أباح لي صديقي بنبرة حزينة ، ساردا علي قصة من أجمل ما سمعت :
أتدري يا صديقي أنني تسلمت رسالة من فتاة يافعة، ذات فتنة لا تضاهى . لا تعرف شيئا عن تاريخ حياتي ، ولا من أكون . بل هي لا تعي عن تعقيدات الوجود وعبثيته أي شيء .
ابتدأت رسالتها بعبارات دامعة :
" خفق قلبي من شدة الوجد لما رأيتك مارا أمامي .. اخترقتَ أحلامي بعنف ، عيناي ما فتئت ــ منذئذ ــ تذرف الدموع دون توقف . لئن لم تستجب لخفقات القلب سأنتحر".
ضحكتً من سذاجتها وسألتًه : وما كان ردك ــ يا دون جوان العرب ــ ؟؟
أجابني وتقطيبة صغيرة ظللت حاجبيه : لقد رددت عليها برسالة سادية وجهتُها إلى قلبها المرهف: "صغيرتي !! أنت لا تدرين أن الوجد أضحى عملة نادرة في هاته الأيام .. وأن قلبك المرهف استطاب لنزوة عابرة ، سرعان ما تغدو سرابا تذروه الرياح .. أما قلبي فقد غدا جلمودا تتحطم عليه صخور الأيام العاتية .. قلبك المرهف ــ يا صغيرتي ــ لازال طريا لا يدري عن كيد الرجال أي شيء .. الرجل لا يستطيب من الأنثى إلا الجانب الحسي .. أما الوجد فلا يعدو إلا تسلية وألعوبة من ألألاعيب..
هيمي يا صغيرتي بالعصافير والفراشات ، والنوارس في أديم السماء .. أحبي النسيم المداعب لخصلات شعرك المتسربل. أفرغي فؤادك الطري من الأحاسيس الزائفة.. تأملي عظمة الوجود من حولك .. اقرئي ما تيسر من الكتب الرائعة .. اجعلي شهرزاد " أ لف ليلة وليلة " شعارا لك في الحياة .. لا تستسلمي لرغبات شهريار بأقصى سرعة .. لو اطلعت على أشعار امرئ القيس وعمر بن ربيعة لدريت كنه ما أقول ..
نظرتهما الشبقية للجسد لازالت تسري في تاريخ الإنسان العربي ..
يا طرية الأحاسيس : إن أبا العلاء المعري لم يكن مفتريا حينما لم يجن على أحد .. فقد درى بحسه المرهف أن الوجد تسلية ، و تجزية فراغ .. لم يكن يريد أن يسلب حبا غرا من إحداهن.. ولكنه تمسك بالإمساك عن الجسد .. لا كبتا ولا حرمانا ــ فزمانه كان ماجنا حتى بالنسبة للأعمى ــ ، ولكن كنها بمعرفة الحقائق النفسية... وبعدا عن اغتصاب الشعور المرهف كشعورك ...
أيتها الطفلة البريئة : قد اعتصرتني التجارب في ميدان الهوى ، ولم أعد أطيق ما لايطاق .. فعصر الانترنيت والعولمة نحر الوجد من الوريد إلى الوريد .. لا تنخدعي بمظاهر اللواتي ينجررن لأول داع أو هاتف..
فذواتهن في تحطم يومي مستمر.. والندم والأسى يتربص بهن في منتهى المشوار .. ينتهين وجسمهن قد تآكل من فر ط التآكل والنهش ...
يا ذات الأحلام الغضة : أنا لم أخترق أحلامك بمحض الإرادة .. ولكنها خيالاتك الموشومة بالهشاشة ، والتي تحتاج إلى
أرض صلبة للثبات والترزن .. العالم بالنسبة إليك ـ ياصغيرتي ــ أحلام رومانسية، ووجد غامض.. كم أحلاما صارت
لبعضهن جنونا وهلوسة!!
أيتها المعذبة إلى حد الانتحار : الانغماس في الغي انتحار في عز الألق .. فتألقي في مواهب شتى .. بعيدا عن الوجد الزائف ، المتلاشي في لحظات الانخطاف الإيروتيكي .. من يعش ــ ياصغيرتي ــ على الهوس الحسي وينغمس في جنون المتعة بلا هوادة .. منتحر في عز حياته .. فلا تنخدعي بالنزوات الطائشة ..
يا ذات الحلم الطفولي : ليس ما أقول هفوة لسان ، أو زلة قلم، ولكنه وعي بحقائق الذات المعطوبة .. المنهكة بثقل السخف.. وأنا لاأريدك ــ ياصغيرتي ــ أن تسقطي في حبائل الدوامة العنكبوتية...
عليك سلاما مني ... وعلى رهافة حسك ، السكينة والدعة ...
انقلبت ضحكاتي قرفا لما سمعت ما جاء في رسالته السادية .. أيعقل أن يحطم بكل هذه السهولة ــ وبجرة قلم ــ قلبا مرهفا إلى هذا الحد ؟؟ أليس الوجد حالة صوفية ...روحية .. تليبائية .. تخاطرية بين قلبين ... تسري في الأثير فتصيب اللب والقلب معا فيضحى صاحبها مهتز الشعور والوجدان ..لايمتلك إلا الاستسلام والإذعان لمن هوى .. وفي نهاية المطاف يتداعى الجسد ، وينهد الكيان .. الوجد ومضة تخطف بصر الولهان .. حتى ولو لم يخطر الوجد بباله ..أو يظن أنه بمنأى عن حباله وشباكه
ألم يقل المتنبي
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه *** ولكن من يبصر جفونك يعشق
ولكنني ــ فكرت بيني وبين نفسي ــ أن ساديته لها ما يبررها في ظل تهافت التهافت، المستشري في خلايا الزمن الموغل في الاستيحاش .. زماننا الرديء .. الرافع للوضيع ، الخافض للأعز... الطامس للقيم المثلى .. المعلي من شأن الفسق والرذيلة .. فسحقا للتفاهات المتناسلة كالفطر ..
