عند مستهل هاته الألفية الثالثة، تكاثرت بيننا بشكل لافت لم يُعهد من قبل، كتابات نثرية وشعرية، ورقية ورقمية، تقصر كيانها الرمزي على نصوص موجزة لفظا ومكثفة معنى، وفق نسق لغوي بالغ القصر قد يصل إلى درجة الاقتصار على لفظين، بوصفهما كلا متماسكا دالا تقريرا أو إيحاء(1).
وقد ذاع صيت هاته الكتابات الحداثية، حتى تحولت إلى هاجس تهجس به فئة عريضة من الكتاب العرب، الذين خصوها عبر شبكة الأنترنيت بصفحات إبداعية عدة، وانضووا تحت لوائها على شكل مجموعات متباينة حسب المنحى الإبداعي، ومارسوا الريادة في مجالاتها، التي شملت القصة الومضة ذات الشطرين، والقصة الومضة المتدحرجة، والومضة الشعرية، وشعر الهايكو، وشعر التانكا، والتوقيعات الأدبية، والكتابة الشذرية، والقصة القصيرة جدا، ومزيج الهايبون، وشعرالنانو...
ولقد أمكن لهاته الميكرو كتابات، أن تستقطب من القراء والنقاد من واكبوها بالقراءة التأثرية الانطباعية، والتعليق الشارح والواصف بموضوعية، والنقد التأويلي أو الحواري، كما أمكن للمشرفين عليها أن ينظموا مسابقات لاصطفاء أجودها، واستجماعها في مجاميع إبداعية، ورقية أو رقمية تأتي عبارة عن كتب إلكترونية قابلة للتحميل المجاني.
ولعل تلك المناويل الكتابية، أتت استجابة لروح العصر حيث أضحى الجهاز العصبي للإنسان، نتيجة الوتيرة السريعة، مكيفا مع السرعة التي ما فتئ المزاج يترجم تأثيراتها، في خضم تفاعلاته وردوداته المتوالية حيال المعيش، الذي يقتفي في مساقه نسقا فيه من التسارع، ومن التنوع والإكراه ما لم يعهده من قبل، ففي سياق صيرورة حضارية حداثية متسارعة، غدت السرعة جزءا من كينونة الإنسان، الذي أصبح يقيس إنجازاته بها، ويتطلع إلى استثمار أمثل للزمن، والاعتماد على القدرة الاستكشافية للعقل المتحرر من المسبق، والمتواتر، والرتيب، واعتبار الحضارة الإنسانية حضارة معرفة، تحرك العالم وفق وتيرة سريعة، على شبكة خطوط إلكترونية حاسوبية، حتى أن مسافاته التواصلية تتقلص ويبدو عبارة عن قرية صغيرة.
على هذا الأساس، تعتبر تلك الكتابات، صدى للعصر، ولظرفيتنا الحالية، واقتضاءاتها الجديدة، فهذا ما آل بها إلى اقتفاء نسق مساوق فيه من الاقتصاد اللفظي، والإيجاز التعبيري، والتكثيف الدلالي، والإيحاء البلاغي ما تتجاوب معه القراءات، فالكاتب من جهة يجد طواعية للتعبير عما يخالجه في كتابة مختزلة جدا، لا مجال فيها للاعتباطي من الألفاظ، والقارئ من جهة أخرى يجد طواعية في قراءتها واستكناه دلالاتها الاحتمالية، والتأويلية في وقت وجيز، دون اعتبار الإكراهات المعيشية.
وقد أتت الإضاءة المتوقدة لهاته الكتابات من صنع القصة القصيرة جدا، فهي في المركز الطليعي، من حيث الاستئثار بالاهتمام، وهي المؤهلة أكثر من تلك الكتابات لإمداد الإبداع بدفعات وثابة إلى الأمام، خاصة وأن بصماتها ارتسمت على جسد الحكي منذ عقود قبل ظهورها.
ولعل الناظر عن كثب في مناضد جسدها النصي، يستثيره انتظامها وفق ناظم يتمثل في المعنى النواة، الذي يتنزل منزلة الجوهر، الذي لا يتقبل من الأعراض القائمة به إلا ما لا غنى عنه، وما يحكمه التناسق اللفظي المكين.
