"دون الموسيقى تغدو الحياة خطأ"
فريديريك نيتشه"الموسيقى هي فن التفكير بالاصوات"
جول كومباريان
مقدمة
رأى جيل دولوز في الموسيقى الفاعلية ذاتها، وأكد على أن التناغمات الموسيقية هي انفعالات؛ فالتطابقات في الأنغام، أكانت انسجامية أو تنافرية هي انفعالات موسيقية(1). كما أشاد باللقاءت التي تجمعه مع "قطعة موسيقية"، وبدور الموسيقى في منح "الحركة" وبناء العقل الحسي. اعتبر دولوز المفاهيم (الفلسفة) كالاصوات (الموسيقى)، أو الألوان (الرسم)، أو الصور (السينما)، وأكد على أن الغاية الوحيدة من هذه الأشكال التعبيرية – فلسفة، موسيقى، رسم، سينما - عبر التآليف التي تنسجها هي البحث عن أفكار وحمل الحياة إلى حالة القوة المطلقة أو "الصحة الفائقة".أقام دولوز علاقات والتقاءات بين مختلف هذه الأشكال التعبيرية، وآمن بالخدمة التي يمكن أن تسديها الفلسفة للموسيقى، لكنه أقرّ بصعوبة الكلام عنها، وتساءل عن الدور الذي يمكن أن تضطلع به مقارنة مع الرسم (إبداع المؤثرات الإدراكية والإنفعالية) والسينما (إبداع الصور والأحاسيس)؟
1- علاقة جيل دولوز بفن الموسيقى
لم يكتب جيل دولوز مُؤلّفا حول فن الموسيقى، بل قدّم دروسا ومحاضرات، وكتب شذرات موزّعة بين ثنايا كتبه حول الموسيقى والموسيقيين(2). لكن ما يبهر في إنتاجه الفلسفي، ليس فقط عدد المفاهيم التي أبدعها وصنعها، وأسلوبه في الكتابة، بل طريقته المتفرّدة والإستثنائية في الإلقاء والكلام. فقد تمنى أن يتوصل إلى إنجاز الدروس بالشكل الذي ينظم به ديلان (بوب ديلان Bob Dylan) أغنيته(3)، وأن يوقّع الكلام صوتيا (طريقة نطق بين الغناء والإلقاء)، بحيث يتضمن الأمر نوعا من Sprechgesang [الغناء الإلقائي](4).
عكس هذا الإعتناء الشديد والحماسي بالتفكير والكتابة وبالكلام وطريقة الإلقاء رغبة دولوز في إبداع فلسفة بكاملها قائمة بذاتها، مُوجّهة على قدم المساواة للفلاسفة ولغير الفلاسفة، بالضبط مثلما يكون التصوير موجها للمصورين ولغير-المصورين، أو تكون الموسيقى غير قاصرة على المتخصصين في الموسيقى(5).
لم يتردّد دولوز كذلك في التأكيد على إعجابه بالعديد من الموسيقيين كشونبرج Shoenberg ومالر Mahler وبيرج Berg وموزارت Mozart وفيردي Verdi و شتوكهاوزن Stockhausen، وبأنواع أخرى من الموسيقى كالأوبرا والموسيقى الشعبية...، وأثنى على دور الموسيقيين في إدخال أشياء جديدة وأصيلة مقارنة مع التراث الموسيقي، وإبداع ما لا يمكن توقّعه، ما يُذهل ويُفتن ويُربك الحواس.
