استكمالا للحوار الفلسفي مع  المفكر الأستاذ علي محمد اليوسف، هذه الحلقة الثانية خصصناها حول التيار الفلسفي الأمريكي الأول الذي كان  فيه لوليم جيمس تاثيرا قويا مباشرا على ستة فلاسفة امريكان, في اصدارهم كتابا موحدا تحت عنوان (الواقعية الجديدة) وريثة الفلسفة الذرائعية  الامريكية..
إليكم نص الحلقة الثانية من الحوار:

س1- أ. مراد غريبي: تكلمنا في القسم الاول من حوارنا حول تيار الفلسفة الامريكية (الواقعية الجديدة The new Realasim) هل تبين لنا بمن تاثرت من فلاسفة رواد فلاسفة الذرائعية الامريكية الام , ريتشارد بيرس, جون ديوي, وليم جيمس, وأي افكار فلسفية براجماتية كانت مرتكزا فلسفيا اتخذته الواقعية الامريكية بدايات لها؟

ج1- أ. علي محمد اليوسف: في العام 1904 اصدر وليم جيمس مقالة مهمة بعنوان جذاب (هلي الوعي موجود؟) ولاقت افكار مقالة جيمس هذه صدى كبيرا وتاثيرا مباشرا تمهيديا في انبثاق تيار فلسفة الواقعية الجديدة, واعتبر الفلاسفة الاوائل المؤسسين لهذا التيار الفلسفي انهم الوريث التجديدي للفلسفة الذرائعية الامريكية ورفعوا شعار انهم المجددون لها.

1
الرابطةُ الوجودية بين الفِكْر والعاطفة تُمثِّل منظومةً معرفيةً في تاريخ المعنى الإنساني بكُل تحوُّلاته الذهنية وتَجَلِّياته الواقعية ، ومَاهِيَّةً كامنةً في فلسفة العلاقات الاجتماعية بكُل أنماطها الحياتيَّة وتفاعلاتها الثقافية . والفِكْرُ والعاطفةُ لا ينفصلان في السُّلوك الواعي في المجتمع ، لكنَّهما يتجسَّدان وَفْق أشكال لغوية رمزية ، ويَظهر تأثيرُهما في تفاصيل الحياة اليوميَّة ، وظُهورُ الأثر لا يَستلزم بالضَّرورة ظُهورَ المُؤثِّر . وهذا يعني أنَّ الفِكْر والعاطفة يتَّخذان صُوَرًا أخلاقيَّةً مُتعدِّدةً ، وتصوُّراتٍ قائمةً على الإشباع الرُّوحي ، من أجل تحقيقِ التوازن في داخل الإنسان ، لِيَمْلِكَ القُدرةَ على التَّكَيُّف معَ البيئة الخارجية، وتحقيقِ السلام بين الإنسان ونَفْسِه ، لِيَمْلِكَ الشجاعةَ على عَقْد مُصالحة دائمة معَ نَفْسِه ومُجتمعه . وإذا لَم يتحقَّق السلامُ الداخلي في كَينونة الإنسان الوجودية وكِيَانه المعنوي ، فَسَوْفَ يظل ثائرًا ضِدَّ نَفْسِه ، وناقمًا على مُجتمعه . وتحقيقُ التوازن في داخل الإنسان يعني الوصول إلى حالة الاتِّزان بين الأشواق الروحية والأنظمة الاستهلاكية، وهذا مِن شَأنه إعادة الزَّخم العقلاني إلى النشاط الاجتماعي. وكُل عُنصر فكري يَملِك تأثيرًا مُبَاشِرًا على حياة الإنسان الداخلية والخارجية، هو عاطفة مُغلَّفة بقوانين التفاعل الاجتماعي روحيًّا وماديًّا ، مِمَّا يدلُّ على أنَّ العاطفة هي الأساس الوِجداني للفِكْر ، والباعثة له ، والمُحرِّضة عليه . وَدَوْرُ تاريخ الفِكْر في الأنساق الحياتيَّة أن يَكشِف عن طبيعةِ العاطفة ضِمن قواعد المنهج العِلْمِيِّ ، ومَدى تأثير العاطفة في خصائص السلوك الإنساني ، وكيفيَّةِ انبثاق مَنطق اللغة الرمزي مِن حركة الإنسان في المجتمع على الصَّعِيدَيْن الفكري والعاطفيِّ .

