- يذكّر هذا العدد الممتاز ببعض المفاهيم المفاتيح لمن لم يشتغل بالفلسفة منذ أمد طويل. هل يمكن التفلسف دون معرفة بتاريخ الأفكار؟
* أ. ك. س: التفلسف هو التفكير أبعد ممّا نعرف؛ هو أن نطرح على أنفسنا أسئلة لا يمكن لأيّ علم أن يجيب عنها. مثلا:" لماذا يوجد شيء بدل لاشيء؟"، "هل يوجد الإله؟" ، " ماذا يمكنني أن أعرف؟"، " ماذا يجب عليّ أن أفعل؟"، " ما العدالة؟"، " ما السعادة؟"، " كيف ندركها؟"...أو أن نطرح أيضا هذا السؤال الذي يلخّص كل الأسئلة الأخرى:" كيف نحيا؟" ولكن ما الفائدة من أن نطرح على أنفسنا أسئلة ، إذا لم يكن إلا من أجل أن لا نجيب عنها؟ وعلى خلاف ما نعتقد أحيانا، يجيب الفلاسفة عن الأسئلة التي يطرحونها، و هذه الأجوبة هي التي تكوّن فلسفتهم. من هنا تظهر الحاجة إلى الثقافة بأكثر وضوح. يمكن لطفل مثلا أن يطرح أسئلة فلسفية، تقريبا مثلما يكتب السيد جوردان نثرا. لكن أجوبته، إذا ما وجدت، ستكون تقريبا لا محالة ساذجة، بالمعنى السلبي للكلمة، لا بل فعلا حمقاء ، سطحيّة أو غير متناسقة. التفلسف، نتعلّمه! كيف؟ بالاحتكاك بالفلاسفة الكبار السابقين. يقول مالرو:" في المتاحف نتعلّم الرّسم" . وفي كتب الفلسفة نتعلّم التفلسف.
- ولكن، لماذا معجمية فلسفية؟ هل من ضرورة لوجود أدوات كي نتفلسف؟ بماذا نبدأ ؟
*أ.ك.س : الأدوات، نعم بالتأكيد . ومعجمية غير ضرورية. كثير من الفلاسفة الكبار لا يستخدمون سوى اللغة المشتركة، يذهبون بها إلى أقصى كثافتها ووضوحها ودقتها: أنظروا إلى أفلاطون أو ديكارت ، باسكال أو هيوم.. يبقى أنّهم في حاجة إلى أدوات، هي في هذه الحالة مفاهيم . وسواء كانوا يفبركونها هم أنفسهم كما يحدث أو يستمدّونها من تاريخ الفلسفة، وهو الأكثر تداولا، يجب أن تحدّد هذه المفاهيم وتستخدم بالطريقة الأكثر دقّة والأكثر صرامة ممكنة. وهذا لن يمرّ دون شيء من التقنوية technicité، لا بل، يمكن أن تبدو أحيانا من دون معجمية مختصّة، ترطينا jargonnant لمن لا يحذقها. ليبدأ المبتدئون في الفلسفة بمؤلّفين أيسر تناولا. فكانط مثلا هو عبقري فذّ. ولكن ليس من الحكمة أن نبدأ دراسات بقراءة نقد العقل المحض . الأفضل أن نبدأ بأفلاطون أو ديكارت، عباقرة آخرون، ولكن أيسر تناولا.
- كتبتمَ في خصوص ألتوسير :" ماذا يعرف طالب فلسفة اليوم عن هذا الفكر الذي كان يلهب شبابنا؟" ما الذي يجعل فيلسوفا يعبر إلى الأجيال القادمة ؟ ماذا يعني الإبداع في الفلسفة؟ لماذا لديكارت أو سبينوزا مثل هذه القوّة اليوم؟
*أ.ك.س : توجد موضة في الفلسفة كما جميع الأشياء. بيد أنّ الموضة، كما نعرف، هو ما يُتجاوز. فحينما كنت طالبا مثلا، كان آلان وبرجسون في تقديري قد عفي عليهما الزمن وهُجِرا، بينما لا يمكن تجاوز ألتوسير أو داريدا ...ثم إنّ الزمن يفعل فعله ، والذي يذكّر قليلا بالانتخاب الطبيعي لدى داروين: فالعقول الأقوى تحافظ على بقاءها، لأنّ لها القدرة على توريث، لا جيناتها بالتأكيد بل أفكارها( مشكلاتها، مفاهيمها، الخ.) لأجيال جديدة من القراء. لقد عرفت جيدا ألتوسير وشرّفني بصداقته، وبصورة أقلّ داريدا الذي كان أستاذي في دار المعلمين العليا. كانا من البشر الجذّابين والمثقفين والموهوبين وذوي النظرة العميقة. ولكن لا أحد منهما ، وأنا مقتنع بذلك ، قد أعتقد أنّه ندّ لديكارت أو سبينوزا. لقد كانا فيلسوفان جدّ طيبان لأجل ذلك! تقريبا كما هو الحال في الموسيقى: فليس باخ أو بيتهوفن من يريد. نتعرّف على العبقريّ في الفلسفة بهذه القدرة على تغيير الهبة، على خلق أثر هو الآن نفسه متفرّد وكوني ، حيث يهب العالم نفسه لرؤيته والتفكير فيه، لقرون وقرون. ومن هذه الوجهة، أجدني أميل ، من بين آلان وبرجسون وألتوسير أو داريدا، إلى الاعتقاد بأنّ برجسون هو أكبرهم ( دون التقليل من شأن عبقرية ديكارت أو سبينوزا).بيد أّنه من السابق لأوانه بداهة، الحكم على ذلك: سنرى طيلة قرن أو ثلاثة ، أيّهم سيكون مقروءا ومتأمّل فيه أيضا، وأيّهم لا يَعني سوى قلّة من المؤرّخين المختصّين...
