كم تشبهين شمس هدا الصباح
كم تشبهين دفئها الذي يتسرب في أضلعي .. فتنتابني أحاسيس الشوق إلى عمر من الأحلام
تفاصيلك زحمة من الاعتقادات بأنك تفردت بألوهية الأنفاس واستحوذت على خارطة الوقت وذاكرة الأيام
صباحك سكر .. صباحك عطر خلقته المصادفات الرحيمة والتناقضات الجميلة
صباحك ورد وزهر وباقات أمنيات..
أيمكنك أن تبقي هادئة بلا حراك.. البسي روح الجوكندا ..استعيري روح التماثيل الأسطورية
دعيني أرسمك بأنفاسي بنظراتي دعيني أخلقك من جديد على مزاجي
الــبــطــاقـــةـ قصة : محمد الفشتالي
انسابت العين تتملى عن كثب الرغبات الجامحة في منحوتات موقوفة عند بهو الاستقبال، وإذا أبي أسمع الرجل الأسود يرحب بي أيما ترحاب. كلمته تسبقه كلحن في أغنية. شعرت بزهو خاص وأنا أرى ما يحيط بي كأنما أفرد لي وحدي. على جنبات البهو الباهر انتصب وجه فيروز، ونيفرتيتي، وعمر بن الفارض. نعم عمر بن الفارض كما خاله جبران. ووجه مارلين مونرو، ومايكل مور، والدبوز أيضا. وتصعد معي في كل خطوة أخطوها تحف من الماضي: حقل القمح. امرأة جالسة. عين الصمت. رجل بأدراج. وأخرى نادرة حالت صعقتي دون تعرفها، صعودا صعودا على بساط لونه بخيوط الشفق يدغدغ الكعب. الممرات إضاءتها طالعة بخارا. ونازلة نثارا بين نباتات خضراء سامقة الأوراق. كل شيء أخاذ أخاذ، بل الأشياء جميعها كاملة بدون أنصاف ولا أرباع.
الرجل الحمار ـ قصة : المصطفى المغربي
جاؤوه تلك الليلة بامرأة،هي أول امرأة سينفرد بها في حياته،فقد زوجوه أخيرا بنت قدور المش(القط) من الدوار المجاور،لم يسبق له أن رآها ،فقط لما تكلمت أمه في الموضوع صار يسألها عنها،فكانت تجيبه:
امرأة و السلام،ماذا تريد أكثر؟
في تلك الليلة استحم مع أقرب صديقيه في حمام المدينة،و عاد إلى البلدة قبل المغرب بقليل،عاد بلباس العرسان،جلباب و بلغة.استقبل بحفاوة الملوك،بطيب الزهر و الحناء و الحليب و التمر و البيض المسلوق ،فهوسلطان العزارة(العزاب) تلك الليلة.
جاؤوه بها بعد العشاء بقليل ،أدخلوها كوخ الزوجية ،انفردت بها في البداية ثلاث نسوة مجربات في الحياة، عادة ما تكون العمات أو الخالات ،أعطينها نصائح و تقنيات محددة لمواجهة الرجل لأول مرة على انفراد، وذلك من أجل أن تسيل الدماء و بأي ألم.
حلم شبقي ـ نص : مستور صابر
رآها في سقوط الندى على وريقات الشجر المنحني إجلالا لنسيم الصبا المنبعث من أنفاس الصباح المتوج بلآلئ النور الأتي من شمس تربعت على سماء أثثها شفق ماج في احمرار سال كجدول خمر في نهر الجنة المتدفق من منابع اللذة المسيجة بزهور رسم على أوراقها خطوط تحكي قصص لم تكتمل بعد.
هي ذي صورتها يحملها خيط الماء, مر بها على ربوع وربى في تلابيبها يعبق لحن الحياة, تابع بخطى حذرة انسياب صورتها حاول أن يمسكها تلاشت واستحالت ماء انسل من بين أنامله, رأى انعكاس دمعته في خاتمه أجهش بالبكاء فأحس بغصة تكاد تخنقه, مسح دموعه, وتابع البحث عن صورتها فجأة أحس أنه ينتزع من هذا المشهد, يمحى من هذا الرسم الجميل حاول جاهدا, أحس أنه يشفط من اللوحة , تمسك بغصن شجرة لم يستطع التحمل, فضاع منه الحلم.
الأجنحة ـ قصة : سمير رايس
اتسعت رقعة الأسى..
ركضت حتى آخر الشارع المفضي إلى الميناء..لم أر غير بواخر السلع القادمة من الموانئ البعيدة.. ترسو كجبال شاهقة...