2- اللازمة la ritournelle: لقاء نموذجي بين الفلسفة والموسيقى وإبداع المفاهيم
حين يقول جيل دولوز:"يجب أن يحقق المرء تقدما في خلق المفاهيم"، فإنه يكرر لازمة تعريفه للفلسفة ولدور الفيلسوف. إن تحقيق هذا التقدم، جعل دولوز ينفتح على الموسيقى للبحث عن الإمكانات التي توفرها في مجال صنع المفاهيم. هكذا أبدع دولوز بمعية صديقه فليكس غتاري مفهوما بالغ الأهمية وهو "اللازمة la ritournelle"، واعتبره النقطة المشتركة [بين الاغنية الشعبية والموسيقى]، إنه نغمة صغيرة؛ "ترا - لا - لا - لا، ترا - لا - لا – لا"، يتساءل دولوز:
متى أقول "ترا - لا - لا ؟" ... ، متى أغني "ترا - لا – لا"، متى أغني لنفسي؟ أغني لنفسي في ثلاث مناسبات: أغني لنفسي حين أتحرك في موطني، ألمّع أثاثي، والراديو يذيع في الخلفية، أي، حين أكون في بيتي. ثم، أغني لنفسي حين لا يكون في البيت وأحاول الوصول إلى البيت، عند حلول الليل، في ساعة الكرب، أفتّش عن طريقي، وأمنح نفسي الشجاعة، بأن أغني، "ترا - لا - لا"، أنا ذاهب صوب بيتي. ثم، أغني لنفسي حين أقول "وداعا، أنا راحل وسأحملكم معي في قلبي". إنها أغنية شعبية ... حين أغادر البيت لأذهب إلى مكان آخر، وإلى أين أذهب؟ بعبارة أخرى، بالنسبة لي، فإن الريتورنيللو مرتبط تماما (...) بمشكلة الموطن والخروج من أو دخول الموطن، أي، بمشكلة نزع التوطين. أعود إلى موطني أو أحاول، أو أنزع توطين نفسي، أي، أرحل، أغادر موطني(6).
حدّد دولوز معنى الأغنية قائلا : " كانت دوما هي الصوت بوصفه غناء يصعد من موقعه في علاقته بالموطن. موطني، الموطن الذي لم أعد أملكه، الموطن الذي أحاول بلوغه مرة أخرى "(7)؛ إنها أغنية الأرض. ويُعرّف الموسيقى بالتوحد الحميم للزمات الصغيرة مع اللزمة الكبرى(8). وجد دولوز في هذا التوحد طاقة الموسيقى، طاقتها على نقل مستوى كوني حقا(9).
أقام دولوز علاقة قوية بين الموسيقى والأرض؛ فهذه العلاقة هي التي جعلته يُدمن على الإستماع للمقطوعات الموسيقية لشونبرج Shoenberg ولموسيقى مالر Mahler وبيرج Berg. في الوقت ذاته، أكد على العلاقة الوطيدة بين الأغنية والصرخة، وقال بأن في الفلسفة، ثمة أغنيات وصرخات. المفاهيم هي أغنيات حقيقية في الفلسفة، ثم، هناك صرخات الفلسفة (...). إن العلاقة صرخة – أغنية أو مفهوم – مُنفعل هي نفسها على نحو ما(10).
3- خصائص الإبداع في فن الموسيقى وفضائله
تشترك الموسيقى مع الفنون الأخرى (سينما، رسم، أدب، ...) في إبداع المؤثرات الإدراكية les percepts والمؤثرات الإنفعالية les affects وكتل الأحاسيس bloc de sensations. إن إبداع هذه المؤثرات والأحاسيس هو الذي يضمن للفن الحياة والإزدهار. أشار جيل دولوز إلى غرابة مفهومي المُدرك percept le والمنفعلl’affect ، وعرّف المُدرك percept le كمجموعة من الإدراكات والأحاسيس التي تصبح مستقلة عن الشخص الذي يخبرها، ويعتبر المُنفعلات les affects صيرورات، صيرورات تفيض عن ذلك الذي يمرّ خلالها، تتجاوز قوّة من يمر خلالها، ويتساءل دولوز:" ألن تكون الموسيقى الخالق الأعظم للمُنفعل؟ ألا تقودنا الموسيقى إلى داخل قوة الفعل هذه التي تتجاوزنا ؟ "(11).
