magi-pas

تحية طيبة لكم  نريد ان نعرف من هو الاستاذ زهير الخويلدي؟
يصعب على الانسان أن يتحدث عن نفسه وأن يقدمها للآخرين خصوصا عندما يعيش طوال حياته تجارب اثبات الذات والصراع من أجل انتزاع الاعتراف وحينما يكون مغرما دائما بالتوجه نحو الفكر والارتحال نحو الظفر بمعنى الوجود.
المشكل هو أن التواضع في التعريف بالذات والتقليل من الحديث عن النفس يؤدي عادة الى ممارسة نوع من جلد الذات أو الانخراط في لعبة التخفي والغموض التي تنفرد بها الطبيعة على حد عبارة هراقليطس ، وان استفاضة المرء في التطرق الى انجازاته وتعديد الأعمال التي قام بها والاشادة بالمحطات العلمية التي اجتازها والتجارب النضالية والمعارك الوجودية التي خاضها هو وقوع في نوع من الافتخار الذاتي وانتاج خطاب مدحي أشبه بالنظرة النرجسية والاعتقاد في الأناوحدية. فكيف يحكي المرء عن نفسه قصصا فلسفيا يند عن كل غلو أو تقصير وينأى به عن الشطط والتبديد؟ وهل تقتضي آداب المقابلة التفنن في الاطلالة أم اجادة الاعتاقة؟

Hegel-anfasse" سيادة الدولة توجد كلحظة مثالية في الحكومة الدستورية الشرعية"[1]
ظهر سوء فهم وشائع جدا بخصوص سيادة الدولة وهي أنها ليست سوى القوة والتعسف ومرادفة للاستبداد وبالتالي الحالة التي يختفي فيها القانون وتغيب المؤسسات. من هذا المنطلق ان سيادة الدولة حسب هيجل لا تتأسس بقوة ارادة الأفراد الجزئية وتفسيرهم الشخصي وانما جذورها ممتدة الى حد وحدة الدولة بوصفها ذاتهم الفردية والفضاء الذي يمنحهم الوظائف الجزئية والسلطات.
في عصور الاقطاع لم تكن الدولة صاحبة سيادة على أراضيها بل انحصرت السيادة في شخصية الملك نفسه وكانت وظائف الدولة عبارة عن ملكية خاصة للأفراد يديرونها وفقا لنزواتهم الخاصة وآرائهم الشخصية. ولكن مع عصور الحداثة حدث انقلاب وصارت الدولة تتمتع بالسيادة وأصبحت سيادة الدولة تبرز في كل المجالات الجزئية وتسير الشأن العام. هكذا تمتلك سيادة الدولة جانبين الأول هو الجانب الداخلي ويتمثل في الهيمنة على المجتمع، والثاني هو الجانب الخارجي ويتمثل في سيادة الدولة في مواجهة الدول الأجنبية.

philo-anfasse* س:بداية نريد أن نعرف من هو محمد الأشهب؟
ج:أنا من مواليد سنة 1972 بتاونات تابعت دراستي  الابتدائية بقرية عين اجنان ، أما المرحلة الإعدادية كانت ببني وليد ، بعد ذلك التحقت بثانوية الوحدة بتاونات المركز حيث حصلت على شهادة  الباكالوريا ثم  بعد ذلك التحقت بجامعة سيدي محمد بن عبد الله التي  تابعت بها دراستي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ، تخصص شعبة الفلسفة ، علم الاجتماع ،علم النفس، حتى حصلت على شهادة الدكتوراه الوطنية في الفلسفة في موضوع " مذهب التواصل في الفلسفة النقدية ليورغن هابر ماس" 2008. قبل التحاقي بالجامعة السنة الماضية سبق لي أن كنت مدرسا لمادة  الفلسفة بالتعليم الثانوي لمدة ثلاثة عشر سنة. وقد كانت تجربة غنية بالنسبة لي على المستوى البيداغوجي بالرغم من الصعوبات المتعلقة بالتوفيق بين البحث و التدريس بالثانوي. أما حاليا فأنا أشتغل  بجامع بن زهر بأغادير كأستاذ مساعد لمادة الفلسفة  في شعبتي الآداب العربي و علم الاجتماع. و في نفس الوقت لازلت  أتابع دراستي في الفصل الثالث شعبة الأدب الألماني بكلية الآداب بفاس .من أهم اهتماماتي الفلسفية : الفلسفة العملية الأخلاقية و الفلسفة السياسية و خاصة الفلسفة الألمانية المعاصرة. وقد جاء اهتمامي بهذا المجال نظرا لغياب متخصصين بالفلسفة الألمانية خاصة المعاصرة منها، و طموحي هو أن أكون أحد المتخصصين في هذا المجال وذلك من خلال الاشتغال بشكل مباشر على النص الألماني. فأنا لست مقتنعا بأن أكون متخصصا في هيدجر أو هابرماس دون العودة إلى النص الأصلي و هذا عيب لدى العديد من الباحثين في المغرب و العالم العربي،فمن المستحيل  أن تجد مثلا متخصصا ألمانيا في الفلسفة الفرنسية وهو لايتقن اللغة الفرنسية و العكس صحيح. بينما هذه القاعدة عندنا شبه ثابتة في المغرب . فالمتخصص في هيدجر لا يعرف الألمانية و الباحث في الفلسفة الأمريكية ناذرا ما يتقن اللغة الانجليزية.