- لقد صرّحتم يوما ما:" الرسامون المفضّلون لدي ليسوا معاصرين ، بل بالأحرى هم فارمار وشاردان وكورو وديقاس. فأنا لا أرى أحدا ، في المنتصف الثاني من القرن 20، في منزلة هؤلاء". وفي الفلسفة؟ من هو في نظركم أعظم فيلسوف في القرن 20 ؟
*أ.ك.س: لا أحبّ الكراهية . ومع ذلك فمن الحقيقي أن الفنّ المعاصر ، وخاصة ذلك الذي يُحتفى به، يبدو لي محزنا. ولكن دعنا من هذا: إنّها قصّة أخرى، وهي جدّ حزينة. وإضافة إلى ذلك،لا نخلط بين الرسامين المفضّلين لديّ، والذين هم من ذكرتَ، وأولئك الذين ألح على كونهم الأكبر : رامبرانت Rembrandt أو فيلازكاز Velazquez ، حتى لا أذكر غيرهما، واللذان يحتلان بالتأكيد منزلة كبيرة في تاريخ فنّ الرسم. وفي الفلسفة ، نفس الشيء تقريبا. فالفلاسفة المفضلون عندي ، في القرن 20هم من دون شكّ آلان و سيمون فايل، بالرغم من أني لا أقاسمهما بالمرة أفكارهما. وأولئك الذين أشعر بأنّهم فلسفيا، الأقرب سيكونوا بالأحرى كامي ومارسال كونش وكليمون روسي وليفي ستروس ( في أغلب أعماله التي تلامس الفلسفة). وأخيرا إذا ما كان من الضروري ذكر أولئك الذي يبدون لي موضوعيا مهيمنين على القرن، فسأذكر برجسون وهوسرل وهيدجر، ومن ناحية ما نسمّيه الفلسفة القارية أو الأوروبية فيجنشتين و رسّل وكارل بوبر من جهة المنطق وفلسفة العلوم ( التي تفضي إلى ما نسميه اليوم الفلسفة التحليلية). ومع ذلك، فمن المبكر جدّا، وألح على ذلك ، الزعم بالتصريح بأيّ نتيجة نهائية أي كانت ، وسأكون علاوة على ذلك في موضع سيء ، حتّى لو كان من الممكن القيام به: لقد قرأت أكثر للقدامى والكلاسيكيين...
- الفلسفة من الأمور الرائجة (على الموضة). وأعمال الفلاسفة تبلغ في الطباعة سحبا يحلم به الروائيون. كيف تحلّل هذا؟
*أ. ك.س: أوّلا مثل مؤشّر الحيرة، الذي هو أيضا نبأ سعيد. التفلسف هو البحث عن أجوبة عن الأسئلة الجوهرية التي نطرحها على أنفسنا. نحن في حاجة إذن إلى التفلسف بقدر ما يقلّ إيماننا بالأجوبة الجاهزة . وهذا ما يفسّر ما نسمّيه، منذ عدّة سنوات ،" عودة الفلسفة" . أمام انهيار الأجوبة الجاهزة التي تحملها الأديان الكبرى (وبالخصوص المسيحية في بلدنا) والايديولوجيات الكبرى ( لنُفَكِّر في ثقل الماركسية، في فرنسا في السنوات 50أو 60 )، يحسّ معاصرونا بشيء من الضياع. وبما أنهم قد انتهوا إلى فهم أنّ العلوم الإنسانية ، مهما كانت جدارتها، لا تجيب عن السؤال :" كيف نحيا؟" ( لا تقوم مقام الميتافيزيقا ولا الإيتيقا)، فهم يبحثون عن أجوبتهم الخاصّة عن الأسئلة التي يطرحونها على أنفسهم. وهذا ما يسمّى تفلسفا، وسرعان ما يكتشفون ، على هذا الطريق، عددا معينا من الكتاب يمكن أن يرشدوهم وينيرون سبيلهم ويرافقوهم ...وهذا هو السبب الرئيسي. لكن، يوجد سبب آخر يقال : إنّه قد شرع عدد معين من الفلاسفة ( وأفخر أنّي كنت أحدهم) في السنوات 80 وما بعدها في التوجّه من جديد إلى جمهور واسع ( مثلما فعل أفلاطون أو أبيقور ومنوتاني أو ديكارت، هيوم أو نيتشه)، والكتابة من أجل ذلك بالطريقة الأكثر وضوحا والأكثر إمكان التناول. هو مثلا، شأن أصدقائي لوك فيري وميشيل هنري أو ألكسندر جوليان. هم يوفّرون لأنفسهم وسائل فهمهم ، ويبرهنون عن أصالة وجدّة ومهارة وبيداغوجيا ...فليس من المدهش أن تباع مؤلفاتهم.! وهم يدينون بهذا لمحاورة الناس أكثر منه لوسائل الاتصال: فقرّاءهم وهم كثيرون جدا ، يكتشفون أن الفلسفة تكون الشيء الأكثر أهمية في العالم حينما نفهمها.