إلى جانب إبداع المُؤثرات الإنفعالية، أكّد دولوز على دور الموسيقى في "جعل قوى الكون مرئية وموسيقى الأرض مسموعة"؛ فالموسيقى تجعل المرء "يرى" أشياء غريبة جدا – ربما مجرد ألوان أحيانا، الموسيقى تجعل المرء "يرى" ألوانا لا توجد داخل الموسيقى أو خارجها، ومُدركات كذلك، كل هذا مترابط تماما(12). كما أن الموسيقي يجعل مسموعا شيئا لم يكن بعد مسموعا، يجعل موسيقى الأرض مسموعة(13)، والموسيقى تُسمعنا القوة الصوتية للزمن(14). وأضاف دولوز لفن الموسيقى الفضيلة التالية: " التأثير بفضل المادة المُرهفة، جعل مادة الحركات التي تنسب عادة إلى الروح المحسوسة "(15).
4- دور فن الموسيقى والموسيقيين في إثارة المشاعر وتحرير الحياة
اعترف جيل دولوز بصعوبة الحديث عن الموسيقى، لكنه قال أشياء مثيرة حول دورها في إثارة المشاعر وتحريكها:
يقول : " يمكن لشخص ما أن تجتاحه المشاعر بالموسيقى أو بعمل موسيقي دون أن يعرف أي شيء عنه. تُحرّك مشاعري جدا موسيقى لولو أو فولتسيك، ناهيك عن كونشرتو إلى ذكرى ملاك، الذي يحرك مشاعري ربما أكثر من أي شيء في العالم(16). إن الأثر الذي تلحقه الموسيقى بالمستمع، جعل دولوز يقول بأن الموسيقى تخلق مشاعر، الموسيقى تُلهم مشاعر(17).
ويُضيف :"حين أستمع إلى موسيقى أعتبرها جميلة، ينتابني فعلا شعور بأنني أنتقل إلى تلك الحالات (...) . إن لدي مشاعر أجمل لنفسي في الأنساق الساكنة. مثل الموسيقى، مثل الفلسفة؟ ثمة موسيقى – جغرافية، وفلسفة – جغرافية، أعني، هي بلدان عميقة، وهذه بلداني أكثر، نعم؟ (...) . بلداني الأجنبية الخاصة(18).
يقوم كل موسيقي عظيم بإبداع شيء مثير بواسطة الصوت، وتكون الغاية الوحيدة من التركيبات الصوتية التي ينسجها، هي الحياة. إنه من يدفع الإرادة إلى حدودها القصوى قصد تغيير كل شيء، الإنسان والحياة؛ إذ تكون أمام الإنسان فرصة للإستمتاع بكينونته، ويجني متعة من رؤية نفسه كاملا(19).
إن المشاعر والإنفعالات التي يبدعها الموسيقي تُعبّر عن صيرورة لاإنسانية للإنسان، والتي لا تعني عودة إلى الأصول، بل تعني اكتشاف صيرورات واقعية للإنسان الحالي(20)، وتحرير قدرة فعل من أجل الحياة(21)، وليس معارضتها والحكم عليها كما يفعل كل تصور ارتكاسي للفن(22). في الوقت ذاته، يساعد الموسيقي على تحرير الحياة حيثما هي أسيرة، ويعلي من قدرها حتى تصير "حياة محايثة محضة، محايدة، في ما وراء الخير والشر"(23).
4- الفيلسوف والموسيقي: دولوز والعلاقة بين شاتليه وفيردي
أشار جيل دولوز إلى علاقة صديقه فرانسوا شاتليه François Châtelet بفولفغانغ أماديوس موزارت Wolfgang Amadeus Mozartوالأوبرا الإيطالية وخاصة أوبرا جوسيبي فيردي Giuseppe Verdi، يقول بصدد علاقة شاتليه بالموسيقى : "لم ينقطع عن العيش بجوار الموسيقى. لقد كان يعارض فكرة أن الموسيقى ما هي إلا ’’مخزون صوتي’’ في أذن ذلك الذي يسمعها باستمرار: إنها الفاعلية بحد ذاتها. فهي تتمتع بخاصيتين: لا تمنحنا الموسيقى الزمن ولا الأبدية، بل الحركة؛ وهي لا تؤكد على المعاش ولا على المفهوم، لكنها تبني العقل الحسي"(24).