وكأن هاته الكتابة بهذا الانتظام، تنحو منحى حكي لا يعتد إلا بتلك اللؤلؤة، التي تكتمنها الكتابة التي أشار إليها الأديب الأرجنتيني "خورخي لويس بورخيس" بصدد الكتابة الروائية، إذ قال:" "ضمن كل رواية جيدة يمكن أن نجد لؤلؤة، وما تبقى مجرد مؤثثات لتأثيث الفضاء"(2).
لقد تهيأت النفوس الآن، للتفاعل مع المقول الذي يقصر ذاته على الجوهري ، ويكون منه شبكة دلالية ترتهن بكلمات محدودة، تتناسق ضمن نسق علائقي لا مجال فيه للاعتباطي، وهو نسق التعبير المكثف، الموحي بالاحتمالات الدلالية والتأويلية.
وحتى نكون هنا على بينة من إستراتيجية اشتغال هاته الكتابة القصصية، بوسعنا أن نقارب الأضمومة القصصية المعنونة بعنوان:"رايات بلا عبير"(3)، التي آل كاتبها القاص المغربي علي بنساعود على نفسه، أن يسهم بها في مشروع ترسيخ سنن تسريداتها، والتطلع بها أكثر إلى آفاقها الرحبة المؤملة، التي قصد من قبل ارتيادها عند إصداره مجموعتين قصصيتين، هما: "ظلال ذابلة"(4)، و"انحناءات ملتوية"(5).
إن المياسم الجلية التي توسم بها هاته الكتابة القصصية القصيرة جدا، تتمثل في كونها تعنون دوما بجمل اسمية خبرية حذف منها المبتدأ وأبقي الخبر، الذي هو عبارة عن لفظة منفردة، قلما تأتي مضافة، أو منعوتة، وهي تومئ دوما إلى دلالة المقول القصصي، الذي قد يكون مقطعا سرديا واحدا، أومقاطع متسلسلة زمنيا ومنطقيا، أومتراكبة دلاليا، وفق تقنيات التناوب والتضمن والتقاطع حول ناظم دلالي.
كما أن الألفاظ هنا كثيرا ما تصدر عن تفكير استعاري، وتساق مساق التعبير المجازي الإيحائي المكثف، في حكي يوقع على أوتار الشعري، وهو ينساب على غرار قصائد شعرية، فيكون وفقها أسطرا ذات وقفات دلالية أو بدونها، متفاوتة من حيث الطول والقصر، ومقاطع سردية مشعرنة، متقاطعة تبعا لاسترسال الحكي وتناميه، وتشكيلات إيقاعية ذات ترجيعات لفظية، وتوازيات لغوية، وتجانسات صوتية، وتناغمات بين مقاطع صوتية طويلة وأخرى قصيرة، بل قد يكون وفق صور شعرية ذات انزياحات لغوية، أو تنافرات إسنادية بين المسند والمسند إليه، أو صور عجائبية قائمة على اللامألوف المتولد من المألوف، أو صورة مستوحاة من نصوص أسطورية أو دينية تتناص معها، في حين تكون القفلة في هاته الكتابة مغيبة أومفاجئة، أو تخيب أفق توقعات القارئ:
مغامرة
كانت جميلة، وإن جرح حياتها الحزن،
عيناها عميقتان كبحيرة.
عاريا أرتمي في أحضانها ملتحفا الوهم..
تعلق بها، بحربائيتها...
صباحا، هي شقشقة عصافير،
مساء، هي نعيق بوم.
بينهما،
هو يترنح على بساط قوس قزح. (ص:66)
وغاية القاص بهذه الإستراتيجية، هي جعل لغته قائمة على مجموعة من المقومات الجمالية: التخييلية، والرمزية، والدلالية، والتركيبية، والصوتية، والإيقاعية، وبالتالي الانزياح عن طقسية النمذجي وتقريريته، وسن شرعة كتابة سردية إيحائية منفتحة، تتجانس مع الشعر تجانسا يدل عليه مبناها ومعناها، الذي تنشد به معنى المعنى، أي ما توحي به في سياق صيرورة تلقياتها، التي تجعل منها كتابة تتعدد كينونتها، كلما أمكنها أن تستتيح بفضل طاقتها الإيحائية إمكانية الإيحاء بالمحذوف بواسطة المذكور، وأن تستتيح بفضل خاصية الوقع الجمالي إمكانية ملء فراغاتها الدلالية باحتمالات تأويلية.