revolution-anfasse"ان فضيلة التعقيد هي ادانة ميتافيزيقا النظام"[1]
تمر المنطقة العربية زمن الثورة الشعبية العارمة بأحداث هامة ولامتوقعة وفترات حرجة واهتزازات عنيفة ومتعاقبة غيرت نظرت الناس الى الحياة وموقعهم في العالم وبدلت نظرة العالم اليهم وتمثلت في اللجوء الى القمع واستخدام القوة الشديدة من طرف الدولة ولجوء الأفراد والجماعات المنتفضة الى أسلوب الحرق والسلب والتخريب، واذا كان مبرر الطرف الأول هو الدفاع عن مؤسسات السلطة والمحافظة على الأمن العام فإن مبرر الطرف الثاني هو الاعتراض على الظلم ومقاومة الفساد والتصدي للهيمنة والتعديات واستعادة الحقوق.
غير أن حجر الزاوية في الأمر وأصل المشكلة لا يتعلق بطبيعة العلاقة المتوترة أصلا بين الدولة والمجتمع المدني وانعدام الثقة بينهما وتربص كل منهما بالآخر فحسب بقدر ما يتمثل في سوء فهم للحرية وهروب من تحمل المسؤولية والافراط في الاستخفاف بالهوية وارادة احتكار الشرعية والسلطة وسوء التقدير للعلاقة الشرعية بين العام والخاص.
من هذا المنظور يمكن التعبير عن هذه المشكلة بالاحتراز الاشكالي من ثنائية النظام والفوضى في الآن نفسه من طرف قوى الشعب الثائرة ومن الممسكين الجدد بمقاليد الحكم، فالنظام الصارم قد يؤدي من جديد الى الاستبداد وتشكل المجتمع ذي البعد الواحد، أما الفوضى العارمة فهي تؤدي لا محالة الى  خراب العمران وارتكاب الرذائل وتفكك الدولة.

أنفاس نت - نتشهبعد مونتيني الذي كان قد أعلن، مستعيدا بذلك مفكري اليونان، أن "التفلسف هو تعلم الموت "، و بعد أفلاطون الذي كان يعد، على لسان سقراط، مختلف أشكال الحب، يجعلنا نيتشه نكتشف ماهية الحياة الحقيقية. " سأعلن لكم ثلاثة تحولات للفكر، كيف يصبح الفكر جملا، و كيف يصير الجمل أسدا، و كيف يغدو الأسد طفلا في النهاية " ( هكذا تكلم زرادشت).
الفكر الشجاع الممتلئ قوة يستلزم أعباء ثقيلة، " إنه يجثو مثل الجمل ". و لكن ما هوالعبء الأكثر ثقلا ؟ " أليس هو هذا؟ أن تذل نفسك من أجل الإساءة لكبريائك؟ أن تعمل على تلميع جنونك من أجل تحويل حكمتك إلى سخرية؟ ". ذلك هو الفكر- الجمل الذي " ما أن يشحن حتى يسرع نحو البيداء ". إنه يضحي بنفسه و يخضع – لإله، لأخلاق، لحزب، و لدكتاتور.
في عمق الصحراء، " يريد الفكر أن يغزو الحرية، و أن يصبح سيد صحرائه الخاصة "، و عندها يغدو أسدا. " يبحث هنا عن سيده الأخير "، و " يريد أن يغدو عدو هذا السيد ". هذا السيد الأخير هو هذا التنين الذي تلخصه عبارة: " يجب عليك " ، و الفكر- الأسد يعترض عليه بالقول " أريد "، و الحال أن "كل قيمة سبق أن خلقت من قبل، و جميع القيم توجد بداخلي "، يقول ال" يجب عليك " . لا يتبقى للأسد غير العدمية.