لك مني ــ ياصديقي ــ ألف عذر على تشككي في نواياك .. فساديتك قد تكون فألا حسنا ، لكل من سولت لها نفسها الانكباب في براثن اللذة المازوشية .. والرغبة المحمومة..
هيمي يا صغيرتي بالعصافير والفراشات ، والنوارس في أديم السماء .. أحبي النسيم المداعب لخصلات شعرك المتسربل. أفرغي فؤادك الطري من الأحاسيس الزائفة.. تأملي عظمة الوجود من حولك .. اقرئي ما تيسر من الكتب الرائعة .. اجعلي شهرزاد " أ لف ليلة وليلة " شعارا لك في الحياة .. لا تستسلمي لرغبات شهريار بأقصى سرعة .. لو اطلعت على أشعار امرئ القيس وعمر بن ربيعة لدريت كنه ما أقول ..
نظرتهما الشبقية للجسد لازالت تسري في تاريخ الإنسان العربي ..
يا طرية الأحاسيس : إن أبا العلاء المعري لم يكن مفتريا حينما لم يجن على أحد .. فقد درى بحسه المرهف أن الوجد تسلية ، و تجزية فراغ .. لم يكن يريد أن يسلب حبا غرا من إحداهن.. ولكنه تمسك بالإمساك عن الجسد .. لا كبتا ولا حرمانا ــ فزمانه كان ماجنا حتى بالنسبة للأعمى ــ ، ولكن كنها بمعرفة الحقائق النفسية... وبعدا عن اغتصاب الشعور المرهف كشعورك ...
أيتها الطفلة البريئة : قد اعتصرتني التجارب في ميدان الهوى ، ولم أعد أطيق ما لايطاق .. فعصر الانترنيت والعولمة نحر الوجد من الوريد إلى الوريد .. لا تنخدعي بمظاهر اللواتي ينجررن لأول داع أو هاتف..
فذواتهن في تحطم يومي مستمر.. والندم والأسى يتربص بهن في منتهى المشوار .. ينتهين وجسمهن قد تآكل من فر ط التآكل والنهش ...
يا ذات الأحلام الغضة : أنا لم أخترق أحلامك بمحض الإرادة .. ولكنها خيالاتك الموشومة بالهشاشة ، والتي تحتاج إلى
أرض صلبة للثبات والترزن .. العالم بالنسبة إليك ـ ياصغيرتي ــ أحلام رومانسية، ووجد غامض.. كم أحلاما صارت
لبعضهن جنونا وهلوسة!!
أيتها المعذبة إلى حد الانتحار : الانغماس في الغي انتحار في عز الألق .. فتألقي في مواهب شتى .. بعيدا عن الوجد الزائف ، المتلاشي في لحظات الانخطاف الإيروتيكي .. من يعش ــ ياصغيرتي ــ على الهوس الحسي وينغمس في جنون المتعة بلا هوادة .. منتحر في عز حياته .. فلا تنخدعي بالنزوات الطائشة ..
يا ذات الحلم الطفولي : ليس ما أقول هفوة لسان ، أو زلة قلم، ولكنه وعي بحقائق الذات المعطوبة .. المنهكة بثقل السخف.. وأنا لاأريدك ــ ياصغيرتي ــ أن تسقطي في حبائل الدوامة العنكبوتية...
عليك سلاما مني ... وعلى رهافة حسك ، السكينة والدعة ...
انقلبت ضحكاتي قرفا لما سمعت ما جاء في رسالته السادية .. أيعقل أن يحطم بكل هذه السهولة ــ وبجرة قلم ــ قلبا مرهفا إلى هذا الحد ؟؟ أليس الوجد حالة صوفية ...روحية .. تليبائية .. تخاطرية بين قلبين ... تسري في الأثير فتصيب اللب والقلب معا فيضحى صاحبها مهتز الشعور والوجدان ..لايمتلك إلا الاستسلام والإذعان لمن هوى .. وفي نهاية المطاف يتداعى الجسد ، وينهد الكيان .. الوجد ومضة تخطف بصر الولهان .. حتى ولو لم يخطر الوجد بباله ..أو يظن أنه بمنأى عن حباله وشباكه
ألم يقل المتنبي
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه *** ولكن من يبصر جفونك يعشق
ولكنني ــ فكرت بيني وبين نفسي ــ أن ساديته لها ما يبررها في ظل تهافت التهافت، المستشري في خلايا الزمن الموغل في الاستيحاش .. زماننا الرديء .. الرافع للوضيع ، الخافض للأعز... الطامس للقيم المثلى .. المعلي من شأن الفسق والرذيلة .. فسحقا للتفاهات المتناسلة كالفطر ..
لك مني ــ ياصديقي ــ ألف عذر على تشككي في نواياك .. فساديتك قد تكون فألا حسنا ، لكل من سولت لها نفسها الانكباب في براثن اللذة المازوشية .. والرغبة المحمومة..