أن يكون أفلاطون ماديا أكثر من هيجل عقدة فلسفية يتوجب الوقوف عندها طويلا. هيجل صاحب اكتشاف الديالكتيك المثالي على صعيد الفكرالذي أثار حفيظة جميع تلامذته من ماركس، شتراوس، فيورباخ ، شتيرنر، وانجلز، وباور وآخرين معه الذين عرفوا بحلقة الشبان اليساريين المنشقين عن هيجل، الذين أخذوا على هيجل إيغاله تغليب كل ما هو فكري يصنعه الذهن على كل موجود مادي مستقل في وجوده.
صحيح لم يكن الفرق بين المقولة الكلاسيكية المادية والمثالية أيهما أسبق المادة على الفكر أم العكس الفكر على المادة لم تكن متبلورة بهذه الصيغة القاطعة الحادة التي نجدها اليوم بالفلسفة في الادبيات الماركسية منذ الربع الاول من القرن العشرين خاصة بعد نجاح ثورة الاشتراكية الشيوعية في روسيا القيصرية 1917. ويمكن الوقوف عند بعض النقاط الفلسفية التي كان لها ارضية تمهيد للمادية كفلسفة منها:
- كانت قبل هيجل وافلاطون وارسطو بوادر وإرهاصات متناثرة تزعمّها هيراقليطس حوالي 500 ق.م في مقولته كل شيء بالوجود في حالة من الحركة والتغيير المستمر ولا شيء ثابت، وكان مبدأ الكون يتكون من ذرات في حركة دائبة قال بها ديمقريطس 460ق.م - 370ق.م كذلك نجد أن فلسفة بارمنيدس 515 – 470ق.م أنكرت أن يكون العالم تحكمه الحركة بل يحكمه السكون والثبات.
- بعد انفصال فيورباخ عن ماركس كانت الإرهاصة المفصليّة التي جعلت الانشقاق حول الاختلاف بين المادية والمثالية بدأت تنضج تماما، ففي الوقت الذي أدان فيورباخ مثالية هيجل الديالكتيكية وتمسّكه بالنزعة المادية، كان فيورباخ لا يحمل التصّور الكامل كيف يمكن له توظيف النزعة المادية في تخليق الجدل الديالكتيكي لتطور المادة والتاريخ، فذهب الى إدانته الافكار المثالية المتمثلة في الدين باعتباره سببا مركزيا هاما في جعل التفكير المادي يتجه نحو المثالية الميتافيزيقية الصوفية بالتفكير، وأطلق على فلسفة فيورباخ المادية التأملية المثالية، اعتباره الدين العامل المعيق لطريق تقدم التاريخ الى أمام ولم يخطر بباله ما كان يفكر به ماركس أن التاريخ يتطور بفعل التناقض الطبقي وتقسيم العمل وملكية وسائل الإنتاج والعلاقات الإنتاجية المجحفة وفائض القيمة..
- زامن انشقاق فيورباخ بماديته عن هيجل خروج ماركس على مثالية هيجل ايضا، في وقت ناصب التضاد الفلسفي العنيد في مواجهة ماركس يناصره انجلز المنشق بدوره عن هيجل خصمين في وقت واحد فإدانة ماركس لهيجل بالمثالية لم تنسه ولم يتغاض عن إدانته لفيورباخ في تمسكه بالمادية التأملية وإقحامه عامل الدين في التطور التاريخي، فأصدر ماركس كتابه عن أطروحات فيورباخ الاطروحة الحادية عشر، وأصدر انجلز كتابه فيورباخ نهاية الفلسفة الكلاسيكية. واعتبارهما مادية فيورباخ مثالية تخترقها النزعة الصوفية الدينية.