أعلن دولوز عن إعجابه بالعلاقة التي أقامها فرانسوا شاتليه مع موسيقى أوبرا فيردي عن بريكليس؛ إنها "القرار الخارق للعادة"، كما أن صفحات شاتليه الموسيقية هي ذاتها خارقة، لأنها تجعلنا نتعرف وحتى اللحظة الأخيرة على طابع أفكاره الخاصة، يقول دولوز: "يتمتع فن الموسيقى بجانبين، الأول وكأنه رقص للجزئيات التي تكشف عن "مادية الحركات التي تنسب عادة إلى الروح" وتتحرك على طول الجسد الذي تنشره باعتباره مشهدها الخاص؛ لكن الجانب الآخر يظهر وكأنه عملية إعادة تشييد للعلاقات الإنسانية ضمن تلك المادة الصوتية، التي تولد الإنفعالات والتي يجري تفسيرها عادة عن طريق البسيكولوجيا. فعند فرديVerdi ، تكمن قوة التناغم الصوتي في المتوافقات التي تُحدد نوعية الإنفعال، فيما ينخرط اللحن ضمن حركات تسحب المادة برمتها: الموسيقى هي سياسة. فبخلوها من أي روح أو متعالي، ولأنها مادية عقلانية، تشكل الموسيقى الفاعلية الأكثر عقلانية للإنسان. فالموسيقى تقوم بالحركة وتجعلنا نحن نقوم بها. كذلك تضمن لنا المجاورة، وتقوم بحماية مجموع التفردات. وتذكرنا بأن العقل ليس وظيفة تمثيلية، لكنه تفعيل للقوة، أي إقامة علائق إنسانية ضمن مادة (صوتية). ذلك هو تحديد الأوبرا بالدقة (...). يمكن للموسيقى، بطبيعة الحال، توليد شعور بالديمومة السائلة، بالواقعة المتواترة أو الركود (...) جعل الجسد حساسا على طول قامته، بما فيها تلك التي يقال عنها عميقة، أي أثر التنوعات الصوتية وتركيباتها"(25).
تتمثل خصوبة اللقاء بين الإبداع الفلسفي والموسيقى عند شاتليه في القيام بالحركة وتشييد مسار عقلنة وتوليد علاقات إنسانية. إن الأمر يتعلق أساسا بتعقيل القوة أو الصيرورة الفاعلة، وبتحرير الحياة والإنتصار ضد الموت، ما دام ليس هناك من خلود سوى هذا التاريخ في الحاضر، ولا حياة أخرى غير التي تقوم بوصل الجيران هذا ب"القرار". في هذا السياق، قال جيل دولوز عن فلسفة صديقه فرانسوا شاتليه: " إن فلسفته هي فلسفة قرار، فرادة القرار، مقابل التعميمات الشمولية للتأمل والإتصال: فإن كان ذلك في آثينا أو في غرفتي، كل فعل هو فعل "بريكليسي" ، و"في العمق ما ينتج عن الفعل البيريكليسي هو القرار"(26).
خاتمة
رغم صعوبة الكلام عن الموسيقى، فإن جيل دولوز جعل الحديث عنها "أعلى نقطة" واعتبرها فنا أصيلا ومثيرا؛ لها قدرات مُهولة على جلب الجديد والإتيان بالمختلف، وجعل مسموعة قوى ليست مسموعة. خصّ دولوز الموسيقى كذلك بإثارة المشاعر وإبداع المؤثرات الإنفعالية les affects، واعتبرها لغة الإحساسات. في الوقت ذاته، نوّه بالعمل الجيّد الذي قام به مع صديقه فليكس غتاري؛ يتعلّق الأمر بالمفهوم الفلسفي البالغ الأهمية الذي أنتجاه وهو مفهوم الريتورنيللو ritornillo [اللزمة الموسيقية] (أو اللازمة الموسيقية).