على طرف العوازل الحديدية تربع سكير يحتضن زجاجة نبيذ رخيص...كان ثملا لايقوى على رص الحروف بعضها لبعض..يمدها كمن يحتضر..
" أبو نواس كان شاعرا وحكيما ...وسكيرا..."
يا أنت المرمي على الأرصفة النتنة...مالك ونشواها ودبيبها...
أغرتني الفكرة...خطر لي " عبد القادر الكندي"..كيف يغني بصوت جميل حين تسكره نخلات الشواطئ المزيفة..
همسات تصرخ ـ قصة : محمد السلاسي
تترعرع الثواني لتصير دقائق ساعات أياما بل شهورا و سنوات تمضي داخل هذه الزنزانة الموصدة.... هنا حاول بعض المخبولين مثلي أن يجعلوا معنى لحياتهم فأخذوا يحاربون طواحين الزمان بينما تجري كل العقارب عكس اتجاهها.
كل لحظة يبتلع الماضي حاضرنا فيجعله ماضيا ثقيل الخطوات يلاحق خطوات مستقبلنا في شارع الحياة... يتنبأ العقلاء ؟؟ بل المجانين بلحظات مجد... يتصيدون الدلائل في مقولات العلماء؟؟بل الدجالين فالدجل في بلادي علم قائم بذاته يتاجر بالوهم والمأساة .يرددون التمائم الشيطانية بجهالة وابتهال وأمل في رفع الحجاب واستشراف المجهول... هذه هي خفافيش الجهالة, تنصب شركها المرقع بخيط رفيع من سحاب الوهم و ترسم في الفراغ عالما من أهوائها مرصع بدرر الرغبة ومعاناة الجهل... فتجري لتقبل الحقد والكراهية بنهم...
في انتظار القطار ـ قصة : عوني مروان
مع أولى الخيوط الذهبية لشمس النهار الموالي مضى الغلام هائما لا يلوي. اليوم بَانَ الحق. تبدت له أشعة النور ساطعة إبان الصباح اللطيف مما يُنذر بيوم حار يحمل معه عناء ومشقة. وأية مشقة!؟ أَتبلغُ مَداها لتضاهي المشقة التي يتكبدها صاحبنا في نفسه الملتاعة بنار أَبَتْ إلا أن تلتمس لها الزيت مهدئا. فانتشر لهيبها في الأفق مناديا السماء أن اقطعي أوصال الانتظار بين الغلام و ماضيه الذي يأتي ولا يأتي. هو قبسٌ من نور أضاء في لحظة غفلةٍ محيطه الغارق في السواد واستمر وَهَجُه رغم حلكة الليل البهيم. هي الزهراء بعينيها الغجريتين وروحها المخملية. الانتظار من أقسى لواعج الدهر التي تقض مضاجعنا بآلام خفية بارزة قاتلة. قال في نفسه: "وأنت يا هائم! ؟ ما الذي ترجوه من موضعك هذا أمام محطة القطار.. بل ما الذي كنت ولازلت ترقُبُه من مجلسك حذاء محطة العمر؟ !" فَكَّرَ: "يبدو منظرنا مثيرا للغرابة والاشمئزاز ونحن ننتظر شيئا لم يكن من البداية ملكا لنا. ولكن، إن لم تكن الزهراء ملكا لروحي، وقبسا شرعيا من نورانيات عقلي، فلمن تكون إذن؟"
ستعرف ما بيننا ـ نص : ضحى عبدالرؤوف المل
طردت هواجسها خارج مُخيلتها، انتظرت ان تري عينيه قبل ان يمسح مَخاوفه عن أجفانه، فيقينها أكبر من شكّها حين تسرَّبت الوساوس لعقلها..
داعبت خصلات شعرها في ليل امتد سواده وغطّت عتمته وجه القمر.. مسحت غبار الزمان عن أوراقها البيضاء، كي تُكمل حكاية حُبّ لم تنته، بل بقيت عالقة بين خطوط الزمان والمكان!. لأن دهشة القدر صنعت خوفاً من الحُبّ، خوفاً جعلها قادرة علي متابعة الحياة دائماً..
لم تسمعه وهو يُثرثر، بل شعرت كأنّ عصافير الكون تُغرّد، كأنها تعزف سيمفونية البقاء والخلود، كأن الربيع يُزهر ويمدّ كفّيه سهلاً وجبلاً، لتمشي بقامتها الطويلة بين الخُضرة وأزهار البنفسج، تضم ورودها الذابلة بين كفّيها، كأنها تَنثر عطرها قبل الموت علي بصمات كتبت وداعاً وصمتاً غالباً!. رغم صوت الريح خارجاً وهي تُزمجر غضباً من حدث كانت متأكدة منه قبل حدوثه!..