وكانت مهمة ماركس وانجلز تخليص المادية التأملية التجريدية عند فيورباخ من نزعتها الدينية الصوفية، وتخليص مثالية هيجل في جدله الذي وصفه ماركس أنه أوقف التاريخ على رأسه بدلا من قدميه. وتمّكنا ماركس وانجلز أخيرا من صياغة قوانين الديالكتيك المادي والتاريخي المعروفة / وحدة وتناقض الاضداد داخل المادة أو الظاهرة التي يحكمها التجانس النوعي،/ والقانون الثاني تحول التراكم الكمي الى تراكم نوعي /، وثالثا وأخيرا كان قانون نفي النفي في بروز المركب الثالث أو الظاهرة الجديدة المستحدثة التي تحمل جدلها الديالكتيكي الجديد معها.
- لقد سّهل على ماركس أيضا توصّله هذه القوانين الديالكتيكية الثلاث ما كان جاء به سورين كيركجورد الفيلسوف الوجودي المؤمن، من أن التاريخ محكوم بالتطور الانتقالي الى أمام لكن ليس بمسار خطّي مستقيم بل يتخلل هذا المسار طفرات أو قفزات وتمفصّلات أطلق عليها انتقالات (نوعية ) تنقل التاريخ من مرحلة ترابطية تراكمية رتيبة الى منعطفات تجديدية نوعية في مساره عبر العصور. كما كانت لأفكار ارسطو سبقا فلسفيا حول اعتباره الديالكتيك محاورة تنتهي بتثبيت الرأي الأرجح.
هيجل والمثالية
لم يكن هيجل تسيطر عليه النزعة المثالية بالفلسفة فقط بل في مثالية شملت نواحي مختلفة ومن أمثلة هذا المزاج المثالي هذه التلميحات السريعة التالية :
- إعجابه الرومانسي المبكر بنابليون على أنه مبعوث من قدرة ما فوق طبيعية في تحريكه التاريخ الاوربي بما يمتلكه هذا الامبراطور من كاريزما قيادية فريدة.
- الروح تقود التاريخ وهي الفكرة المطلقة غير المنظورة يحركها ويحكمها العقل بحتمية التقدم التاريخي الى امام.
- لم يعتبر هيجل نفسه فيلسوفا مجددا وإنما هو امتداد لافلاطون وارسطو.
- الفكرة المطلقة ممكن إدراكها لأنها أكثر الاشياء واقعية. والمطلق وحدة عضوية يمكن إدراكها العقلي.
- كان لهيجل أثرا ملحوظا على كل من البروتستانتية والوجودية وحتى على الفلسفة البراجماتية. وكان لتأثير شيلنغ والشاعر الالماني الشهير هولدرين تأثيرا عليه.
- اختراعه قوانين الديالكتيك المثالية على صعيد الفكر.
- له آراء متفردة حول نزاع الشكل والمحتوى، الاعتراض على الاستمرارية، تغّير الامكانية، وحدة المظهر والجوهر، الجمال الفني أسمى من الجمال الطبيعي لأنه من نتاج الروح التي تتألف حسب رأيه من الفن والفلسفة والدين. والفن الجميل هو الوجود الحسّي في المطلق الذي لا يكون شكلا للعقل أو الروح. ثم وضع كتاب فينامينالوجيا الروح الذي يقوم على وحدة الفكر والوجود. حيث أصبح المطلق في فلسفته يشمل كل شيء واعيا بذاته.
تعقيب توضيحي
- يرى هيجل المعرفة مرتبطة بدرجة إدراكنا، أي الادراك ليس نمطيا مصدره الحواس فقط بل (نوعيا) مصدره مستوى ما يمتلكه الشخص ذاتيا من ثقافة معلوماتية. فالبشر يعرفون مدركاتهم من خلال تصورات معرفية يمتلكونها من مخزونهم الثقافي والتي تنطبق على هذه الاشياء." ولذلك فإن الادراك يتغيّر بتغّير الزمن ، وتغير التراكم المعرفي" ويكيبديا الموسوعة.
- بضوء ذلك نرى معرفة الشيء ليس في إدراكه الحسّي المباشر وإنما في معرفته الحقيقية خارج حاجز الانطباعات التي يمرره الذهن للعق ولا يختزنها، فالإدراك مرحلة بدئية أولى من المعرفة. ودرجة الإدراك النوعية تختلف من شخص لآخر لنفس الشيء المدرك بحسب اختلاف ما يمتلكانه من تفاوت ثقافي أحدهما عن الآخر. فالذي يحدد الإدراك هو الأفكار التي يمتلكها الفرد، وموضوع الادراك ونوعيته.
