جالت عيناه في زوايا الشارع. كان الطقس دافئا مستكينا. يبحث عنها بين صفوف القادمين, لم يتبين وجهها من بين الوجوه القادمة, نظر إلى الساعة في معصمه:
- هذا هو وقتها.
انتظر قليلا ربما تمر أمام دكانه كما هي عادتها كل صباح, تلقي التحية عليه ملتفة في جلبابها ذي الثوب المهترئ ورأسها المشدود بمنديل كحلي لا يترك لخملات شعرها حرية التنفس. دلته قريحته بعد طول انتظار إلى كتابة رسالة, بعث بصبية وضع في يدها ورقة صغيرة مكتوب عليها,أنتظرك بشوق, لفها وناولها للطفلة قائلا لها:
- خذي هذه الورقة وسلميها لجارتنا أمينة, لا تسلميها لأحد غيرهاضغط على يد الصبية وعيناه تكاد تخرج من محجريهما, يؤكد على أن لا تسلم الورقة إلا لأمينة وإلا عاقبها.
منح لنفسه مهلة ينتظر الرد, أشغل نفسه في التحدث مع الزبائن كلما وجد في زبون منهم استعدادا للحديث, انهمك
في جدله وثرثرته الفضفاضة الفارغة, لحظات بزغت الطفلة أمامه وفي يدها ورقة هشة ملفوفة سلمتها له ثم قالت:
- هذي من عند أمينة !