" أن الهدف الأساسي للتعليم هو التعهد من النهاية الصحيحة بالتعرف على العالم، وهو الهدف الحقيقي لجميع أشكال التعليم. "
ها هو فيلسوف التشاؤم بامتياز! تتميز فلسفة آرثر شوبنهاور بأكملها بالفعل بالاعتراف بالطبيعة المأساوية للوجود البشري. وفقًا للمفكر الألماني، نقضي حياتنا بأكملها في مطاردة شيء ما ثم آخر ، بدءًا من الرغبة والحرمان إلى خيبة الأمل التي يولدها التملك دائمًا. كتب: "الحياة تتأرجح، مثل البندول من اليمين إلى اليسار ، من الألم إلى الملل". برنامج ممتع، أليس كذلك؟ يكفي أن نقول إننا لا نستطيع أبدًا أن نحقق السعادة الدائمة وأن كل إشباع هو وهم ... يجب أن يقال إن الوجود الذي يقوده شوبنهاور بنفسه أعطاه شيئًا لتغذية استياء معين. كان شوبنهاور يشعر بخيبة أمل عميقة في شبابه من "إسهاب" فلاسفة الجامعة الذين اتهمهم بـ "إفساد الذكاء" ، حيث قام بالتدريس حوالي عام 1820 في جامعة برلين: ولكن على عكس هيجل ، الذي كان أيضًا أستاذًا في نفس الوقت الذي كان فيه ، اجتمع تعاليمه هناك ... لا يوجد صدى. لم يكن أكثر نجاحًا من خلال منشوراته في المكتبات ؛ عانى شوبنهاور مما اعتبره ظلمًا وفي عام 1831 تقاعد إلى فرانكفورت ليعيش كناسك.

المقدمة
السؤال المطروح هو أنه إذا تم حله بشكل مناسب ، يجب أن تتلقى الفلسفة العليا شكلاً محددًا منه ؛ إذا كانت الطريقة التي يمكن من خلالها الحصول على أعلى درجة ممكنة من اليقين في هذا النوع من المعرفة ، وإذا كانت طبيعة هذا الإقناع المدرك جيدًا قد تم ترسيخها مرة واحدة ، فبدلاً من التناقض الأبدي للآراء والطوائف المدرسية ، قاعدة ثابتة في طريقة التدريس ستعيد رؤوس التفكير إلى الجهود الموحدة بشكل معصوم ، بنفس الطريقة التي استبدلت بها طريقة نيوتن في العلوم الطبيعية التشتت في الفرضيات الفيزيائية بعملية معينة ، والتي تشكل الخبرة والهندسة أساسها. ولكن ما هي طريقة المعاهدة نفسها التي يجب أن نظهر فيها الميتافيزيقا درجة اليقين الحقيقية، والإجراء الذي يجب اتباعه لتحقيق ذلك؟ إذا كان هذا المعرض ميتافيزيقيا بالفعل، فإن الحكم الذي يقرر أنه غير مؤكد مثل العلم الذي يدعي وضع أسسه حتى الآن قد انتهى، وفقد كل شيء. لذلك سأتحدث عن بعض المبادئ التي توفرها التجربة، والعواقب المباشرة التي ستنجم عنها ستشكل موضوع أطروحتي بأكمله. لن أتخلى عن نفسي لمذاهب الفلاسفة، الذين يشكل عدم اليقين عندهم سببًا لحل المشكلة؛ ولا للتعريفات التي غالبًا ما تكون مضللة. ستكون الطريقة التي أستخدمها هنا بسيطة وحذرة: إذا كان هناك شيء غير مؤكد لا يزال بإمكاننا العثور عليه، فسيكون ذا طبيعة تجعله يخدم فقط في التفسير، ولكن ليس للأدلة.