- هل التحمّس للفلاسفة بصدد تعويض الركض إلى الأطباء النفسيين؟
* أ. ك.س: لا نخلط بين الأشياء! لم تشف الفلسفة أحدا. فإذا كنت تشكو من عصاب أو انهيار عصبي ، فأتجه بالأحرى إلى طبيب نفساني أو معالج نفساني ! ولكن لا تعوّل على علاج كي تصنع سعادتك؛ فهذا يصلح كي نمرّ من معاناة عصابية إلى بؤس عادي". يجب أن نجهل كلّ شيء عن المعاناة العصابية حتى لا نرى التقدم الهائل الذي يحدثه "المرور من معاناة عصابية إلى بؤس عادي". غير أن السؤال طبعا، هو التالي: ماذا نصنع، حينما نكون في البؤس العادي وبعبارة أخرى حينما نُشفى ( وعلم النفس التحليل أبعد من أن يكون الطريق الوحيد ) أو حينما لا نكون مرضى؟ إنّ الجواب بالتأكيد ، هو أن نشتغل بالفلسفة! قال لي كثير من الأطباء النفسانيين منذ سنوات، أنهم اعتادوا، في نهاية العلاج، أن يُهدوا هذا الكتاب أو ذاك من كتبي لبعض من مرضاهم. لأنّ الشفاء ليس كل شيء، ولأنّ العافية الذهنية لا تحتل موضع الحكمة، ولأنّه يجب أن نتعلّم جيدا أن نحيا ، وأن العلاج قد لا يكفي لذلك... هذا يؤثّر فيّ وينير بصيرتي. يحدث أن أقول بأن الفلسفة تبدأ حيث ينتهي العلاج. حينما نتقدّم جيدا كي نمسك بزمام حياتنا، حينما لا نحتاج لمعالج نفساني، وحينما يكون لنا عوارض أقلّ من المشاكل، وحينما نهتمّ بالحقيقة أكثر من اهتمامنا بذواتنا، وبالعالم أكثر من اللاوعي، وحينما نبحث عن الصحّة ( بما أننا تستمتع تقريبا) بشكل أقلّ من الحكمة أو السعادة...فليست الحياة مرضا. كيف يمكن لعلاج أن ينقذنا؟
- ما الفرق بين كتاب في الفلسفة وكتاب في" التنمية البشرية"؟
*أ.ك. س : سأكون أكثر تحفّظا إزاء كتب" التنمية الشخصية". أوّلا ، لأنّي مارستها قليلا: فأنا أتخلى عن جميعها تقريبا وبسرعة . قد تكون مفيدة للبعض ، فليكن. ولكن ما يزعجني غالبا، فيما قرأت من هذه الكتب، كونها كما يبدو لي تبحث عن الرفاه أكثر من الحقيقة، وبالتالي السعادة .كما لو كانت تقريبا تتردّد بين المقاربة العلاجية والمقاربة الفلسفية. كلاهما مشروع، وما من سبب للخلط بينهما ! وبالنسبة إلى فيلسوف جدير بهذا الاسم، فإنّ حقيقة مؤلمة أفضل من وهم مريح؛ وحزن حقيقي أفضل من فرح كاذب. أشعر غالبا أن الأمر على خلاف هذا في التنمية الشخصية : نفضّل فرحا كاذب على حزن حقيقيّ ، ووهما مريحا ( " تفكير إيجابي") على حقيقة مؤلمة...قد يكون التمشي مبرّرا بالنسبة إلى طبيب أو معالج نفساني : فهو مهتمّ بصحّة مرضاه، لا بحقيقتهم. ولكن بالنسبة إلى نفسه ، فلا: وضع الرفاه في مرتبة أعلى من الوضوح أو الشفافية، هو خطأ ضدّ الفكر ، وبالتالي خيانة أيضا (بما في ذلك لدى من يطلبها) للمثل الأعلى الفلسفي. فالسعادة هي هدف الفلسفة. وليست معيارها ، وأؤكّد على ذلك ، وليست سبيلها. هل تريد أن أنهي بحكاية؟ كان ذلك منذ ثلاثين سنة، يوم العودة المدرسية. كنت أدرس للعام الثاني في معهد لاندروسي ، في الشمال. وكان أحد تلاميذي في السنة الماضية في انتظاري ، ليشكرني بعد انتهاء الدروس، وليقول لي إلى أيّ حدّ أعجبه تدريسي، وإلى أيّ حدّ خاصّة انشدّ إلى الفلسفة. سكتَ برهة ثمّ أضاف:" ومع ذلك فقد كنت أكثر سعادة من قبل". ولم أفهم ملاحظته أهي مآخذة أم اعتراض. التفلسف مؤلم أحيانا، بما يقتضيه من وضوح، وما يثيره من تعقيد، وبما ينتج عنه من خيبات أمل. هل تعرف عبارة سِفْر الجامعة l'Ecclésiastes :" مزيدا من المعرفة ، مزيدا من الألم..." ما من سبب للتخلّي عن الفكر! والحكيم نقيض الأحمق السعيد. والفلسفة نقيض وَهْمٍ مريح . وإذا ما كان الرفاه هو ما تبحث عنه ، وبالتالي إذا كنت تحبّ السعادة أكثر من الحقيقة، فلست في حاجة للفلسفة. وقد يكفيك العقار النفساني والتنمية الشخصية أو طريقة كُوِوي.coué .ولكن لماذا نملك إذن فكرا؟ يلاحظ كانط أنّه إذا ما تعلّق الأمر بأن نكون سعداء ، فستكون الغريزة أكثر نجاعة من العقل... أن نحبّ السعادة؟ ما من حاجة أن نكون فلاسفة من أجل هذا ! فأي أحمق كان، يقدر على ذلك. ليست الحكمة محبّة السعادة ؛ بل حبّ الحياة ، السعيدة أو البائسة. هذا هو : السعادة هي الهدف، ولكن الحقيقة هي المعيار وهي الطريق. وإلى أن يأتي يوم لا يوجد فيه هدف، وهو ما يمكن أن نسمّيه الحكمة. فالتفلسف، هو تعلّم فكّ الارتباط se déprendre . يتعرّف الحكيم على نفسه بهذا، كونه لا يهتمّ بالسعادة، ولا على أيّ حال بالحكمة: تكفيه الحياة والحقيقة.
- بالنسبة إلى كارل ياجبرس ( الفلاسفة العظماء)، لا تكفي حياة بأكملها، مع الأسف، لندرس بعمق كل الفلاسفة. لابد من الاختيار، و يقول " أن ننكبّ على فكر لبناء فكرنا الخاص". هل توافقون على هذا؟ وإن نعم، فأي من الفلاسفة كان مرشدك ، ولماذا؟
* أ. ك. س : لماذا علينا أن نختار واحدا؟ وأن لا نقدر على البحث بعمق في كل الفلاسفة، إنّه أمر بديهي. لنذكّر مع ذلك بأنّ أكثر الفلاسفة عظمة هم قلة قليلة: أفلاطون وأرسطو وديكارت وسبينوزا وليبنتز وهيوم وكانط وهيجل ونيتشه...وقد أضيف كريسيب وأبيقور ( بالرغم من أن أغلب أعمالهم قد فقدت)، مونتاني وباسكال، وقد يضيف آخرون كيركجارد أوهيدجر ، ماركس أو فيدجنشتين، ولكن في النهاية لا تتجاوز القائمة إثنى عشر بالنسبة إلى أغلب زملائي، وتتضمّن تقريبا بالنسبة إلى الجميع التسع الأوائل الذين ذكرتُ. إنّ دراستهم بعمق تظلّ مهمّة مدمّرة ؛ ولكن أن نقرأ لهم ، ونواجههم فيما كتبوا وأن نفكّر معهم وضدّهم، فهذا ممّا يغذّي بنفع وسرور حياة فيلسوف ! ومن يركب هذا الخطر سرعان ما سيكتشف مع ذلك ( وهو ما يعطي بعض الحق لجاسبرس) أنّ جميع هؤلاء الفلاسفة الكبار ليس لهم بالنسبة إليه نفس الفائدة ونفس النفع ونفس القدرة التحررية . فيقوم إذن باختياره، والذي سيكون على اعتبار أقلّ لإعجابه بهم منه لحسياسيته "المتفلسفة "الخاصّة ، ولتجربته الخاصّة ولما يبدو له قابلا للاستخدام أو حقيقيّ. إنّها دوما تجربة مدهشة، يجد صعوبة في فهمها من لا يتفلسف أحيانا. فالإعجاب شيء. والانضمام شيء آخر.أعتبر مثلا أنّ أرسطو وكانط هما أعظم الفلاسفة لكلّ الأزمان. مع أنّي لست لا أرسطيا ولا كانطيا...