إن الكتابة إذ تنحو هذا المنحى، تبدو مكثفة في دلالاتها النصية، مما يجعلها بالتالي ليست نتاج الألفاظ الداخلة في تركيبتها، وإنما هي نتاج ما تحمله من احتمالات، وكأنها إذ تنجز مادتها بحسب ما يقتضيه المعنى النواة من ألفاظ، تعرض عن استنزاف طاقاتها، وتمثل باعتبارها إنجازا لبعض الممكن.
لذا فإن من يقرأ هاته الكتابة كما استكشفناها، يلفيها لا تشتغل في تعاقبها السردي فحسب، وإنما تشتغل كذلك في تزامنها، مما يجعلنا في سياق استرسالها إزاء وتيرتين سرديتين:
أولاهما، أفقية تنتظم خطيا على محور العلاقات السياقية التتابعية، مما يستلزم النظر إلى المقول في أحادية بعده السردي، وفي دلالته الزمنية المتعاقبة سرديا:
حساب
كان مبحوثا عني...
اغتنمت الظلمة والمطر،
تسللت إلى بيت سيدي،
وضعت المسدس بين عينيه،
"لماذا قتلتني؟" صرخت...( ص:7)
وثانيهما، عمودية متداعية على محور العلاقات الاستبدالية الإيحائية، مما يستلزم النظر إلى المقول في تعددية أبعاده السردية، وفي دلالاته المتزامنة شعريا، وفي احتمالاته التأويلية، التي تبعث انزياحاتها الاستبدالية القارئ على تشغيل فعل القراءة، وافتراض كتابة تصمت عنها أخرى:
كينونة
المكان معتم كئيب هذا المساء.
وحدي كنت.
وكانت دموع الكرمة تنتهك حرمة الصمت..
فبهاتين الوتيرتين السرديتين، تراهن الكتابة القصصية في مساقها التدليلي والترميزي، على اشتراع أفق سردي متراحب الاحتمالات التعبيرية، ويكون الأسلوب هنا هو فن اختيار الألفاظ وتنسيقها تنسيقا اقتصاديا، تتكثف نتيجته الدلالة إلى درجة التخفف من كل الألفاظ، التي لا تعدو أن تكون عوامل تطريزية في الكتابة القصصية.
فهذا الأسلوب أتاح للقاص، مسارب عدة:
أولا، التلاعب بزمن الكتابة بموازاة زمن القصة، وذلك بتسريع وتيرته إلى درجة قصوى:
شيطان
...عبثا تسأله، تداعبه.
تحاصره بالأسئلة...
ينهار، يبكي، يحكي...
تخلع تعبها.
تفتح الباب. (ص:78)
فالحكي هنا يشتغل على أفعال تجردت من كل لواحقها، مما أبدى المقول لغة مقتصدة، أو بالأحرى حركة سردية سريعة متحررة من البنى الكرنولوجية، والمنطقية، والتفسيرية، ومن كل ما يوهم بالواقعي وأحادية بعده.
ثانيا، تأليف تأليفات مجازية استعارية تستتيح للمتلقي احتمالات تأويلية، إذ تقوم على صور شعرية ذات تنافرات إسنادية بين المسند والمسند إليه: (اشتعلت اللوحات، صرخت الألوان، احتج الرواق..)، وعلى تقاطعات دلالية:
زجاج
رسم بالفحم.
اشتعلت اللوحات.
صرخت الألوان.
احتج الرواق...
** ** ** **
أسر إلينا أنهم "يريدون أن يقتلوه!"
كان الصدع وصل القاع !....
هل ترمم آنية الزجاج. (ص:37)
مما يفضي في سياق استرسال الكثير من الحكايات، إلى خلخلة النظام التتابعي لسيرورة الزمن، وخلق نظام تعالقي جديد، تتعالق بمقتضاه البنى الحكائية، تعالقا تزامنيا بدل التعالق التعاقبي المتواتر.