abstraction2222" هناك وجوه أكثر جمالا من الأقنعة التي تغطيها"[1]
استهلال:
يُنزّل البعض الفيلسوف جان جاك روسو( 1712-1778) ضمن الاتجاه العلمي المادي والموجة الإلحاديةالمعادية للدين وضمن الفكر التحرري الفرداني الذي نفخ في روحه العديد من الموسوعيين مثل دالمبار وفولتير ودولباخوديدرووهلفسيوسوكوندرسيهومونتسكيو وأوغست كونت ودي مالي وميلز، ومثل هؤلاء يبررون هذا التنزيل بالانطلاق من قرائن السياق المعرفي العام الذي شهده ذلك الزمان وانتصاره اللامشروط للعلم والفن والعاطفة والثروة والتشجيع على تحرير الجسد والاحتفال بالقيم الدنيوية ، علاوة على أنهم يعززون تلك الفرضية بالتطرق إلى تأثير الشخصية العبثية ساد في الكتابات الروسوية.
غير أن هذا الرأي على ما فيه من وجاهة ومعقولية يطمس جملة المفارقات والاحراجات التي يثيرها فكر روسو ويسقط في القراءة التاريخية الفضفاضة التي تعمم ماهو جزئي وتضخم ماهو هامشي ويهمل الطابع الإشكالي الذي طرح به هذا الاناسي أسئلته وعالج به قضاياه وترصد من خلاله مغاور الذات البشرية وفتح لها أبواب الحريات والتنوع والتكاملية.
لقد أدخل روسو نوع من سوء النية في قلب الضمير الغربي السعيد بالسيطرة على الطبيعة ودخول زمن التصنيع وكشف عن قبح الثورة العلمية وبؤس الحالة السياسية التي وصلت اليها أوروبا في ظل الملكية وهمجية التقدم التقني في عصر نهوض الإنسان نحو مواجهة مصيره المحتوم واستماتته في تحدي قدره الوجودي والدفاع عن قيمه الإنسانية الجديدة.

abstrait-tableau" الفلسفة لا تريد أن تقبل كل ما لا يملك معنى"[1]
يردد الناس بكثرة وفي كل مكان من المجتمع قولة:" أبحث عن معنى لحياتي" وهذه الجملة الحارقة في عالمنا الراهن أصبحت هي الأخرى سجينة متاهة وتحولت الى معضلة بالنسبة الى كل كائن يفكر ويعمل ويتألم. وربما ما تفيده أكثر هو أن الانسان يوجد أولا في وضع عادي ولا يكترث بمطلب المعنى ولكنه بعد ذلك يعيش التأزم والتقلبات وتتعاقب عليه الصدمات ويتعرض للرجة تلو الأخرى فيفقد ثقله الوجودي ويشعر بتفاهة وجوده ويحاصره اللامعنى ولا يستطيع أن يتحمل خفته وتستيقظ فيه الرغبة في المعرفة ويبحث عن هدف لوجوده وقيمة لنفسه وسط المجتمع وبالمقارنة مع غيره من الأفراد. ان المصادر التي ينشئ منها اللامعنى عديدة وأهمها الانغلاق والفراغ والدوران في حلقة مفرغة والروتين واللهاث وراء السراب وغلبة الجهل على العلم والظلام على النور وانقلاب القيم والقول بأنه لا جديد تحت الشمس.
من هذا المنطلق يعبر البعض من الكادحين عن نفس الشعور بحصار الزمن بأسلوب تراجيدي:" اني أدور في الفراغ ومحاصر بالعدم". غير أن كل رهط من الحشود ينتج هذا الوهم بطريقته وبشكل يناسب عصره ويبرز بوصفه بنية دالة ونفس ممزقة وجسد منهك كموجود فارغ من الوجود والمعنى ومحاط بالرداءة.
في الواقع، لا أحد بإمكانه أن ينجو من هذا الابتلاء بالمعنى والمعاناة بالمحنة والمفارقة أن الجميع يعيشون بمعنى قريب من الصفر ولكن لا أحد يبحث عنه ولا أحد يطلب الدرجة العليا من المعنى. المهم أن الانسان عندما يوجد يولد معه المعنى وفي بعض الأحيان يوجد الناس في معنى أقل أهمية ولكنه لا يحتملون البتة حياة فارغة من المعنى فهم سرعان ما يغادرون أو يقررون وضع نهاية لهذا الوجود المتصحر.