وقد تكون التأمّلات الفلسفية لديكارت ومقالة الميتافيزيقا لليبنتز ، في نظري أخلص الأعمال الخالدة لتاريخ الفلسفة بأكمله. ومع ذلك فلست لا ديكارتيا ولا ليبنيتيزيا... أعجبُ بعبقرية هؤلاء الأربعة مؤلفين. ولكن لا أتعرّف في فكرهم على الواقع الذي أختبره. وعلى العكس ، حينما أعيد قراءة أبيقور ، مونتاني و باسكال وسبينوزا ولاماتري وماركس أو نيتشه، أجد الشعور بأنّي في بيتي ، في العالم الواقعي ، وأن هؤلاء قد أدركوا شيئا ما أساسيّا، هو على الأقلّ جزء من الحقيقة. غير أن هذا لا يعني أنّني متفق معهم دائما (وعلى أيّ حال فهو مستحيل باعتبارهم يتناقضون في عدّة نقاط)، أمّا في كونهم مرشديّ، كما قلت، في كثير من النواحي فهذا ما يزال قائما. أيهم أقرب إليّ؟ من دون شكّ ، مونتاني وباسكال بالحساسيّة. وبالفكر ، بالتأكيد أبيقور وسبينوزا.
- تقولون: كلّ منّا يتراوح بين أفلاطون، الذي يكون لديه الحبّ رغبة ونقصان- بالطبع لا يوجد حبّ سعيد-، وبين سبينوزا ، الذي يمكن أن نكون بالنسبة إليه ، سعداء. نملك الحقّ إذن، في الفلسفة، بأن لا نختار طرفا دون آخر؟ هل سيكون المهمّ معرفة كلّ الأطراف الممكنة كي نفهم ذاتنا بشكل أفضل؟
* أ.ك.س: لماذا نختار طرفا، إذا كانا على حقّ؟ فأن لا نعرف غالبا إلاّ ما ينقصنا ، فتلك تجربة يمكن لكل منّا أن يخوضها، تجربة تعطي الحقّ لأفلاطون و بشكل مسبق لشوبنهاور أو أراغون : إذا كان الحبّ نقصانا، فلن يوجد حبّ سعيد. ماذا يعني فعلا أن نكون سعداء؟ إنّه أن يكون لنا ما نرغب فيه . ولكن إذا كانت الرغبة نقصانا، فلا أرغب إلاّ فيما لا أملك؛ إذن ليس لي أبدا ما أرغب فيه، ولن أكون عندئذ سعيدا. إنّه المكان حيث نمّر من أفلاطون إلى شوبنهاور :" هكذا تتراوح كلّ حياتنا ، كبندول، من اليمين إلى الشمال ، من الألم إلى الملل." ألمًا لأنّي أرغب فيما لا أملك ، وأتألم من هذا النقصان أو الحرمان؛ ومللاً، لأنّي أملك عندئذ ما لا أرغب فيه . معاناة العاطل عن العمل؛ وملل الأجير. تألّم انكسار الحبّ؛ وملل الأزواج. من لا يرى أنّه جزء من الواقع؟ إنّ تصوّرا كهذا يفسر جيّدا ماذا يعني زوج بائس: إنّه زوج يقع من أفلاطون على شوبنهاور، من النقصان إلى الملل. ولكنه مؤلم جدّا ما يعنيه زوج تَعِس. بيد أنّنا نعلم بالتجربة أنّه يوجد من ذلك أيضا...فلماذا نستمرّ في التحابّ؟ ألأنّه ينقص الواحد منّا الآخر؟ بالطبع لا. بل لأنّ كل منّا يستمتع بوجود الآخر وبحياتهما المشتركة. إنّ زوجا سعيدا ، هو زوج يخلف الفرحُ لا المللُ ما عنده من نقصان . يفترض هذا كي نفكّر فيه، نظرية أخرى للرغبة ، ليست نظرية أفلاطون بل نظرية أرسطو( "أن نحبّ هو أن نستمتع") أو أفضل من ذلك نظرية سبينوزا ( الرغبة قوّة، والحبّ غبطة). لا يوجد إذن ما نختاره، في هذه الحالة، بين نظرية أفلاطون ونظرية سبينوزا: إن كليهما على حقّ ويتعارضان دون أن يتناقضا، بما أنهما لا يتكلمان عن نفس الشيء. يقال عن الحبّ حسب أفلاطون، باليونانية إيروسéros؛ والحبّ حسب سبينوزا ، لو كتب بنفس اللغة ( اليونانية) سيقال عنه فيليا philia . ليس لنا من حاجة أن ننتهك مبدأ عدم التناقض كي نأخذهما معا: يتعلق الأمر باختيار إحدى النظريتين أقلّ من فهم أنّهما يتكاملان. لهذا حدث أن استعملت هذه الصيغة لتأليف مفارقي synthèse paradoxale : لا يوجد حبّ سعيد ( ما دمنا نحبّ ما ينقصنا: أفلاطون وشوبنهاور)، ولا سعادة دون حبّ ( حين نحبّ ما يمتعنا: أرسطو وسبينوزا).
