل ذاتي
فلأجلك تركتها في صبحي، في مسائي، وحين سباتي
حتى عندما أناجي نفسي أو أنظر إلى مرآتي
لو تعلم أن صداها وطيفها كانا دوما يعذبانني

يا ليتني شبّاكُ موسيقى
يسافرُ خلفَ أحزانِ البعيدْ !

ياليتني قنديلُ ياقوتٍ
على شبّاكِ سهرتها الوحيدْ !

لأقولَ للبنتِ الوحيدةِ
حينَ تهدأُ هدهداتُ الليلِ
عن شجني
ويحملني جناحُ الريحِ من طللٍ
إلى طللٍ

شَارِعٌ وَأَرْصِفَةُ جُنُونٍ وَدَفَاتِرْ ،
وَمُخْبِرُونَ مُحْبَطُونَ يَحْتَسُونَ وَقْتَهُمْ فِي الْمَقْهَى الْمُجَاورْ،
وَخَلْفَ ظَهْرِي زُجَاجُ أَعْيُنِهِمْ يُرْبِكُ السُّطُورْ ،
وَجَلَّادُونَ يُطْفِئُونَ وَهَجَ لَفَائِفِهْمْ فِي مَنَافِضِ السُّرَرْ ،
وَفِي سَرَادِيبِ التَّعْذِيبْ ،عَصَافِيرَ مَنْزُوعَةَ الْأَظَافِرْ
وَغُرَفُ الْفَنَادِقِ مُسْبَلَةُ السَّتَائِرْ ،
وَعَلَى الْأَرَائِكِ تَسِيلُ بُطُونٌ مُثْخَمَةٌ بِفَوَاكِهِ الْبَحْرِ وَالنَّبِيذْ ،
وَالْأَصَابِعُ تَتَجَشَّأُ ، لَحْمَ الْخُصُورْ .
وَكَصَفَحَاتِ كِتَابْ ،
الْأَفْخَاذُ مُبَلَّلَةٌ بِلُعَابِ الْأَصَابِعْ ،  .

عنْدما تبْكِي "شمْسُ"..تخْجَلُ دمُوعُها
من الضّياءِ..
تتخفّى..تتستّرُ بِسُجُفِ الغُيُومِ..
تبْسُطُ يَدَ التمنُّعِ..
تُذَلِّلُ مسَارَ الدمْعِ..
يَهْمِي المُزْنُ عنْدها،
وتهْدِرُ الأنْهارُ.
*************
عنْدما..تتألّمُ" شمْسُ"...
ترْفُضُ المسكّناتِ..
تُخزِّنُ الوجعَ..ذاكرَةَ حياةٍ

1 – غَباء
أبْرِحُ نَفْسي عِتابا
لِأنّي عَميتُ ...
نام ذَكَائِي
عَميتُ حُيال بهائكِ .
كانت عُيوني غَبيّهْ.
... يا لَشَقَائِي...
2 – سُموٌ
 يُسائلٌني اللّغْوُ
عَنْ سِرّ صَمْتي ...
تَتَوارى خَلْفَ لِسانِي