abstrait-philo" لم يعد هناك مكان للفلسفة الميتافيزيقية ، فيجب أن تحل محلها فلسفة العلم ،
و على الفيلسوف الميتافيزيقي أن يختفي ليظهر فيلسوف جديد يكون خادما للعلم ،
و ذلك بالتأليف بين مبادئ و نتائج العلوم المختلفة " 1
سليم دولة
لماذا تحتاج اليوم المجتمعات العربية ، و المغرب من ضمنها ، إلى تبني الفكر الفلسفي العلمي ، في برامجها التعليمية و التربوية ، أكثر من أي وقت مضى ؟
كإجابة بسيطة نقول ، إن فعل الفلسفة  التنويري يتقوى ،  و يعمل دورها  النهضوي بفعالية ، و بوظيفته الطبيعية المتوقعة  ، هذا الدور الذي بات  من الضرورات الأساسية في حياتنا المعاصرة ، و ليس من قبيل فكر المؤتمرات و الصالونات السائد و المهيمن ، حين  تبدو للعيان مؤشرات الأزمة الخانقة ، تلوح في البيئة المجتمعية التي تنتمي إليها تلك الفلسفة ، سواء تعلق الأمر بالبيئة المحلية القريبة ، من عامة الناس و الأسر و التلاميذ ، بالمفهوم الوسطي الجهوي و الوطني ، أو تعلق بالبيئة الثقافية القومية العربية و كذلك الدولية و الكونية البعيدة ، حتى و إن كان مفهوم البعد راهنا لا يقبل أن يطرح للنقاش . إن  أزمة مجتمع .. لا تعني إذن بؤس الفلسفة ضرورة .. إلا إذا اختار أهلُها تبئيسها و تأزيمها عن غير وعي منهم ..

أنفاس" أيها السادة...لن أتوقف البتة عن ممارسة الفلسفة وعن نصحكم وشرح الحقيقة والحق لكل امرئ ".
(أفلاطون، دفاعا عن سقراط)
يعتبر سقراط الفيلسوف الأول الذي أعطى اللوغوس الاغريقي جرعة اتيقية كافية ليتحول من نظر في الطبيعة الى عناية بحياة الانسان وتدبير لشؤون المجتمع وانتقل من رغبة في المعرفة النظرية الى تصميم على الوفاء بالحقيقة والتوجه نحو الالتزام العملي والانخراط في التجربة اليومية والممارسة السياسية.
زد على ذلك ان سقراط حالة خاصة وشخص استثنائي في تاريخ الفكر البشري وذلك لأنه أستاذ وأب الفلسفة الاغريقية ولم يسبقه شهرة سوى بارمنيدس وطاليس وهرقليطس وفيثاغورس ولكونه الفيلسوف الوحيد- اذا استثنينا بوذا والنبي عسى ع.س- الذي لم يكتب وكان يعتقد أن فن الكتابة - كما يرى جاك دريدا- ينقص من ثراء المعنى وفيض الدلالة التي تتميز بها اللغة في المحادثة الشفوية والكلام الحي.
هذه المكانة الرفيعة التي احتلها سقراط في قلوب المشتغلين بالفلسفة وما يزال راجعة الى كونه أول من صوب نظر الفكر الفلسفي نحو الانسان وفكر في أحواله ومعاشه ومعاده وبين أن لا شيء في العالم غريبا عن الانسان ولا شيء من عناصر الكون لا يقع تحت طائلة اهتمامه بل الكل من الانسان واليه يعود النظر.