هكذا ربط دولوز بين الموسيقي العظيم وإبداع الريتورنيللوهات les ritournelles، لكنه أشاد بتلك الريتورنيللوهات التي ستذوب مُكونة روتيرنيللو أعمق أو لزمة هائلة هي لزمة كونية؛ حيث تصير للموسيقى علاقة بالكون مثلما الأمر عند الموسيقي شتوكهاوزن Stockhausen. كما صرّح بإعجابه الشديدة بموسيقى مالر Mahler؛ بالطريقة التي تحقق بها كل اللزمات الصغيرة، التي هي بالفعل أعمال موسيقية عبقرية -لزمات حاناة، ولزمات رعاة، إلى آخره- تركيبا في نوع من اللزمة الكبرى التي ستصبح أغنية الأرض. إن خصوصية الإبداع والخلق في الموسيقى وعلاقتها بالأرض والكون جلعت جيل دولوز يقول :" هذا يشبه عناصر في حالة تولّد دائم"(27).
الهوامش:
1- جيل دولوز وفيلكس غتاري: ما هي الفلسفة؟، ترجمة مطاع صفدي وفريق مركز الإنماء القومي، مركز الإنماء القومي، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى، 1997، ص172.
2- Gilles Deleuze : Cours Vincennes : sur la musique, 08 /03 /1977.
- Gilles Deleuze : Le temps musical, IRCAM. Cours du 23 /02 /1978.
- De la Ritournelle, in Gilles Deleuze et Félix Guattari : Capitalisme et Schizophrénie, Mille Plateaux.
-Percept, Affect, Concept, in Gilles Deleuze et Félix Guattari : Qu’est-ce que la philosophie ? .
3- جيل دولوز وكلير بارني: حوارات في الفلسفة والأدب والتحليل النفسي والسياسة، ترجمة عبد الحي أزرقان-أحمد العلمي، أفريقيا الشرق، الدار البيضاء-المغرب، 1999، ص18.
4- جيل دولوز وكلير بارنت: الألف لام، P مثلما في Professeur [البروفسور/الأستاذ]، ترجمة أحمد حسان، المحروسة، ص135.
5- جيل دولوز وكلير بارنت: الألف لام، P مثلما في Professeur [البروفسور/الأستاذ]، ترجمة أحمد حسان، المحروسة، ص135.
لا تحتاج عملية إدراك الموسيقى إلى مختصين وخبراء أو فلاسفة، فالأمر يتعلق بإدراك غير-موسيقي للموسيقى بتعبير دولوز، وبأثر الموسيقى على المستمع. في هذا السياق يقول كاسيوس لونجينوس:"ألا يغرس الفلوت (الناي) بعض الإنفعالات في سامعيه؟ وإذا جاز التعبير يجعلهم خارجين عن طورهم ومليئين بالإهتياج، ويقدم حركة إيقاعية يجبر المصغي ليتحرك إيقاعا وفقه وأن ينسجم مع اللحن، مع أنه يمكن أن يكون جاهلا كليا للموسيقى؟ نعم، وألحان القيثار، مع أنها في نفسها لا تعني شيئا على الإطلاق، كثيرا ما تؤدي دورا عجيبا، كما تعلم، لمستمع بوساطة تنوع الاصوات، بنبضها ضد بعضها بعضا، وبمزجها بانسجام. كاسيوس لونجينوس: الرائع ، بحث جمالي في مقولة الروعة، ترجمة وتقديم الدكتور عزت السيد أحمد، دار الفكر الفلسفي، الطبعة الأولى، 2008، ص131.
6- جيل دولوز وكلير بارنت: الألف لام،0 مثلما في Opéra [الأوبرا]، ترجمة أحمد حسان، المحروسة، ص122 و123.
