
متجهما؛ دلف إلى البيت...لم يكلم أحدا وانصرف الى وحدته في غرفته الصغيرة...لم يكلم زوجته و لم يكن بد من الكلام.
(سقط الرجل )
هكذا كان يقول ... قضِي فيه الأمر وانتصرت هزيمته ... تبدد فيه العجز وأخرج له العمرُ كل الفاجعة.
عاد منهكا..لا تترتب عنده كلمة واحدة ولا تسوده إلا الفِكرُ السوداء.
تاه في الهاجس ..كيف سيذهب للعمل... كيف سيدخل من باب الموظفين... كيف سيدخل مكتبه
كيف سيلقى رواد المقهى في العشِية.... لن يتحمل شماتة إبراهيم ...و ضحك المنذر و استهزاء عبد القادر..وصالح....كان يتأوه من الألم.
( سقط الرجل )
هكذا قال مرة أخرى..تعقدت أساريره وتجهم وجهه ... حلف إن كلَّمته زينب أن يسبَّها وأن يطلِّقها
...كان يريد ان يصيح وان يصرخ وأن يضع رأسه في ماء باردٍ...كان كمرجلٍ يغلي، ... بركاناً يتأهَّب
لإطلاق ناره...ارتعش...عمي...صَمِيَ1...أزبد ...أرعد...كاد من الغيظ ان يكسر معصمه وهو يدقُّ الحائط
(سقط الرجل ..)...هكذا قال مرة أخرى