مفتتح
جاء هذا الحوار الخاص حول اهم خصائص الفلسفة الأمريكية المعاصرة ( النشأة و التطور، الأعلام و الرواد  ثم المباحث و التحولات) ضمن مسار ضرورات مقاربة أهم التيارات الفلسفية المؤثرة في المشهد الفكري و الثقافي العربي المعاصر، حيث كان لنا هذا اللقاء مع المفكر والباحث الفلسفي الاستاذ علي محمد اليوسف، كونه تناول موضوع الفلسفة الغربية المعاصرة بعمق و كان مسحا متفردا لأبعاد تياراتها في العديد من كتاباته، وبهدف تعريف القارىء العربي اين وصلت الفلسفة الذرائعية الأم أمريكيا في تداخل تياراتها المتجددة المعاصرة، في المقدمة  الفلسفة الذرائعية الواقعية الجديدة. التي ارتأينا البدء منها عبر الاسئلة التمهيدية التالية  كحلقة أولى:

س1- أ. مراد غريبي: كمنطلق لحوارنا حول الفلسفة الذرائعية الأمريكية، بعد استلام الفلاسفة الاميركان راية فلسفة اللغة من الفلاسفة الفرنسيين تحديدا، هل كانوا متجاوبين مع قاعدة أن مبحث التحول اللغوي في الفلسفة هو الطريق الوحيد الذي بقي امام الفلسفة المعاصرة في محاولتها تصحيح المسار الخاطىء لتاريخ الفلسفة؟

" الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي يرفض أن يكون على ما هو عليه"
ألبرت كامو، الإنسان المتمرد، 1951
ما هو التمرد؟ يبدأ التمرد عندما يرفض الفرد قبول موقف يعتبره، عن حق أو خطأ، غير عادل. وهكذا فإن الطفل الصغير الذي يرفض الذهاب إلى الفراش هو بالفعل، بمعنى ما، فيما يسمى بـ "روح التمرد"، لأنه يعترض على نظام قائم، والذي يرفضه باسم الفكرة التي لديه، بلا شك. مرتبكًا جدًا ولكن أيضًا بصدق شديد، من مصلحته الخاصة، وبالتالي يعاني من شعور بالظلم. لكن تمرد الكبار يختلف عن تمرد الأطفال فقط من خلال شدته، وأهدافه وعواقبه، ولكن ليس من خلال الشعور بالظلم. وهذا هو السبب في أن التمرد ليست عصيانًا فحسب، بل هو مصحوب، في شكل وتحت آخر، بمطالب، لأنه ينوي إنهاء "النظام" الذي يعتبر غير عادل. " الانسان متمرد؟ هو الانسان الذي يقول لا "، هكذا قال ألبير كامو في الانسان المتمرد. لكن كامو يضيف على الفور أن الانسان المتمرد يقول أيضًا "نعم"، بمعنى أنه يسعى إلى تقديم شيء ما والحفاظ عليه، مثل الحقوق أو الكرامة أو ببساطة حريته. لكن من خلال الدفاع عما ينوي الحفاظ عليه بهذه الطريقة، يخاطر المتمرد أحيانًا بخسارة أكثر من ذلك بكثير، حتى حياته في حالات معينة: سيقول على سبيل المثال "ان يعيش وافقا بدلاً من الموت خاضعا على ركبتيه"، لا يزال كامو يتذكروتذكرنا بذلك حياة المتمردين العظماء الذين كان سبارتاكوس أو توسان لوفرتور واحدة منهم، فإذا كان كل تمرد ناجم عن رفض الظلم، فهل هذا يعني أن كل تمرد شرعي؟ على الاغلب لا. يمكن أن يحدث بالفعل أن يتمرد الناس باسم مصالحهم الخاصة وضد المصلحة العامة، أو على الأقل دون الاهتمام بالمصلحة العامة، وهو بلا شك لا يخلو من تبعات على شرعية تمردهم.

