يحوز الدارس الاجتماعي الأمريكي رودناي ستارك مكانة مرموقة في أوساط المهتمّين بعلم الاجتماع الديني في الحقبة المعاصرة، بموجب ما أسهمَ به في تطوير الطروحات السوسيولوجية الجديدة بشأن متابعة الظواهر الدينية، ضمن مجموعة علماء الاجتماع الذين ينادون برفع الحواجز عن كافة أشكال الإيمان، ضمن ما يُعرف بـ "تحرير السوق الدينية". فضلا عن انشغال هذا التوجه بانتقاد سائر أصناف الاستئثار، والمونوبولات (الاحتكارات)، التي تقف حائلا دون الانتشار الحر للاعتقادات الدينية في العالم.
يتلخّص كتاب ستارك "انتصار الإيمان" الصادر بالإيطالية في السعي للإجابة عن سؤال: لماذا عالم اليوم أكثر تديّنا بخلاف ما ساد سلفا؟ وهو ما يسير على نقيض ما يروج أحيانا بأن عالمنا هو عالم هجران العقائد والأديان. فمن خلال بحثه يخلص رودناي ستارك إلى أن عالم اليوم يشهد مدّاً إيمانيا ليس له نظير، بما يدحض الأطروحات التي سادت منذ ستينيات القرن الماضي عن اكتساح العلْمنة واللاّتدين وهيمنة التفسّخ الديني على المجتمعات، على اعتبار أن التملّص من الدين هو ما يطبع سير العالم.

تدبير ندرة الماء بالأرياف المغربية ذات الخصاص، هذا إشكال بقدم في التداول والتناول وفق إرث ثقافي وسبل تحكيم وحكامة خاصة وأعراف محلية، تهم عملية الإجراء والفعل المباشر في علاقة بأساليب سقي معتمدة عند المغاربة منذ قرون. ورغم أن الأعراف المائية غير محددة بدقة فهي مجال خصب لدراسة أشكال تدبير هذه المادة بالأرياف منذ الماضي والى غاية اليوم. ولعل تقاليد المجتمع المغربي كغيره من المجتمعات تتطور مع مرور الزمن، ما جعلها بمفاهيم في حاجة لتحديد وتتبع، مع كون الأعراف المعتمدة هنا وهناك كقوانين في طور التكوين هي بمثابة سياقات تحتوي نماذج جاذبة للتدقيق والتعريف.  

إن أكثر من يلجأ إلى زيارة الأضرحة هم أولئك الذين يعانون من علة مرضية، حيث يعتقد البعض أن كل ما ينتسب إلى الولي يتميز بقوة خارقة. ونحن في هذا المقال سنعمل على رصد الطقوس والعادات التي يتم تتبعها أثناء "الزيارة"،  حيث تتضمن الشعائر والطقوس الخاصة بالزيارة الضرائحية دلالات رمزية عديدة ستتم الإشارة إليها أثناء حديثنا عن كل طقس على حدة:
- النية: فالنية معطى نفسي اجتماعي، ترافق الفرد خلال مختلف مراحل نموه وتترسخ لديه بكيفية أكثر أو أقل من خلال التنشئة الاجتماعية، وأشكال التنشيط الاجتماعي الذي تمارسه البنية الاجتماعية والثقافية، كما تترسخ من خلال العديد من الأمثال الشعبية كالقول "مول النية يربح" "دير النية وبات مع الحية (Espace_réservé1)" .

ما الداعي نحو مساءلة الرموز التعبيرية في سجل تواصلاتنا الافتراضية؟ إلى أي حد تستطيع  الايقونات التقنية على تحقيق تواصل انساني؟ و هل هي وسائط  تختصر الكلام  أم  تمارس إكراها بنيويا بحيث تعطل التواصل وتغتال المعنى بين الذوات؟ وهل بالفعل نؤسس لثقافة جديدة تنكتب بين آل القارة السابعة  أوجدت لنفسها لغة تداولية وإشارية تواصلية تتأسس على التلاعب باللفظ والمعنى، والابحار والايجاز والاستعارة ؟

كتب ذات يوم عَالِم الأنثروبولوجيا الاسكتلندي فيكتور تيرنر Victor Turner أحد رواد التفاعلية الرمزية أن الانسان محاط بغابة من الرموز، فالرمزي يشغل حيزا كبيرا في حياتنا اليومية، فهو يحضر باستمرار في كل تفاعلاتنا الاجتماعية، فممارساتنا الطقوسية الواقعية منها والافتراضية متخمة بمنظومات رمزية تتحدد كبنية لإنتاج الاجتماعي، وكآلية لإعادة انتاجه وبناءه من جديد[1]، فهذه القدرة التي يمتلكها الرمزي في تشكيل الاجتماعي تستمد قوتها في الاختلاف الحاصل بين الانسان والحيوان، فكل منهما يمتلك جهاز استقبال وجهاز تأثير، إلا أن الإنسان كما يذهب إلى ذلك الفيلسوف الألماني ارنست كاسيرر ينفرد بجهاز خاص هو الجهاز الرمزي، وبالتالي تنضاف خاصية الانسان كائن رمزي إلى المقولات الأخرى الانسان كائن راغب، الانسان كائن عاقل، الانسان كائن لغوي، الانسان كائن علائقي...