- أهو ضرب من التلفيق؟
* أ. ك. س: لا، إذ يمكن لأفلاطون وسبينوزا أن يكون كلاهما على حقّ في هذه المسألة الخاصّة أو تلك ( مثلا حول الحبّ)، ومع هذا لا يمكن أن نكون في الآن نفسه أفلاطونيون وسبينوزيون. وحينما يتعلّق الأمر بالنسق أو بوجهة نظر جوهرية ( خاصة في الميتافيزيقا)، علينا أن نختار طرفا، وبالنسبة إليّ فقد اخترت بوضوح سبينوزا. وهذا لا يمنع بالطبع من الإعجاب بأفلاطون وباستخدام هذه الفكرة أو تلك ، في حينه، والتي تبدو لي عنده صائبة. وليس من الطائفية أو العمى أن نختار طرفا دون آخر!
- يَجْمع كتابك الأخير وقائع يومية نشرت في الجرائد طيلة العشرين سنة الأخيرة ، عن كلّ أنماط المواضيع ( الحبّ،الأخلاق، الإنسانية ، السياسة، الاقٌتصاد ، القرابة ، والموضة، الخ). لماذا اخترت عنوانا " طعم الحياة" ؟ ألأنّ التفكير في السعادة يظلّ الخيط الناظم لفلسفتك؟
* أ. ك. س:في الحقيقة، تردّدت إزاء هذا العنوان. كان اختياري الأولي " أقوال" ، إحالة إلى " أقوال " آلان، والتي عاشرتها في جزئي سلسلة لابلياد ( وعنوانهما الوحيد هو أقوال). ومن البداهة أن ندقّق قليلا .نظرت في الفهرس ، في عناوين المقالات. فوجدت أن " طعم الحياة " يتلاءم جيدا كعنوان، لأنّه يعني بالنسبة إليّ، خلاف عبارة "الهدف من الحياة" ، والتي ، آذينا بها منذ بعض عشرات السنين ، قلب الفلسفة. أمّا اليوم، فإنّ أغلب الناس مقتنعون بأنّ السؤال الفلسفي بامتياز هو هذا :" هل لحياتنا معنى؟" بيد أنه سؤال لم يطرحه أبدا أيّ من كبار الفلاسفة ،على كل حال في عباراته تلك. هل من عبث أكثر من البحث عن هدف للحياة؟ يمكن أن تحيل كلمة " sens" (بالفرنسية طبعا) إلى ثلاثة أشياء مختلفة: إلى الإحساس ( حينما نتكلم عن الحواس الخمس)، إلى المعنى وأخيرا إلى الاتجاه! وإذا كنا نريد بكلمة " sens أن نعني " معنى" signification" ، فسننتهي إلى نفس الملاحظة: حياة ليس لها معنى ، لا تعني شيئا .فليست الحياة جملة ولا نصّا ، ولا خطابا. إنّ حياة ما، هي على أيّ حال أفضل بكثير من كلّ الجمل، ومن كلّ النصوص ومن كل الخطابات. أخيرا ، الإمكانية الثالثة والأخيرة،" إذا كنا نستخدم كلمة" sens بوصفها تعني " إتجاها" ، فالسؤال عن " sens de la vie " يعود إلى التساؤل عن : أين تتجه الحياة؟" وهذا نعلمه جيدا : إنها تتجه نحو الموت. وبعد؟ ليس هذا مبرَّرا للتخلّي عن الحياة! " للحياة ذاتها اتجاهها ، مآلها" كما يقول مونتاني.: الهدف الوحيد من الحياة ،هو أن نحيا. وفكرتي أنّه بدل البحث عن "معنى للحياة "، يجب أن نتعلّم أن نحبّ الحياة. هنا تكمن كل حكمة مونتاني ، الذي كتب ببساطة في نهاية كتاب " المحاولات" (-3-13):" بالنسبة إليّ إذن، أحبّ الحياة". ليس الهدف من الفلسفة إيجاد معنى للحياة، بل مساعدتنا على أن نحبّها. وحتّى نحبّ الحياة ، يجب أن تكون لنا قدرة على تذوقها أو استطعامها. نلتحق هنا بنقطة جوهرية للفلسفة ، هي الصياغة المعروفة لسبينوزا والتي يمكن أن نلخصها كالتالي:" لا نرغب في شيء لأنّه حسن ، بل على العكس لأنّنا نرغب فيه نحكم عليه بأنّه حسن". لو طبقنا هذا على الحياة فإنّه يعني: لا يجب أن نحبّ الحياة لأنّها حسنة، بل بقدر ما نحبّها تكون حسنة. أن نتعلّم حبّ الحياة ، وبالتالي الاقتراب أكثر بقليل من الحكمة، هو أن ننمّي فينا تذوّق الحياة. ولا يتعلّق الأمر باكتشاف(" sens ")الحياة لا بوصفها معنى (فالحياة ليست عارضا علينا تأويله)، ولا بوصفها اتجاها ( فالحياة ليس سباقا لابد من الفوز به)؛ إنما يتعلّق الأمر بأن نحيا وأن نحبّ ذلك. أودّ أن يساعد هذا الكتاب كل أحد على اكتشاف طعم الحياة في نفسه ، على أن يحبّ الحياة أكثر بقليل وأفضل بقليل .
