إنها خائنة. كان يصرخ بصوت انكسارِ رجولتِه لا بصوتِ الحقِّ كما كان يتوهم.
لفها برداءٍ مزركشٍ، دارت من حولها حفنةٌ من الفضوليين الشرفاء َ، صوت التجريم فاق حجمَ الجرم، تصمت هي، يتبعثر في صدرها الكلامُ، الحروف لا تتجانسُ في حلقها. تتكالب دقاتُ الساعاتِ خلف بعضها تنهش وجهَ الأيام ثم يصرخ الزمن: "محكمة".
بدأت الجلسة. التهمة: خيانة بالجرم المشهود. !
تصيح من القفص: مهلك سيدي القاضي هناك جرمٌ مسكوتٌ عنه
أشار أنْ أوْضحي أكثر. جسدي هذا... يوقِفُها وجعُ الذكرياتِ ويأكل الصراخُ منها معنى الحديث، والقاعةُ كلها ممتلئةٌ بعفاف وطهارة، هي فقط غلاف لِأناس من ورقٍ. فجأة تتحرر كل الحروف من عقدة الصمت؛ انا سيدي القاضي امرأةٌ في ليلة عرسي، وشوشت أمي في أذني ان اسعدي زوجك وكوني دفئا لفراشه ...ويدَهُ في طعامه عندما يرهق الحرثُ والزرعُ كفَّهُ ...، وكوني أمه في مرضه...، سيدي القاضي أعيتني بالوصايا كوني. وكوني. وكوني ....... ولقد كنت وفعلت ..... لكن كنا نلتقي كغرباء حتى ظننت ان أيامَ التلاقي قد أوقعتنا في خطيئة وأن أطفالَـنا امطرت بهم تلك الخطيئة. لقد فعلت بالوصايا، لكن هو لم يفعل بها. أنا لا أبرر فعلتي، أنا فقط أقتسم معه جرمَ الخطيئةِ .... تصيحُ القاعةُ بصوتِ الجلاد: "وقحة!!!
وحده صوتُها بقِيَ يصارع الأفكارَ المتحجرةَ .... حقي ان أكون سعيدةً به وفيه ومعه، وحده من أرسلني إلى الرذيلة ................