- حسب هيجل الفكر الذي يمتلكه الفرد قبليا يكيّف نفسه باتساق مع موضوع الإدراك، وبهذا المعنى يمكن أن يكون للإدراك أرجحية استباقية تقود الفكر. والفكر يتشّكل بضوء تنويعة مصادر إدراكاته. والإدراك لا يتم من غير امتلاك خبرة ثقافية عن موضوع الادراك.
- معرفة الاشياء في العالم الخارجي لا تكون فطرية موروثة بقبليات تصوراتية ليست تراكم خبرة مكتسبة، فالمعرفة تعتمد خلفية من مخزون ثقافي عن موضوع تلك المعرفة، وضرورة انطباق مخزون المعرفة القبلي المكتسب مع الشيء المدرك المراد معرفته.
- الإدراك يتغيّر بعاملين هما عامل تقادم الزمن على موضوع الادراك أو الشيء، والثاني تغيير التراكم المعرفي بتأثير عاملي الذاتية والموضوعية، بمعنى الإدراك يحدّه الوجود المادي للشيء وليس المزاج النفسي الإدراكي للأشياء، فالتطور والتغيير الحاصل على وجود الاشياء هو الذي يملي على الادراك التغيير المطلوب في مطابقة تصوراته مع المدركات.
افلاطون وهيجل
كما سبق لنا قوله أن يكون افلاطون أكثر مادية من هيجل مسألة تستحق الوقوف عندها، فمقولة هيجل حول الفكرة المطلقة التي تعني عنده خلط ما هو ميتافيزيقي مع ما هو مادي طالما يعتبر العقل يطالهما جميعا بالإدراك الموحّد، فالخالق والطبيعة وكل شيء في الوجود والكون هو فكرة مطلقة واحدة متحققة الإدراك العقلي لها...هيجل مثالي يؤمن بوحدة الوجود ليس على الطريقة الصوفية الدينية كما هي عند اسبينوزا ولا على الطريقة الهندوسية بل هيجل يؤمن بوحدة الوجود عقليا. كما يعتبر هيجل المطلق مدركا عقليا وجوهرا أيضا باختلاف عن اسبينوزا الذي يرى أن الجوهر المطلق هو الله الذي لا يدرك ، نجد هيجل يعتبره ممكن التصور وممكن المعرفة بالنسبة للعقل المتأمل.(طبعا في مقالتين سابقتين لي عن الجوهر الخالق غير المخلوق ، الجوهر لا يدرك من الناحية الدينية في مذهب وحدة الوجود كما اوضح سبينوزا ذلك، الا أن هيجل يعتبر لاشيء مطلق يطاله تأمل العقل يصعب إدراكه.).
في حين نجد منتهى التوازن الفكري الفلسفي عند افلاطون قوله " تصّور المثل حقائق واقعية تكتشفها الأذهان البشرية، لكنها لا تخلقها" هنا يبدو افلاطون مؤسس حقيقي للمنهج المادي الحديث لكن بلبوس مثالي ميتافيزيقي غيبي، على اعتبار أن ما لا يستطيع العقل إدراكه لا يخلق إدراكه الفكر المجرد غير القائم على أسبقية الموجود أو المادة...بمعنى أن التمثلات المادية التي لا يكتشفها العقل لا يخلقها الفكر.