ثالثا، تصميت اللغة، الذي يترتب إجراؤه عن هاته التأليفات الإستعارية وبياضاتها الدلالية ، وعن ذاك التسريع الإيقاعي الزمني واقتصاده اللغوي، الذي يبعث المتلقي على استثارة أسئلة المقول واستكناه أجوبة اللامقول، كما تترتب عن الحذف أي صمت السارد عن تفاصيل، وحيثيات، وملابسات تهم البنى الحكائية:
عودة
يصل الموكب متأخرا.
أزدحم مع المنتظرين.
لم يكاتبني أحد...
أتأبط دراعي و... (ص: 88)
إن الحذف في سياق هذا الحكي يبصم مختلف البنى الحكائية، فالسارد ذو تبئير داخلي محدود المجال، وهو باعتباره شخصية، جاء غفلا بدون مواصفات دالة عليه، والمكان غير محدد المعالم، والزمن بدون قرائن دالة عليه باستثناء الصيغ اللغوية، التي تدل على سرد متزامن يكاد يخلو من الوصف، كما أن الحبكة في هذا السياق تحبك تبعا لأفعال تتوالى محدثة تقطيعات زمنية، بينما هي تنشد إلى فعل محوري، يتنزل منزلة الحدث الأساس...
إن الكتابة بهذا الحذف، تكتمن طاقة إيحائية، تتمثل في قدرة الحكاية على كشف المحذوف بواسطة المذكور، لذا لاغرو إن اعتبره عبد القاهر الجرجاني نوعا من البلاغة(6)، وقد استكنهه في الجزء الأول من كتابه دلائل الإعجاز، حين قال:"هو باب دقيق المسلك، لطيف المأخذ، عجيب الأمر، شبيه بالسحر، ترى به ترك الذكر، أفصح من الذكر، والصمت عن الإفادة أزيد للإفادة، وتجدك أنطق ما تكون إذا لم تنطق، وأتم ما تكون بيانا إذا لم تبن"(7) فشأنه شأن السحر، ذلك أنه يجعلنا نتمثل ما لم يمثل، ويحفز مخيلتنا، ويطلق عنانها لكي نتصور ما يمكن أن يحدث خلف الكلمات، أو يحل محل بياضاتها الدلالية، فلنا إزاء النص السابق المعنون ب"عودة"، أن نفترض لواحق مختلف البنيات الحكائية، وأن نقرنها بالبنى المنطقية والتفسيرية والتأويلية، ولعل الافتراض لا يتأتى إلا إذا ما استثرنا أسئلة، وملأنا تبعا لإجاباتها فراغات دلالية، لنجيب عن السؤال الناظم للأسئلة: ما أزمة التواصل التي تعايشها الشخصية المحورية؟.
وينتج التصميت كذلك عن الإضمار، إذ يأتي القاص بالضمائر المستترة بدل الأسماء الظاهرة، فيضمر الفاعل، أو يضمر الحروف المصدرية، والمبتدأ...
فهذا التصميت تبعث عليه في أضمومة "رايات بلا عبير" كتابة موجزة، تعبر عن ذاتها بألفاظ متناسقة ذات علاقات مكينة، تدل جمعاء على المعنى النواة بما قل من قرائنه، كما توحي بالمعنى الظل المعبر عنه بظلال المعاني، وتستتيح للمتلقي مجالا رحبا لآستثارة الأسئلة، واستكناه الأجوبة تبعا لجدلية الصمت والكلام، التي استدل القاص على اشتغالها ضمن نصوصه، باستحضاره ضمن عتباته قولة "سوسان غريفن": "تروى القصة بالصمت، كما تروى بالكلام"، (ص:3).
رابعا، المراهنة على شاعرية التلفظ، وبالتالي النظر إلى الحكاية في انتظام نسيجها النصي، أي في طريقة حكيها وصياغة مقاصدها، فكأننا في هذا السياق ننصرف عما يروى إلى كيفية روايته، أي ننصرف إلى شاعرية تكمن في إواليات اشتغال الكتابة وطريقة تعبيرها، التي تنزاح بها عن الوظيفة التواصلية التداولية الأحادية البعد، إلى الوظيفة التواصلية الأدبية المتعدد الأبعاد.
