يفسح״ ميشيل״ كلبه ״ البيرجي ״ على رصيف الشارع الرئيسي . ودون سابق إنذار يرفع الكلب إحدى رجليه .
شرْ رْ رْ رْ !! ينساب الماء بين قدمي نصب الزعيم٬٬ يفيق الرئيس مذعورا يظن أن الأمر يتعلق بمحاولة للإطاحة بعرشه٬
يركل الكلب ..إبن الكلب ..تطوح الركلة ب״ المجحوم״ عاليا !..عاليا !.. تتلقفه أحضان الإسفلت ..لكن بدون برد ولا سلام .
يحاول أن يحتج ٬ يطالعه وجه الرئيس غاضبا٬ يغص حلقه بالنباح كما غصت حلوق ملايين رعايا الرئيس بالإحتجاج في حياته .
يعود الزعيم إلى وقفته المهيبة ممتشقا سيفه الملطخ بدماء أبرياء شعبه .
العابرون في الشارع الرئيسي- الذي هو بإسم الرئيس- يمشون مطرقين ٬ غير آبهين بما يفعله كلب״ ميشيل״ في الشارع
الرئيسي ٬ يستغرقهم التفكير في كيفية تحصيل المواد الأساسية في ظل إرتفاع أثمنتها . لكن في آخر الشارع ينتصب
المختار״ لقرع ״ بائع النقانق خلف عربته ٬لا تبدو منه إلا رأسه المليئة بالمقالب ...يحك فروتها تتطاير القشرة منها ٬يتابع المختار
كلب ״ المسيو ميشيل ״ الذي يمر أمام عربته مجرورا من طرف صاحبه . يخرج المختار عن صمته حينما يتجاوزه الكلب
وصاحبه ״ آه ! الكلب أكبر من مولاه!! ״ .