- فلسفتكم هي إذن فلسفة السعادة " eudémonisme"، أي فكرا يجعل من السعادة الخير الأسمى؟
أ.ك.س: نعم بمعنى من المعاني ، هي فلسفة السعادة . لكن توجد فلسفة للسعادة أعمّ للإنسانية ، صاغها أفلاطون. وأجمل صياغة لها هي من دون شكّ تلك التي جاءت من باسكال ، في كتابه "أفكار" pensées :" يريد كلّ إنسان أن يكون سعيدا بما في ذلك من سيشنق نفسه" . فالذي يقبل على الانتحار يحاول الاقتراب من السعادة الوحيدة، السلبية مطلقا، والتي تبدو له ممكنة، إنهاء المعاناة. وباختصار، ففلسفة السعادة هي موقف فلسفي أقلّ من كونها توجّها للوضع البري. وإذا كنتِ تعرفين أحدا لا يفضّل السعادة على التعاسة ، فدلّني عليه! إنّ هدف الفلسفة هو أن نحيا سعداء، ولكنها من وجهة النظر هذه، لا تفعل سوى أن تعكس الأهداف العامة للبشرية. وفي المقابل، فإنّ الفيلسوف إذا ما بحث عن السعادة ، فإنّه لا يبحث عن أيّ سعادة كانت. إنّه يبحث عن السعادة في الحقيقة. فليس ما يميّز البحث الفلسفي البحث عن السعادة ، بل مقتضى البحث عن الحقيقة أوّلا. ذلك أن الفلسفة هي أوّلا فعل الفكر : السعادةُ هدفها، ولكن ليس معيارها. إنّ معيار الفلسفة، مثلما هو شأن كل فكر جدير بهذا الاسم، هو الحقيقة الممكنة على الأقلّ. فلا يجب أن أفكّر في فكرة لمجرّد أنها تجعلني سعيدا ، بل لأنّها تبدو لي حقيقيّة. تجهد الفلسفة نفسها في التفكير فيما يوجد، لا فيما يريحنا! هل تعلمين أن فلسفة philosophia في اللغة الإغريقية هي حبّ الحكمة . ولكن ما الحكمة؟ هل هي السعادة؟ لا بالمرّة، بما أنّه يمكن أن نحصّل السعادة بشيء من المخدّرات أو الأوهام. إنّ الحكمة هي بالضبط السعادة في الحقيقة، شريطة أن نكون قادرين عليها. ولنقل ، بأكثر تواضع، بأنّ الحدّ الأقصى للسعادة هو في الحدّ الأقصى للوضوح والشفافية. يتعلّق الأمر بالتفكير على وجه أفضل لنحيا حياة أفضل! هذا ما يذكّرنا به آلان: " إن نقيض الحكمة ، كما يقول، هو بالضبط الحمق" . لقد قيل هذا كثيرا بأنّ الفلسفة هي : جهد من أجل أن نفكّر ونحيا بأكثر ما يمكن من الفهم والفطنة.