ولعل أول ما يستثيرنا إزاء المستوى التلفظي للكتابة التي نحن بصددها، كونها تكتب دون الرضوج لنمذجة قصصية قارة، فهي تبدو بين الآونة والأخرى متحررة، بلغة تمثل ألوانا من تقطيعات العالم، وإعادة تنظيمه وفق ألفاظها وبنياتها التركيبية، لذا قد تجدها تستوحي الشعر وإيحاءاته، والأسطورة وما تستثيره عوالمها من أسئلة، والمسرح وتوتره الدرامي، واللقطات السينمائية وطابعها التعاقبي، والعجائبي ومزاوجته بين المألوف واللامألوف، والسيرة الذاتية واسترجاعاتها السردية الذاتية، والتقرير وتوالي بياناته على شكل نقط متدرجة تفضي إلى خلاصة...
كما يستثيرنا ونحن بصدد المستوى التلفظي من جهة، تهجين اللغة بتنويع الأصوات السردية ووجهات نظرها، وتعديد السجلات اللغوية، ومن جهة أخرى تشظية البنية اللغوية بالدلالة على المعنى ونقيضه، وتشظية البنية القصصية نتيجة سلك الحكاية مسلكا مغايرا للمسلك الذي سلكته أخرى، ونتيجة الانزياح عن خطية السرد، وهد مقولتي الزمان والمكان، وتصديع الشخصية، واعتماد تقنية الحد الأدنى من الألفاظ في صوغ البنيات الحكائية، التي تنتظم في اشتغالها الحكائي انتظاما فسيفسائيا تبعا لتخييل ذاتي، يضع من خلاله السارد مسافة جمالية بينه وبين الواقع المحكي، فلا ينقل منه سوى ما توحي به ألفاظ من غير ترتيب لمعطياته وتفاصيله.
بعد هذا وذاك، لنا هنا أن نشير إلى أن إستراتيجية الكتابة القصصية التي اختطها القاص علي بنساعود لمنجزه القصصي، قوامها ألفاظ متناسقة، توزن بقسطاس المعادن النفيسة، وهي ألفاظ تتحرك بهديها وفق أنساق لا تذعن للنمذجي وتوسيماته الجنسية القارة، ذلك أنها تشتغل في استرسالها على الاحتمالات التي تتبين على مستوى كيفية رواية ما يروى، أي في الترسيمات الافتراضية التي تفترضها الكتابة للمقول، كما تتبين من جهة أخرى على مستوى ما يوحي به ما يروى، أي على مستوى معاني المعنى التي يوحي بها المقول، لذا فهي تراهن على القراءة المتفاعلة التي تتحقق فيها مقومات المواءمة الإبداعية، وهي تتفاعل مع اللغة ذات الطاقة الإيحائية، تبعا لمنطق السؤال والجواب.
هوامش:
(1)- انظر الكتاب المشترك: كنوز القصة الومضة(الإصدار الأول)، الذي أعده رائدها الأديب المصري: مجدي شلبي، (الملتقى الأول لكتاب ونقاد القصة الومضة 2015)، وضمنه ومضات قصصية عدة، منها ما يقتصر على كلمتين.
(2)- Voir, Alicia Dujovne Ortiz : Le micro-récit (in) Site,internet : http://www.litteraturesbreves.fr/
(3)- علي بنساعود: رايات بلا عبير، قصص قصيرة جدا،( وهي فائزة بالجائزة الأولى في المهرجان العربي للقصة القصيرة جدا، المنعقد في دورته الرابعة، خلال شهر مارس سنة 2015)، منشورات دار الأمان، الرباط، 2014.
(4)- منشورات دار الأمان، الرباط، 2013.
(5)- منشورات دار الأمان، الرباط، 2014.
(6)- انظر: عبدالسلام المسدي: التفكير اللساني في الحضارة العربية، الدار العربية للكتاب، طرابلس، 1986، ص: 332، حيث أورد قول عبد القاهر الجرجاني:"وحذف ما يستغنى عنه من الكلام نوع من أنواع البلاغة، وإنما جاز حذف الجواب في ذلك وحسن، لأن المذكور منه يدل على المحذوف والمسكوت عنه من جوابه، ولأن المعقول من الخطاب عند أهل الفهم كالمنطوق به".
(7)- عبد القاهر الجرجاني: دلائل الإعجاز، ج1، قراءة وتعليق: محمود محمد شاكر، الناشر: مكتبة الخانجي، الطبعة الخامسة، 2004، ص: 146.