يفيض مفهوم الثورة بمعانيه السياسية، ويتدفق برمزيته الأخلاقية في صيغة رفض شامل لكل أشكال الظلم والإذلال والعبودية والقهر التي تقع على المواطنين من أبناء الأمة أو الشعب . فالثورة غالبا ما تكون ثورة المظلوم ضد الظالم، والمغلوب ضد الغالب، والمقهور ضد القاهر، طلبا للعدالة الاجتماعية، وصونا للحقوق الإنسانية، ورفضا لكل أشكال التعنت والتغلّب والقهر. وإذا كان التاريخ الإنساني كما يرى ماركس وأتباعه هو تاريخ الصراع بين الطبقات الغالبة والمغلوبة، أو تاريخ الصراع بين الظالمين والمظلومين كما يرى ماركوز، فإن الثورة بمعانيها المختلفة، ودلالاتها المتنوعة، كانت وما زالت سبيل الشعوب المظلومة إلى الحرية والكرامة نبذا لكل أشكال الظلم ورفضا لكل تجليات العبودية والقهر.

 

إن مفهوم "الثقافة" من المفاهيم المعقدة التي يصعب تقديم تعريف جامع مانع لها، ويظهر جليا أن مفهوم الثقافة قد اتسع في أيامنا هذه اتساعا كبيرا، بحيث أصبح يدل على الجانب النظري في أي نشاط بشري، وهكذا نسمعهم يقولون: ثقافة الرياضة، ثقافة الطبخ، الثقافة السياسية، ثقافة اللباس، وهم يقصدون بذلك جميع المعارف النظرية السائدة حول الرياضة والطبخ..، هذا فيما يتعلق بمفهوم الثقافة أما "الثقافة الشعبية" فهي مرادفة لمفهوم  "الفلكلور" وإن كان بعض الدارسين يستشعرون الخلاف اليسير بين المجالين، وبهذا يستوعب التراث الشعبي أو الثقافة الشعبية القوام الثقافي الجماعي الذي تصدر الجماعة فيه عن الشخصية الجماعية أكثر من صدورها عن الشخصية الفردية.

عادة ما يقال بأن المرأة تشكل نصف المجتمع. هذا ما أكدته الإحصائيات الرسمية التي أثبتت أن نسبة النساء وسط المجتمع المغربي تشكل 50،4%. لكن بالرغم من هذا المعطى الثابت ما زالت المرأة المغربية ترزح تحت ركام من الأحكام المسبقة والكليشيهات التي تؤثث خلفية الصورة في وسائل إعلامنا الوطني.
في البداية، يقتضي الحديث عن مكانة المرأة المغربية في وسائل الإعلام الوطني العودة إلى تاريخ المغرب المتعدد الأعراق والغوص في سوسيولوجياه والنهل من ثقافته. هكذا نجد أن المرأة المغربية أدت دورا مركزيا في تاريخ بلادها، لأنها كانت لها اليد الطولى في بناء صرح الدولة خلال عدة مناسبات، وهي تساهم منذ قرون في تقدم بلادها. في هذا السياق، نذكر الدور الغني بالرموز والدلالات الذي لعبته كنزة الأوربية (نسبة إلى قبيلة أوربة)، زوجة مولاي إدريس الأول، على اعتبار أنها مهندسة الوحدة والانصهار بين الأمازيغ والعرب المسلمين، حيث أسست بذلك القاعدة الخاصة بالهوية المغربية.

إن كنت تشعر أنك تتعرض لتمييز بسبب حالتك ووضعك وخلفيتك الاجتماعية أو العائلية أو القبلية أو الطائفية، أو بسبب الانتماء الديني أو المذهبي أو العرقي، أو التمييز بسبب وضعك الاقتصادي أو مستواك التعليمي أو عملك أو لغتك، أو بسبب مكان إقامتك وقريتك ومدينتك، أو بسبب نوع جنسك وعمرك ولون بشرتك ومظهرك، أو بسبب أفكارك ومواقفك، فأنت إنسان مهمش.
التهميش أصبح ظاهرة عميقة ولافتة، بالغة التأثير في الحالة العربية وقبيحة. وهي ظاهرة لا تقتصر على المجتمعات التي تعاني من مشكلات اقتصادية وسياسية واجتماعية، بل تشمل أيضاً جميع المجتمعات والدول، سواء تلك الغنية أو الفقيرة، الدول التي تشهد صراعات أو الأخرى المستقرة نسبياً، الدول التي تحكمها أنظمة استبدادية أو تلك الأقل استبداداً. وهي ظاهرة تطال تداعياتها الدول الأخرى غير العربية، الإقليمية منها أو الدول الأوروبية، التي يفر إليها الناس من بلادهم نتيجة تعرضهم للتمييز والقهر والجوع.