قد لا يكون من السهل الخروج من المونولوجات الخاصة بنا، لذا فليس من العبث التساؤل: ما هو الحوار؟ هل هو تبادل الأفكار ببساطة عن طريق الدفاع عن وجهة نظرك دون محاولة فهم وجهة نظر الآخر؟
لا أستطيع أن أفهم ما يقوله الآخر إلا إذا استرجعت في نفسي ما يقوله، لكن في التحليل النهائي، أنا دائمًا من يعطي معنى لما يقال، والذي يبدو أنه يعني أنه في نهاية اليوم، بعد كل شيء، أنا أسمع صوتي فقط، وليس صوت الآخر. لذا فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان بإمكاني التفكير في أفكار أخرى غير أفكاري، إذا كان بإمكاني تعلم أي شيء من الآخر، وكيف يمكن أن يكون ذلك ممكنًا. هل يمكننا الحوار دون بذل جهد لجعل أفكارنا مفهومة للآخرين، بمعنى آخر، دون الاتفاق على المعنى الذي يعطيه كل واحد للكلمات التي يستخدمها، أي دون تحديد ما هو موضوع السؤال؟ وهل ينبغي اعتبار هذا العمل المشترك للتعريف بمثابة إعداد شاق للحوار أم أنه حوار بحد ذاته؟ باختصار، هل يمكننا حقًا التبادل دون تغيير ولو لبعض الوقت فقط؟

 1
البحثُ عن مصادر السُّلطة المعرفية في هَيكلية العلاقات الاجتماعية، يعتمد على تراكيب الظواهر الثقافية، ويستند إلى أبعاد الرموز اللغوية . والسُّلطة المعرفية _ باعتبارها قوة المعنى الشرعية التي تُوجِّه الوَعْيَ الإنساني نَحْوَ السُّلوك الاجتماعي _ تُمثِّل الأساسَ الفلسفي للرابطة الوجودية بين إرادة الإنسان وقُدرته على تنفيذ إرادته على أرض الواقع . وإذا كانُ الوَعْيُ نابعًا مِن التأمُّل في الذات الإنسانية والطبيعة اللغوية والبيئة الاجتماعية ، فإنَّ الإرادة نابعة مِن التأمُّل في مفهوم السِّيادة وماهيَّة الانتماء وحُرِّية التفكير . والإرادةُ لا تقوم إلا على الوَعْي ، لأنَّ الوَعْي هو التعبير الباطني المنطقي عن قُدرة الإنسان على الإحساسِ بأعماقه الروحية وتصوُّراته الفكرية الداخلية ، وإدراكِ مُكوِّنات المُحيط الخارجي . وإذا وصل الإنسانُ إلى مرحلة الإحساس بذاته وإدراك عوالمها المنظورة وغَير المنظورة ، فإنَّه سيمتلك الوَعْيَ الحقيقي لا الزائف ، مِمَّا يَجعله قادرًا على تفسير العلاقة المصيرية بين كَينونته المركزية وشخصية المجتمع الاعتبارية ، فيصبح فاعلًا أخلاقيًّا في الأحداث اليوميَّة ، ومُنفعلًا بالأحلام والذكريات ، ومُتفاعلًا معَ مَدلولات رمزية اللغة التي تُصدِر أحكامَ القيمة على الأشياء والعناصر . وبالتالي ، يَمتلك إرادته كاملةً ، وتُصبح أفكارُه ذات سِيادة على الأزمنةِ التي تعيش فيه ، والأمكنةِ التي يعيش فيها . وهذه السِّيادة لا تعني حُبَّ السَّيطرةِ والاستحواذ والاستغلال ، وإنَّما تعني قُدرةَ الوَعْي الإنساني على تحديد معالم الطريق العقلاني في الحياة : الإرادة والمُريد والمُراد . وبعبارة أُخرى : التصميم على أداء الفِعْل ، والفاعل ، والهدف المَنشود .

