جذبت احتجاجات زيمبابوي خلال الأسبوع الماضي، وفي السودان -المتصاعدة منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي- اهتمام حركة القراصنة النضالية العالمية "أنونيموس" (Anonymous).
فقد لجأت كلتا الحكومتين إلى إغلاق الإنترنت لتقييد المواطنين ومنعهم من التحدث بحرية في وسائل الإعلام الاجتماعية وغيرها من منصات الإنترنت.
ولهذا، واعتبارًا من 19 يناير/كانون الثاني الجاري، تعرضت بعض المواقع المرتبطة بحكومة زيمبابوي (مثل بنك زيمبابوي الاحتياطي) لهجمات متقطعة نتيجة هجوم (DDoS) "الحرمان من الخدمة الموزعة" كجزء من احتجاج أنونيموس على قطع الإنترنت.
أما حكومة السودان فهي لا تزال تعاني من عواقب هجمات مماثلة منذ أوائل يناير/كانون الثاني 2019.
هجوم "دي دوس" يتم من خلاله إغراق شبكة أو نظام حاسوب بحركة مرور (بيانات) ضخمة لفترة زمنية طويلة؛ مما يسبب عجز الخوادم على تلبية هذه الطلبات، فتنهار هذه المواقع الحكومية، ويستخدم غالبًا هذا الهجوم كشكل من أشكال الاحتجاج من قبل المنظمات، وهو يختلف عن الاختراق أو تشويه الموقع.
أنونيموس ووسم افتحوا السودان
ونتيجة لذلك، ظهرت وسوم مثل: #OpSudan، و#OpZimbabwe، التي تتحمل مسؤولية هذه الهجمات وتدعو الحكومتين لفتح الإنترنت.
ويعتبر لورين سينارو أحد أعضاء فريق أنونيموس في أفريقيا، حيث شارك سابقا في دعم مظاهرات الكونغو، كما تشير المشاركة السابقة في #OpCongo وعمليات أخرى خارج أفريقيا.
وفي حوار أجراه معه موقع "أي أفريقيا" تحدث سينارو عن الهدف وراء وسوم السودان وزيمبابوي.
وأكد لورين سينارو في بداية الحوار ارتباطه بحركة أنونيموس، حيث قال "نعم، أنا مرتبط بحركة أنونيموس العالمية، وهي ليست مجموعة، إنها فكرة. لذلك لا أستطيع تحديد دوري داخل أنونيموس.. أنا أبذل قصارى جهدي للمساعدة في العمليات ومحاربة الظلم".
وعن هجمات "دي دوس" التي تعرضت لها مواقع حكومية في السودان وزيمبابوي، أوضح عضو أنونيموس أن الهدف هو إغلاق هذه المواقع الحكومية كنوع من الاحتجاج على الحكومات لإغلاقها الإنترنت وتضييقها على حرية الإعلام. وهم يقومون بذلك على المواقع الحكومية والبنوك لمساعدة شعبي زيمبابوي والسودان عن طريق هجمات منسقة من مجموعة أشخاص.
حالة الثورة
وفي سؤال عن ارتباط الحركات السابقة بحكومات أو جهات سياسية عالمية أو أفريقية؛ أكد سينارو أنه ليست لديهم أي ارتباطات سياسية على الصعيدين العالمي أو الأفريقي، وأن الدافع الوحيد لهذه الهجمات هو حالة الثورة الموجودة في هذه الدول وحاجة الشعبين للمساعدة.
ويضيف أن العمليات ستستمر حتى توقف حكومتا السودان وزيمبابوي قمع الثورات لديهما، ولا يعود شعبا السودان وزيمبابوي بحاجة لمساعدة أنونيموس.
وعن مدى رضاه عن أداء العمليات، أوضح سيبنارو أن الأهداف الجزئية للعمليات تحققت، ولكن لا يزال هناك عمل يجب القيام به. ويشير إلى أن جميع الحكومات الأفريقية الفاسدة هي أهداف مشروعة لهذه العمليات، ولا يوجد تركيز على دول معينة.
ويقول سينارو في ختام الحوار إن هذه الهجمات لا تؤذي الناس، عكس ما تصوره البرامج الإعلامية والحكومات، التي تحاول تصوريهم كمجرمين، في حين هم مقاتلون من أجل الحرية.