يقول دولوز:" ما هي الأغنية؟ هذا ما كانت تعنيه دوما : كانت دوما هي الصوت بوصفه غناء يصعد من موقعه في علاقته بالوطن. موطني، الموطن الذي لم أعد أملكه، الموطن الذي أحاول أن بلوغه مرة أخرى، هذا ما تعنيه الأغنية. سواء كان شومان أو شوبرت، هذا ما تعنيه ن الناحية الأساسية. وأنا أعتقد أن هذا يعنيه المنفعل Affect، حين كنت أقول من قبل أن الموسيقى هي تاريخ الصيروروا وإمكانات الصيرورات، كان شيئا من هذا القبيل..."، جيل دولوز وكلير بارنت: الألف لام،0 مثلما في Opéra [الأوبرا]، ترجمة أحمد حسان، المحروسة، ص123.
7- جيل دولوز وكلير بارنت: الألف لام،0 مثلما في Opéra [الأوبرا]، ترجمة أحمد حسان، المحروسة، ص123.
8- جيل دولوز وكلير بارنت: الألف لام،0 مثلما في Opéra [الأوبرا]، ترجمة أحمد حسان، المحروسة، ص124.
9- جيل دولوز وكلير بارنت: الألف لام،0 مثلما في Opéra [الأوبرا]، ترجمة أحمد حسان، المحروسة، ص124.
يعتقد دولوز أن لدى كل موسيقى أنواع لزماته (ريتورنيللوهاته)، وأن كل موسيقي يبدأ من نغمات صغيرة، يبدأ من لزمات [ريتورنيللوهات] صغيرة. لكن هذه الريتورنيللوهات ستذوب عند كل موسيقي عظيم، لتكون ريتونيللو أعمق، كلها ريتورنيللوهات المواطن، لزمة موطن بعينه أو موطن آخر بعينه ستنتظم في قلب لزمة هائلة، هي لزمة كونية، جيل دولوز وكلير بارنت: الألف لام،0 مثلما في Opéra [الأوبرا]، ترجمة أحمد حسان، المحروسة، ص123.
10- جيل دولوز وكلير بارنت: الألف لام،0 مثلما في Opéra [الأوبرا]، ترجمة أحمد حسان، المحروسة، ص127.
11- جيل دولوز وكلير بارنت: الألف لام، ترجمة أحمد حسان، المحروسة، ص87.
12- جيل دولوز وكلير بارنت: الألف لام، I مثلما في Idée [الفكرة]، ترجمة أحمد حسان، المحروسة، ص86.
13- جيل دولوز وكلير بارنت: الألف لام،0 مثلما في Opéra [الأوبرا]، ترجمة أحمد حسان، المحروسة، ص124.
14- جيل دولوز وفيليكس غتاري: ما هي الفلسفة؟ ص190.
لفن الموسيقى علاقة متميّزة بالصوت والكتل الصوتية، وللصوت مركبات إحساسات. يرى دولوز-غتاري أن الكتل الصوتية؛ اللحن غنائي (l’air) والنموذج المولّد (Le motif) والموضوعة الموسيقية (le thème) ينبغي لها في كل حالة أن تتواصل مؤمنة انغلاقا معينا، فهذه الأشكال الأولية الثلاث هي التي تشكل البيت الصوتي وأرضيته.
يعرض دولوزغتاري للحالات الأكثر بساطة كالتالي:" اللحن الغنائي (l’air) الذي هو لازمة أحادية الصوت؛ والنموذج المولّد (Le motif) الذي هو متعدد الأصوات، وعنصر من أنغام يتدخل في تطور أنغام أخرى ويحدث طباقا اختلافيا؛ والموضوعة الموسيقية (le thème)، باعتبارها موضوعا لتحولاتها هارمونية عبر خطوط نغمية. هذه الأشكال الأولية الثلاثة تبني البيت الصوتي وأرضيته. والنموذج المولّد هو ضمّة وتزاوج، بينما الموضوعة الموسيقية لا تنغلق ص197قبل أن تحقق انتشارها، تخترق وتفتح أيضا. في الواقع، أن الظاهرة الموسيقية الأكثر أهمية التي تتبدى كلما أصبحت مركبات الإحساسات الصوتية أكثر تعقيدا، هي أن نهايتها أو قفلها (بواسطة وصل إطاراتها وقطعها) تترافق مع إمكانية الإنفتاح على مسطح تركيب غير محدود أكثر فأكثر"، جيل دولوز وفليكس غتاري: ما هي الفلسفة؟ ص197 و198.