في مطلع تسعينيات القرن الماضي، ومع سقوط جدار برلين وتفكُّك الاتحاد السوفيتي وسقوط الأنظمة الشيوعية، ساد تفاؤل عارم في الغرب بانتصار مُظفَّر ونهائي لليبرالية الغربية، لا سيما مع دخول العديد من دول "الكتلة الشرقية" (دول الشرق الأوروبي الشيوعي) في النظام الديمقراطي الليبرالي، مصحوبة بتأييد جماهيري ضخم وترحيب عالمي واسع، فيما عُرف تاريخيا بـ "الموجة الثالثة للديمقراطية".
أتى عقد التسعينيات إذن بوصفه عقد التفاؤل والهدوء العالمي والحلم الأميركي، فبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، القطب الدولي الأيديولوجي المضاد لواشنطن، اختفت صورة الحروب الكبرى من الأذهان، واختفت معها الانقلابات العسكرية المُدبَّرة والحروب الأهلية والصراعات السياسية الجذرية اختفاء شبه تام. وقد طُبع ذلك العقد في الذاكرة العالمية بالتفاؤل والهدوء، خاصة في صفوف مَن نشأوا وتَشكَّل وعيهم أثناءه، ومن ثمَّ باتت التسعينيات مناط الحنين لأيام لم ينشغل الفرد فيها إلا بهمومه الفردية والخاصة، مع لا مبالاة بأخبار السياسة والحُكَّام.

" الهاجس المتمثل في البحث عن أسلوب جديد للتفلسف، يزيح التراتبية التقليدية بين الفلسفة و الأدب." ( مصطفى لعريصة، مدارات الذات، ص 33)
في معنى الفيلسوف؟
من الجميل أنه يحق لنا – نحن القراء العاديون – طرح هذا السؤال، أعني سؤالا بمثل هذه السخافة، لا يستطيع الفيلسوف ان يورط نفسه في مثل سخافة هذا السؤال، أي أنه لن يستطيع طرح هذا السؤال الا من ليس من الفلسفة في شيء.
الفيلسوف كائن حذر، كائن يكره الحماس، والناس العاديون مثلنا فقط يتحمسون، وينطلقون من دون أدنى درجة حذر. إن أي كائن ليس حذِرا هو كائن فاقد لكل أسباب الفاعلية والحياة.
لماذا نستطيع التحدث عن الفيلسوف، بكل بساطة لأننا لسنا فلاسفة، ثمة حرية رائعة في الامر، أن نستطيع التحدث عن هذا المخلوق العجيب، لسنا سوى اطفال يحركنا خيالنا ونحن ننظر عن بعد الى ظل هذا المخلوق الغرائبي. حتى إننا نستطيع ان نعيش ايامنا ونسير في عالمنا المعاش شبه جازمين انه ليس ثمة مخلوق بهذا الاسم، ليس هناك كائن بهذا الوصف. فيلسوف!

من الكلمة اللاتينية Alienus ، "الأجنبي" ، مشتق من aliud ، "الغريب". هذا المصطلح له في الأصل معنى قانوني: الاغتراب هو العطاء أو البيع. يستخدمه روسو بطريقة متناقضة في البداية لإدانة العبودية، ثم بشكل إيجابي للدلالة على الوصول، من خلال التبادل المتبادل للحريات، إلى مجتمع قانوني قائم على الإرادة العامة. يأخذ الاغتراب معنى أكثر فلسفية عند هيجل، الذي يستخدمه لوصف الحركة الديالكتيكية للوعي على أنها "ممر ضروري إلى الآخر" أولاً من خلال تقديم نفسه على أنه شيء بسيط، ثم بجعل نفسه غريبًا عن نفسه. هذا المصطلح مأخوذ من قبل خلفاء هيجل: فيورباخ ، مفكر الإلحاد ، يوضح كيف أن الإنسان "ينفر نفسه" من خلال نقل صفاته إلى الله. ماركس، من جانبه، يرى في الاغتراب الاقتصادي للبروليتاري خاليًا من الوعي الطبقي واستغلاله في عمله كاستراتيجية لنمط الإنتاج الرأسمالي من أجل الاحتفاظ بسلطته.