سياق القراءة
نظم محترف الكتابة الذي يرأسه الكاتب و الباحث الأكاديمي المغربي الأستاذ الدكتور جمال بوطيب بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس، - نظم ندوة تكريمية للأستاذ الباحث الدكتور عبد الوهاب الفيلالي، من خلال التعريف بكتابه "عوارف معرفية من التصوف وأدبه في المغرب" الذي صدر حديثا عن دار الرشاد بالمغرب. وذلك يوم الإثنين 26 أبريل 2010 بقاعة شعبة اللغة العربية بالكلية ابتداء من الساعة الثالثة بعد الزوال. وقد حضر الندوة عدد من أساتذة الكلية؛ كان من بينهم الأستاذ الدكتور أحمد زكي كنون والدكتور محمد العمراني والدكتور عبد الوهاب الجاي.. كما عرفت الندوة حضورا فاعلا ومكثفا من لدن طلبة الدراسات العليا وعموم المهتمين بالأدب المغربي في الشق الصوفي منه. وقد ترأس الجلسة مدير ومؤسس محترف الكتابة الأستاذ الدكتور جمال بوطيب، كما تناول الكلمة الأستاذ الدكتور محمد أوراغ مدير مختبر التواصل الثقافي وجمالية النص الذي عبر عن أهمية سياق هذا التكريم ودوره في نقل خبرة الكتابة وإشاعة روح الإبداع والتجديد، ثم تناول الكلمة الأستاذ المحتفى به الدكتور عبد الوهاب الفيلالي الذي تحدث عن مسار تجربة الكتابة وعشق الإبداع الصوفي وقضايا ذوقية في الكتابة والإبداع، ثم تشرف الطالب الباحث خالد التوزاني بتقديم قراءة تعريفية كتاب عوارف معرفية من التصوف وأدبه في المغرب لمؤلفه الدكتور عبد الوهاب الفيلالي. بعد ذلك فُتح باب المناقشة حيث تدخل الأساتذة الحاضرون ثم الطلبة، وقد أجاب الأستاذ الدكتور عبد الوهاب الفيلالي عن تساؤلات الحضور. وتجدر الإشارة إلى أن طلبة ماستر التصوف في الأدب المغربي الفكر والإبداع قد قدموا هدية تكريمية لأستاذهم المحتفى به الدكتور عبد الوهاب الفيلالي، تعبيرا عن صدق محبتهم وإعجابهم بفكر وأدب الأستاذ المحتفى به.
نجيب محفوظ عملاق الأدب ما زال يروي .. – يسري الغول
ما أجمل ما حملت كلماته تتسلل بأفكاره إلى النفس سكناها الأبدي، بأسلوب فذ يأسر اللب، يحوي عالمها بترابط سلس تجري معه الحروف كأنها الذر لا ترى بالعين، وإنما تدرك بالإحساس والوعي، تكتمل صورتها بين جنبات الوجدان، فتحيي خيالا ً يبني أزمنته بين الماضي والحاضر، وأمكنة يسهل تصورها كأنك تتحسسها بيديك حقيقة ماثلة أمامك.
فمحفوظ أديب لم يكتب بقلمه، لم ينتظر أن يتشكل الكلم أمامه ليدرك أنه قد أنتج أدبا ً لنا، بل كل ذرف كل ما في نفسه في روح الزمان، نستنشقه من عبير الكتب التي تتجسد فيها تلك الروح.
فكاتب " القاهرة الجديدة" يرسم صورة متكاملة لمجتمع يتمثل في معالم الشباب الطامح، المثابر لما بعد يومه، ومعترك الحياة يحفر فيهم مسارا ً لا يغادروه، كما حال الأقران والأتراب، يبتعد عن تقاليد الحياة الرتيبة، ويبحث في زواياها ليشير ببنانه على حقائق خفية، هواجس نابتة في خاصرة المجتمع، الذي يحتضن القلب الطيب، فأبطال روايته شباب طامح من طبقات متفاوتة، جمعهم طلب العلم في مشهد واحد، وكل شاب منهم تعتمره قناعات تشكل وعيه ورغباته، جسد واحد لأربعة عقول، تتجاذب كل واحد منهم ظروفا ً تختصه دون الآخر فيتكور منهم الواحد حسب ما يتعرض له، فالمؤثر فيها هو مدى الأفق الرحب الذي يطرح فيه محفوظ رغبات البشر كم من المسافات يقطعها فوق الرؤوس ليصل إلى مراده.
