إننا نعرف القليل من المعرفة اليقينية حول حياة الفيلسوف الصيني كونفوشيوس وهو اسمه المحور باللغات اللاتينية عن أصله الصيني، والذي هو "كونغ فو زي" والذي يعني الربان، أو المعلم، أو القائد، أو السيد كونغ. يقال إنه ولد في الصين عام 551 قبل الميلاد؛ وربما كان طالباً لمؤسس الفلسفة الداوية الداو لاو تزه. وفقاً للإرث الشعبي حول كونفوشيوس، فقد بدأ الخدمة الحكومية عندما بلغ من العمر 32 عاماً، وخدم في العديد من الأدوار، بما في ذلك كوزير الجريمة في عهد الحاكم دينغ في ولاية لو. ومع ذلك، عندما بلغ كونفوشيوس من العمر 56 عاماً، تم تنحيته هو والحاكم بسبب تجاوزات ذاك الأخير، وهكذا غادر كونفوشيوس المحكمة وولاية لو، وتجوّل مرتحلاً بين ولايات الصين الأخرى لمدة اثني عشر عاماً.
ولقد قدم كونفوشيوس نفسه على أنه "جهاز إرسال لم يخترع شيئاً"، لأنه كان يعتقد أنه كان يُدرِّس المسار الطبيعي لإدراك أسس السلوك الجيد الذي ينتقل من كبار السن إلى الأصغر منهم. وفي حوالي القرن الثاني قبل الميلاد، تم جمع أعمال كونفوشيوس في تعاليم (لان يو يي [بالصينية])، وهي مجموعة من الأقوال التي كتبها أتباعه نقلاً عنه. إن هذه ليست دائماً وصايا، لأن كونفوشيوس لا يحبذ فرض قواعد صارمة. وبدلاً من ذلك، اعتقد أنه إذا عاش ببساطة بشكل مستقيم إلى الأبد، فسوف يلهم الآخرين على فعل الشيء نفسه. على سبيل المثال، أحد المقاطع القصيرة في تعاليم كونفوشيوس هو:
"لقد احترق الإسطبل عندما كان كونفوشيوس في المحكمة. وعند عودته، قد قال: "هل أصيب أي شخص؟" ولم يسأل عن الخيول".