استفقت من النوم على نهيق حمار يشق صمت الفجر،ويزعج الكائنات وهي تستقبل يومها الجديد، لبست ملابسي وخرجت استجلي حقيقة الأمر وإذا بالجحش قط اقتلع وتد رباطه و انطلق يعبث بمزروعات الجيران يأكل ما استطاع أكله وبكسير ما استطاع تكسيره بفضل الحبل المربوط برجله والوتد المسحوب خلفه ، ولأنه جحش غر ؛ راح يكر ويفر ، يقبل ويدبر،في حالة من الفرح والمرح كأنه في يوم عرسه، أو كأنه يصارع الغيلان على جبهات متعددة في الأرض والجو وقد استشعر قرب انتهاء المعركة لصالحه،كان يجري ثم يميل برأسه إلى الأمام ويضرب الهواء بخلفيتيه ويرفعهما حتى يعتقد الرائي انه سيقوم بحركة جمبازية في حالة من النزق عجيب.
ورحت أقترب منه شيئا فشيئا، ابغي مخاتلته والإمساك به و إعادته إلى مربطه ، ولكنه كان في ريعان شبابه ، وفي عز قواه العقلية، فكان يدرك ما أبغي ، فيعاكسني بمراوغة ، ثم ويدبر يحييني بخلفيتيه وعندما يبتعد يلتفت إلى ويهز رأسه إلى أعلى وأسفل وكأنه يقول لي هيا نلعب ..
وبينما أنا أفكر في حيلة انهي بها المعركة لصالحي ، وإذا بسيارة القايد الميلود تقف بجانبي فتعوذت بالله من شر هذا اليوم وتوجست خيفة ، أعوذ بالله.