هيجل يعتبر الفكرة المطلقة ليست تصورات ميتافيزيقية عن أشياء لا تدركها عقولنا دليل قوله " تستطيع العقول البشرية أن تفهم الفكرة المطلقة لأن بنية العالم تنسجم مع أذهاننا التي هي أجزاء عضوية فيه، لذا علينا تسميّة الواقع النهائي بالفكرة المطلقة" 1
هيجل يرى في الفكرة المطلقة عقلا واقعيا يطال إدراكه كل شيء لأنه هو جزء من هذا العقل الكليّ الذي هو الفكرة المطلقة التي هي واقعا يمكن إدراكه، من حيث رؤية هيجل الشمولية في خلط كل ما هو ميتافيزيقي يتعّذر إدراكه يصبح حالة يمكن للعقل إدراكها من حيث لا فرق بين الطبيعة والله فهما روح مطلق واحد ندركهما عقليا في وحدة الفكرة المطلقة.
كما يبدو هيجل مثاليا منّظم التفكير يستمد مبدأ وحدة الوجود عن سبينوزا حين يعتبر أذهاننا البشرية هي أجزاء من العقل الكلي الذي يفهم الفكرة المطلقة التي هي الروح واقعا نعيشه. ومن نافل القول الإشارة الى أن الفيلسوف الشهير شيلنج الذي عاصر وزامل هيجل سخر من أفكار هيجل بعد إصدار هذا الاخير كتابه "فينامينالوجيا الروح" رغم ارتباطهما بعلاقة زمالة وثيقة كان الفضل بها لشيلنغ الذي فتح طريق الشهرة لهيجل كفيلسوف. لكن رغم هذا أنصف المهتمون بكتابة تاريخ الفلسفة هيجل على حساب مجايليه كلا من شيلنغ وفيشتة، والسبب بذلك أن مؤرخي الفلسفة وجدوا في تناقضات هيجل الفلسفية لم يكن لها تأثير على منهجه في أن يعطي لأفكاره الفلسفية ما يراه صحيحا ولم يكن يهتم كثيرا بآراء الآخرين الذين انشقوا عنه وهاجموه بضراوة ما يعطيه استقلالية مهمّة.
ربما لا يوجد وجه مقارنة منصفة حين نجد أفلاطون حقق سبقا فلسفيا لا زال تأثيره ساريا الى اليوم، قوله الأفكار المجردة التي تدرك ماديّات الاشياء في الواقع ليست لديها القدرة على خلقها تلك المدركات المادية بالفكر. ولا زال تاريخ الفلسفة يحفظ لنا شطحات تفكير بيركلي وجون لوك وهيوم، أنهم عندما يعجزون فهم وتفسير الواقع تجريبيا كما يدّعون يلجؤون تعويض هذا الفهم الإدراكي الوهمي الناقص الاستعانة بالفكر المجّرد ولا مرجعية ماديّة تسند مثل تلك الافكار والتصورات حيث اعتبروا العالم الخارجي هو ما يستطيع العقل إدراكه وتعبير الفكر واللغة عنه فقط. ما ترتّب أن ينكر بيركلي وجود عالم خارجي لا ندركه بالحواس والتجربة، كما سبق وذهب هيوم الى نكران وجود ما يسمّى عقلا، وليس هناك من ترابط سببي حسب هيوم بين الاشياء والظواهر بعضها مع البعض الاخر.
ألا يبدو هذا الطرح في منتهى العقلانية رغم غرائبيته حين نجد فيلسوف العقل المعاصر في القرن العشرين الانجليزي جلبرت رايل في مقولته الشهيرة "ليس هناك ما يسمّى عقلا أبدا". عندما وجد في ميراث ديفيد هيوم ما يشّجع على ذلك، ومثل جلبرت رايل فعل فوكو إنكاره العقل والانسان معا. وكذا الحال مع اكثر من فيلسوف بنيوي يستمد معظم أفكاره الفلسفية عن أطروحات ما بعد الحداثة المتطرفة التي ألغت العديد من قضايا الفلسفة التي سادت قرونا طويلة واعتبرتها وهمية.. افكار ارسطو التي ادخلت الفلسفة في نفق القرون الوسطى، وديكارت حين جعل مركزية الفلسفة هي الابستمولوجيا، وكلاهما ضللا العقل البشري من التحرر والانعتاق من سجن التحجر الدوغمائي الفج الذي سندته الكنيسة في استماتة كانت سببا في تعطيل العقل الاوربي من حرية الابداع العلمي والفلسفي لألفي عاما..