" abstrait-5إن البرمجة البديلة التي تشرعن[1] للسيطرة تترك حاجة شرعية حاسمة مفتوحة: كيف يمكن جعل نزع السياسة [2]عن الحشود البشرية مفهوما بالنسبة إلينا؟"[3]
ساهمت عدة عوامل في احتجاب فكرة المشروعية في الجزء الأول من القرن العشرين من ساحة النقاش العمومي وخاصة منذ صعود الأنظمة الشمولية وايديولوجيات الجنات الموعودة وتفجر نمط غير معهود من الحروب الكونية وحدوث أزمات اقتصادية عالمية  وفجوة رقمية واكتساح نموذج موحد من علاقات الإنتاج والتبادل والتوزيع كامل المعمورة وانقسامها هي الأخرى إلى مركز متقدم وأطراف نامية وشمال غني وجنوب فقير.
لكن الآن يبدو أن الأمور قد عادت إلى نصابها وأصبحت قضية المشروعيات تتصدر اهتمامات رجال القانون والفلاسفة والمفكرين بل أنها قد أحرزت في العقود القليلة الماضية مكانة بارزة في الحقل الفلسفي والسياسي والقانوني وطرحت من جديد في علاقة بالشرعنة والشرعية والحكمنة وحقوق المواطنة ومبدأ السيادة.
والحق أن معطيات عديدة جديدة قد حدثت بعد بلوغ البشرية زمن العولمة وانبلاج فجر العصر ما بعد الصناعي والثورة الرقمية وبروز تكنولوجيا النانو والتي أظهرت عدم كفاية المقاربة القانونية الوضعية التي اختزلت المشروعية في قانونية شكلية صرفة وساعدت على تعزيز التفكير في أسس القيم ومقاصد السلطة وقد أفرزت هذه التحولات العميقة حدوث طفرة في الديمقراطية التمثيلية التي حلت مكان الديمقراطية التشاركية، ووصلت فكرة الدولة- الأمة إلى نهايتها وظهرت دولة الرفاه ومجتمع الوفرة، وبلغت نظرية حقوق الإنسان ومبدأ الديمقراطية الجيل الرابع، و دارت المناقشات حول قضية العدالة والمساواة وعدم التمييز والنوع الاجتماعي والحقوق الثقافية وحرية الضمير.

abstrait-4منزلة المطالعة في حياة الفيلسوف ج ج. روسو
يقول روسو في كتابه " الاعتراف " وهو عمل في السيرة الذاتية :" بدأت أشعر قبل أن أفكر، وهو قدر الإنسانية العام، وقد جربت ذلك من غيري. فقد كنت أجهل من أنا إلى حدود 5 أو 6 سنوات. ولا أعرف كيف تعلمت القراءة وأتذكر أن من تأثير مطالعاتي الأولى  أنني بدأت أعي ذاتي منذ ذلك الوقت. إنّ أمي تركت مجموعة من الروايات وقد بدأنا، أنا وأبي نقرأها بعد الغداء" (ص 36-37 . "الاعترافات" Poket 1996) .
بدأ روسو عن طريق المطالعة   يعي ذاته "أحاسيسه ومشاعره"، قبل أن يعي بالعالم الخارجي من حوله.
لقد كان يقرأ أعلام النهضة في إيطاليا خاصة منهم Plutarque الذي ألف حول التاريخ الروماني بالأساس مثل كتابه " مشاهير الرجال Les hommes illustres " ، وقد علمته المطالعة أيضا التحاور مع أبيه. وهكذا بدأت تتكون لديه منذ الطفولة فضيلة الحوار والتعبير عن المشاعر والأفكار. وقد أصبحت هواية بل حبا جارفا إذ أنه قرأ إبان طفولته كل ما تضمه مكتبة La Tribu في مدينته.كما ساعدته المطالعة كذلك على تصور عوالم أخرى خيالية غير العوالم التي توجد في مرمى اليد والحواس بل شكلت شخصيته الميالة إلى العزلة نهائيا كما جاء في : الاعترافات " ص 76 من الطبعة المذكورة سابقا.