صورة الكتابة في رواية المصري لمحمد أنقار - شهيدة العزوزي
حظيت رواية المصري لكاتبها محمد أنقار باهتمامات كثيرة من قبل الباحثين والنقاد، نذكر منها؛ الدراسات التي أنجزها نجيب العوفي، ومحمد بوخزار، ومحمد مشبال في كتاب "الهوى المصري". ولعل السبب في ذلك ما تضمنته من آراء وأفكار جديرة بالمتابعة؛ إذ إنها جمعت بين النظر والإجراء، وفتحت أمامنا أفق التساؤل حول طريقة تشكل الكتابة في "رواية المصري" وعن مدى توافرها على معايير "الصورة الروائية". فكيف يمكن إذن التعبير عن هذه الرؤية؟ وما هي أهم الأفكار والملامح الإبداعية التي يمكن أن نستنبطها من الرواية فيما يتعلق منها بإشكال الصورة ودلالاتها؟
تشكل رواية المصري مجالاً واسعاً وخصباً لرحلة التفكير النقدي، فبالرغم من أحداثها البسيطة تحمل في طياتها بعدا تأويليا، وتتوافر على ملامح إبداعية أخرى تقتضي من الباحث إعمال النظر والتأمل، والبحث في ثنايا الصفحات عن سمات خفية سعى الكاتب عمداً إلى إخفائها، فصورة "المصري" توجد خلف حروفها وكلماتها، قصة تحكي حياة رجل عليل، كبر في السن، فأرهقه المرض، واقترب من التقاعد، اسمه أحمد الساحلي، هذا الرجل كان له صديق توفي مباشرة بعد إحالته على التقاعد، فتولد لديه إحساس بأنه سوف يلقى نفس المصير.لأجل ذلك صمم على مسابقة الزمن ومكابدة هاجس الموت، فخرج من المدينة العتيقة بحثا عن قصة مترابطة يخلد بها مدينته تطوان كما خلد نجيب محفوظ مدينته القاهرة بتصويره المتسق والجذاب.
الاتجاه نحو نقد أدبي نسائي - عبد النور إدريس
إصدار جديد للدكتور عبد النور إدريس موسوم ب" النقد الأدبي النسائي والنوع الاجتماعي (الجندر): تمثلات الجسد الأنثوي في الكتابة النسائية" عن سلسلة دفاتر الاختلاف، الطبعة الأولى، يونيو 2011، عدد الصفحات 301.
مداخل الكتاب النظرية: الاتجاه نحو نقد أدبي نسائي ( النقد الجندري)
إن الاهتمام بالكتابة النسائية يتطلب التسلح المعرفي بالقضايا "الجندرية"، بما هو الشكل الأولي للعلاقات الدالة على السلطة، خاصة أخذ الحيطة والحذر مما تنتجه اللغة من معاني تحجرت في المعجم الذكوري وفي سياقاته، فانعكست تلك الهيمنة على قراءة النص النسائي، فتمثلت المرأة هامشا في اللغة والخطاب. إن النقد الأدبي النسائي وهو يوظف مقاربة النوع الاجتماعي ينطلق من كون "الجندر" مفهوم يهيكل الإدراك والتنظيم الرمزي لسائر الحياة الاجتماعية، من خلال: الرموز والطقوس الثقافية، والمفاهيم الناتجة عن الدلالات والمعاني الرمزية الواردة في مختلف المذاهب الدينية والعلمية والتعليمية التي ترسم خريطة مختلف التمثلات من جهة، وتحدد بشكل يقيني وموحد معنى كل من الرجل والمرأة و المذكر والمؤنث، من جهة ثانية.
الحركة النسوية من حدود الهامش إلى افتعالية المركز - هاشمي غزلان
عندما أعلنت الحداثة عن وعيها الزائف المنبني على جملة تناقضات وممارسات إقصائية،وحينما أظهرت وجهها المسيج بالدمار بعد أن فشلت في تحقيق ما وعدت به عقلانيتها المفتعلة،أصيب الإنسان المعاصر بخيبة إزاء كل تلك الشعارات الواهمة خاصة بعد الحرب العالمية الثانية،فأعاد النظر في كل ما أنتجه العقل واندلعت اضطرابات عديدة في فرنسا عام 1968 امتدت إلى أجزاء عديدة من العالم،تعبر عن رفض مطلق لسلطة الآباء والسلطة المدرسية،وتحاول القضاء على كل نموذج متعال.من هنا ظهرت تيارات ما بعد حداثية وضعت كل منجزات الحداثة تحت مشرحة النقد والمساءلة،منها:التفكيكية ،مابعد الكولونيالية،الزنوجة،العبثية،النسوية........كان هدف هذه النظريات هو القضاء على اليقين والاهتمام بما هو مهمش أو قابع على حواف التحقير،وتوضيح أنه لا وجود لتفسير عقلي لكل نشاط ثقافي لا يشوبه التحيز،ولا وجود لثقافة نخبوية في مقابل أخرى دونية،ومن ثمة لا وجود لنموذج متعال لتفسير الظواهر ،وإنما التفسير يكون من داخل الظاهرة ذاتها.وهذا ما يؤكد الاحتفاء بالتعدد والتحول وإلغاء الفواصل بين الثنائيات الضدية التي أدانتها ووجدت فيها سببا للقمع والإرهاب والاستبعاد.