15- بيركليس وفردي: فلسفة فرانسوا شاتليه، ترجمة حسيت عجة، موقع الأوان، 11 مارس 2018.
يقول برتليمي حول الموسيقى:"لطالما لوحظ أن للموسيقى قوة انفعالية خارقة، ولطالما استخدمت هذه القوة، وهي -أي الموسيقى- بين الفنون الأخرى، الفن الاول الذي يُؤثر على الأعصاب رغن أنه يتجه إلى العقل أيضا، ويُؤثر فيها باتصال وبطريقة جسدية تماما. ومجرد الرنين أو توقيع نوتة ما تتكرر أو تطول يبعث الإنفعال إلى المخ والقلب والرئتين والشرايين والدم والعضلات، ويبعث الإهتزاز في الجسم كله"، جان برتليمي: بحث في علم الجمال، ترجمة الدكتور أنور عبد العزيز، مراجعة الدكتور نظمي لوقا، دار نهضة مصر، 2002، ص361.
16- جيل دولوز وكلير بارنت: الألف لام، Nمثلما في Neurologie[علم الأعصاب]، ترجمة أحمد حسان، المحروسة، ص116.
17- جيل دولوز وكلير بارنت: الألف لام، V مثلما في Voyage[الرحلة]، ترجمة أحمد حسان، المحروسة، ص168.
18- جيل دولوز وكلير بارنت: الألف لام، V مثلما في Voyage [الرحلة]، ترجمة أحمد حسان، المحروسة، ص167 و168.
19- فريديريك نيتشه: أفول الأصنام، ترجمة حسان بورقية ومحمد الناجي، أفريقيا الشرق، الدار البيضاء-المغرب، الطبعة الأول، 1996، ص184 و185.
20- جمال نعيم: جيل دولوز وتجديد الفلسفة، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء-المغرب، الطبعة الأولى، 2010، ص491.
21- جيل دولوز وكلير بارنت: الألف لام R مثلما في Résistance[المقاومة]، ترجمة أحمد حسان، المحروسة، ص148.
22- نبّه دولوز إلى الجرائم التي يقترفها الإنسان في حق الحياة، قائلا:" إن واحدا من الموتيفات الكبرى في الفن والفكر هو ’’خجل معين من كون المرء إنسانا’’؛ فالبشر لا يكفون عن سجن الحياة، لا يكفون عن قتل الحياة. والفنان، هو من يحرر حياة، حياة قوية، حياة أكثر من شخصية، ليست حياته"، جيل دولوز وكلير بارنت: الألف لام، Rمثلما في Résistance[المقاومة]، ترجمة أحمد حسان، المحروسة، ص147.
23- جيل دولوز: المحايثة : حياة [...]، ترجمة جمال نعيم.
24- جيل دولوز: بيركليس وفردي: فلسفة فرانسوا شاتليه، ترجمة حسين عجة، موقع الأوان، 11 مارس 2018.
25- جيل دولوز: بيركليس وفردي: فلسفة فرانسوا شاتليه، ترجمة حسين عجة، موقع الأوان، 11 مارس 2018.
26- جيل دولوز: بيركليس وفردي: فلسفة فرانسوا شاتليه، ترجمة حسين عجة، موقع الأوان، 11 مارس 2018.
27- جيل دولوز وكلير بارنت: الألف لام،0 مثلما في Opéra [الأوبرا]، ترجمة أحمد حسان، المحروسة، ص123.