- ما الذي يمكن أن يصنع سعادتنا؟
* أ. ك. س : لا يمكن لأحد سواك أن يصنع سعادتك. ففكرة إمكان أن نحقّق سعادة الآخر ، هي وهم. أما فيما يخصّ سعادتنا نحن...فيجب أن نبدأ أولا بالتساؤل عمّ هي السعادة. يوجد تعريفان ممكنان: يقول الأول: " السعادة هي غبطة ثابتة، مستقرةّ ودائمة". وهو ما أسمّيه الهناء félécité ، والذي بالطبع لا يوجد. فالسعادة كما يقول سبينوزا ، عبور ، تقلّب وتحوّل. فكيف لها أن تستمرّ دائما؟ أحيانا هي هنا، وأحيانا أخرى لا توجد. وإذا ما كنت أبحث عن سعادة مطلقة ، فرَحًا دائما، ثابتا ومستقرّا، فنحن نبحث إذن عن شيء لا يوجد . ولابد من تعريف آخر للسعادة. ولكن من بإمكانه أن يكون على يقين من أنّه كان سعيدا؟ هل كنت سعيدا لثلاثة أيام؟ إنّها فترة قصيرة جدّا لمعرفة معنى السعادة! ثلاثة سنوات؟ أجد بعدُ حرجا في تصديقك. من الصعب تحديد السعادة. والأفضل أن ننطلق من تجربة يكون عدد منّا على معرفة بها بطريقة لا جدال فيها، هي تجربة التعاسة. فمن يقرّ بأن" السعادة لا توجد" ، هو في نظري شخص لم يكن أبدا تعسا. فحينما نكون قد عشنا التعاسة حقّا، - وقد حدث ذلك لي - فنحن نعرف على الأقل بالاختلاف بأنّ السعادة توجد أيضا. فما هي التعاسة؟ إنّها حيّز من الزمن يبدو فيه الفرح مباشرة مستحيلا. تستيقظ صباحا، وليس هناك فرح. أنت حزين بشكل فظيع ، وتعرف من مصدر موثوق بأنّ الفرح لن يكون هنا أبدا، كامل اليوم. مثلا لأنّك فقدت أحبّ الناس إليك. يصبح الفرح مستحيلا، و لن يكون من جديد ممكنا إلاّ إذا تغيّر في نظام العالم شيء ما جوهري ، إلا إذا ، مثلا ، لم يمت هذا الشخص. أسمّي " سعادة" ، باختلاف مع هذه التجربة للتعاسة ، كلّ حيز للزمن يبدو فيه الفرح ممكنا. تستيقظ صباحا ، فإمّا أن يكون الفرح موجودا أو لا، ولكنك تعرف أنّه يمكن أن يطرأ في يومك ، ثمّ يختفي، ثمّ قد يعود...أنت تعرف أنّه قد توجد لحظات فرح ولحظات قلق، وخشية، لا بل حزن. السعادة هي هذا: الفرح الممكن ، لا الفرح الثابت. ما الذي يصنع الفرح إذن ؟ أشياء كثيرة. يساهم كل ما يكون سببا للفرح في جعل السعادة ممكنة، بما أنّ السعادة ليست شيئا آخر غير هذا الحيز من الزمن الذي يحدث فيه الفرح. لكن، ما الذي يجعلنا فرحين؟ كل ما نحبّ. إنّه تعريف الحبّ بالذات، الذي كتب عنه سبينوزا بأنه " غبطة تصحب فكرة علّة خارجية" . وبعبارة أخرى ، أن نحبّ هو " أن تستمتع بـ" . فإذا كنت تحبّ موزارت ، فذاك يعني أن موسيقى موزارت علّة لفرحك. وإذا كنت تحبّ إنسانا، إمرأة، أصدقاءك،فذاك إذن يساهم في سعادتك.
وفي الخلاصة: إذا تصوّرناها بوصفها غبطة أو فرحا دائما ( هناء) كانت السعادة مجرّد حلم. ولكن، تكون شيئا آخر لو تصورناها فرحا ممكنا أو بوصفها سعادة نسبية و يومية ، بتقلباتها وتحوّلاتها من فرح وحزن. " هذه السعادة الضعيفة" كما يعبّر ببلاغة روسو، هي رهينة قدرتنا على أن نكون فرحين، أي قدرتنا على الحبّ. يؤكّد فرويد على ذلك في كتابة " الحداد والكآبة" ، ساعيا إلى وصف الكآبة - في الدلالة النفسانية للانهيار العصبي فكتب:" الكئيب هو الذي فقد القدرة على أن يحبّ" . وما ينقذنا من الأفكار الانتحارية للكئيب، هو قدرتنا على أن نحبّ. ولكي نستنتج، قد أضيف هذا : لا ننشغل كثيرا بسعادتنا. فليست السعادة سوى تجريدا أو مثلا أعلى. لننشغل بالأحرى بما هو حقّا مهمّ : اللذة والفرح والحبّ والفعل والمعرفة والحريّة والعدالة...فحين نهب أنفسنا للواقع بحقّ، نخلق شروط إمكان الفرح . أحبّ كثيرا هذه الصيغة لآلان: " السعادة مكافأة يحصل عليها من لا يبحث عنها". إنّها إحدى أعمق دروس الفلسفة. حينما نبحث عن السعادة تفرّ منّا : نحن تعساء لكوننا لسنا سعداء. فإذا فهمنا على العكس، بأن السعادة هي ببساطة نقيض التعاسة، أمكن أن نكون سعداء لكوننا لسنا تعساء . إنّها الحكمة الأكثر عفوية ، والتي تقود إلى الحكمة الأكثر علوّا: حكمة الحبّ ، لا السعادة ، ولكن حكمة الحياة والحقيقة.
المصدر: مجلة "لوبوان" Le Point عدد 2 جويلية - سبتمبر 2010 ص 6-13