مقولات هيجلية
التزام هيجل بفلسفة نمطيّة مثالية متماسكة بمعنى الشمولية في عدم تقاطع ما هو جزئي مع ما هو كليّ نسقي، جعل من بعض مقولاته الفلسفية الفريدة موضع انتقاد لم يعره الاهتمام الذي من الممكن تأثيره على نظريته الفلسفية، فمثلا مقولته "كل واقعي عقلي، وكل عقلي واقعي" رغم الاتساق المنطقي فيها من حيث التناغم اللغوي التعبيري المذهل الذي يجعلها تبدو مقولة بديهية صادقة لا تقبل المحاججة لأن منطقية الصياغة اللغوية المتوازنة فيها واضحة الى درجة كبيرة.
إلا أن هيجل جعل من العقل في تلك المقولة يدرك ما هو حسّي فقط، وهو توجه يطعن بالصميم فلسفته التي تقوم على دمج الميتافيزيقا مع الواقع بما أطلق عليه الفكرة المطلقة في إدراكية العقل لها، توجد العديد من الظواهر وبعض الاشياء التي لا تكون مدركة حسّيا واقعيا لكنها عقلية مثل العديد من المسلمات التي مصدرها النفس والقيم والاخلاق. فهي مقبولة عقلية قبل أن تكون مدركة حسّيا. ولا يمكن أن تكون هذه الظواهر المدركة عقليا بالضرورة السببية موجودة حسّيا.
مقولة ثانية لهيجل اعتباره كل جزء عضوي يدخل في تكوين شيء كليّ شامل يكتسب في تناسقه العضوي ميزة ثابتة ضرورية لا يمكننا التلاعب بها أو تغييرها، وتبديل وجودها يفقدها معناها وخواصّها في حال توظيفنا لجزء من هذه الكليّة المتناسقة مع موجود كلّي آخر، فهو أي العضو يفقد صفته التجانسية المزروعة به طبيعيا من جهة في كليّة معينة سابقة تحتويه، وينتج خللا في انتظامه التوظيفي مع كليّة جديدة من جنبة أخرى، في نفس وقت ترك الجزء ومغادرته لموقعه السابق عضويا يكون تشويها لانتظام هيكلية المكوّن الذي انفصل عنه العضو. وأطلق هيجل على نظريته هذه " النظرية العضوية للحقيقة والواقع" وقد رد جون لوك عليه وتخطئته نظرية هيجل هذه، من منطلق ليس كل ما هو كليّ شمولي بأجزائه يكون مستقلا الى الابد بهذه البنية الهيكلية التي احتوته في زمن معيّن ومرحلة متغيرة. فكل بنية وجودية هي وجود متداخل مع غيره من بنى على صعيدي التداخل الجزئي والكلي على السواء في تبادل وظائفي متغّير على الدوام.
هيجل اعتبر المدرك بكليته التكوينية يقوم بدورين الاول الحفاظ على بنيته من التفكك والتلاعب بها، ومن جهة أخرى أن كليّة أي شيء مكتف ذاتيا يحمل معه بالضرورة الوجودية بنى متمايزة نوعيا عنها نتيجة احتفاظ كل بنية بتكوينها الثابت على صعيد الصفات. ورد لوك على هذه النظرية بما أطلق عليه "تخارج العلاقات" البينية بمعنى بنى الكليّات مع تكويناتها العضوية في مجموع أعضائها هي في تداخل بغيرها من بنى مغايرة يجعل التخارج التفكيكي بينهما واردا وقائما ولا وجود لجزء ضمن كليّة تحتويه بثبات الى الابد. المفارقة الغريبة أن هيجل لا يؤمن بانفصال وتجزئة العالم الواقعي والمطلق بل يراهما متكاملان بعلاقات لا حصر لها.
علي محمد اليوسف /الموصل
هامش:
- وليم رايت تاريخ الفلسفة ، ت: محمود سيد احمد ، مراجعة وتقديم امام عبد الفتاح امام ص 320