التأويل المُضاعَف والعكسيّ للنص الأدبي ..2/3 - فاتن نور
هذه المادة بثلاثة أجزاء تحت سقف العنوان أعلاه وسترد تباعا، وهي:
1. حول النقد ومظلته السايكلوجية.
2. حول الشعر والتأويل، وثنائية الشكل والمضمون.
3. توطئة حول نقد النقد، ومثالين عن مادتين نقديتين.
حول الشعر والتأويل، وثنائية الشكل والمضمون:
1. تعريف الشعر: قديما وحديثا، لم نحظ بتعريف مستقر للشعر، ولو سألنا شعراء اليوم عن تعريفهم له، سنحظى بإجابات تعبيرية ممتعة قد تتقارب مضامينها أو تبتعد حسب فلسفة الشاعر وفهمه. قديما قالوا، الشعر غلب على منظوم القول. أو القريض المحدود بعلامات لا يجاوزها، والجمع أَشعار، وقائله شاعر لأَنه يشعر(أي يعلم) ما لا يشعر غيره. والقول ورد عن الأزهري في لسان العرب. وعرّف قدامة بن جعفر الشعر في كتابه " نقد الشعر" بالكلام الموزون والمقفى الدال على معنى.
مثل هذه التعاريف ضيقة الأفق ومقيدة بنمط حقبة، كما أن النظم أو الكلام الموزون والمقفى ليس بالضرورة أن يكون شعراً، وهذا ما أكده قدامة في كتابه متداركا تعريفه بإبعاد سخف القول وغثاءه عن المعنى. وفي هذا الشأن قال أيليا أبو ماض : لستَ منـِّي إنْ حسبتَ الـ / ـشعرَ ألفاظاً ووزنـا.. خالفـتْ دربـُكَ دربـي/ وانقضى ما كانَ منـَّا.
لذا يطيب لنا إقتراح أفق مفتوح لتعريف الشعر يستوعب حركة الزمن والعصور ومنها عصر الحداثة. وهو (إي الشعر): لغة فنية أو فن لغوي، بسيط أو مركب، للتصوير والتعبير عن الوجود الإنساني. ( ومفردة "التصوير" حسب موقعها تعني تمثيل المؤثرات الفكرية والحسية والحدسية والروحية وتشكيل إسقاطاتها لغويا).
حوار مع الشاعر والأديب منير مزيد لمجلة الثقافة الجديدة المصرية - حاوره : نور سليمان أحمد
في أطار بحثنا الدؤوب وحرصنا الكامل على تنويع مصادر المعرفة وتسليط الضوء على أدباء وشعراء عرب يصلون الليل بالنهار من اجل خدمة الأدب والثقافة العربية ... انصهروا في بوتقة الأدب العالمي ووقفوا على شواطئه المترامية الأطراف المتعددة الاتجاهات أردنا من خلال (مجلة الثقافة الجديدة ) أن يكون لنا السبق والتفرد في أجراء حوارات هامة وتاريخية ... الهدف منها إفادة القارئ العزيز والوقوف به عند حدود الثقافة العالمية من هذه النماذج الشاعر الكبير / منير مزيد ... الذي اختص ( الثقافة الجديدة ) بهذا الحوار...
فمن هو منير مزيد ؟
منير مزيد شاعر وروائي ومترجم فلسطيني مقيم في رومانيا ، درس في إنكلترة والولايات المتحدة الأمريكية، كتب في مجال الشعر والرواية و القصة القصيرة والأبحاث الأدبية باللغة الإنكليزية والعربية ، وترجمت العديد من أعماله الإبداعية إلى لغات عالمية متعددة ، ونشرت في الصحف والمجلات في كل أنحاء العالم ، وشارك في العديد من المهرجانات الثقافية العالمية...
قراءة مختصرة في قصيدة " كأس التجلي " للشاعر منير مزيد - كوثر ملاخ
القصيدة :
على هذهِ الأرضِ سماءٌ كاملةٌ ومنسيةْ
أكبرُ من السماءِِ التي تحمِلُ بين كفَّيها الغسَقَ
في كلِّ صباحْ
تفتحُ شبابيكَ شهوَتِها لِطُيورِ الفِردَوسِ
كي تَمْلأَ الفراغَ بنَغماتِ الحُبِّ
تَعْصرُ بُخورَ المُوسيقى من نهدِها المائِيِّ
غيرَ آبهةٍ بِنزاعِ الحياةِ والموتِ
في كلِّ مساءٍ
تسمَحُ لفراشةِ قلبي بأنْ تشرَبَ رحيقَها السماويَّ