(الانسان هو المكان الوحيد الذي يتجمّع فيه الإله) ماكس شيلر
تعريف
ماكس شيلر (1874 – 1928) أحد فلاسفة الحياة (1900- 1950) في بداية نشأته، وفي مرحلة لاحقة أشتغل على فلسفة فينومينالوجيا هوسرل محاولا تطويرها بمفهومه الفلسفي الخاص به.وفي سنوات شبابه وقع شيلر تحت تأثير أستاذه (أيكن) أحد فلاسفة الحياة الذي كان أهتمامه منصّبا حول حياة العقل، بأختلاف عن فلاسفة الحياة مؤكدا على مركزية العقل ومحوريته في الفهم المعرفي والوجود الذي ينكرونه عليه فلاسفة الحياة. من المهم التنبيه الى ان ماكس شيلر لا يؤمن بوحدة الوجود التي هي نزعة صوفية كما هي عند اسبينوزا. كما ان ماكس شيلر لا يلتقي مادية فيورباخ في صوفيته التاملية. والسبب ان شيلر احد فلاسفة الحياة في القرن الثامن عشر حيث يفسرون علاقة العقل بالطبيعة بمنظار اهمية العقل في ادراكه تعالق الطبيعة بالانسان.
كما تأثر شيلر لاحقا بكل من نيتشة ودلتاي وبرجسون، ما جعل (ترولتش) ينعته ب (نيتشة الكاثوليكي) حيث كان شيلر أحد المتأثرين بالقديس أوغسطين أيضا. وبحسب المعنيين بتاريخ الفلسفة الاوربية الحديثة في القرن العشرين، فهم يرونه يستحق الاهتمام الخاص به لأنه أهتم بقوة وحماسة على كينونة الشخص والعودة الى الانسان والاهتمام بقضاياه.(1)
وما يهمنا في هذه المداخلة السريعة هو التعريف بمفهوم شيلر عن العقل والمعرفة بمسح أجتزائي مقتضب غير مخّل، من حيث أن شيلر لديه أهتمامات فلسفية عديدة ،يحتاج كل مبحث منها الى دراسات مستفيضة معمّقة، فمثلا هو أهتم بعلم الرياضيات وله كتاب فيه، وأهتم بالمنطق ايضا، وبمثالية كانط وكتب فيها ، وكتب في الاخلاق، والفينامينالوجيا، وكذا في موضوعة الحب ، وفي المعرفة ، والبنية الماهوية لكل ماهو موجود منتقدا كانط فهمه الادراك العقلي للوجود، في وجوب معرفة (ما) الاشياء قبل تساؤلنا كيف نعرف الاشياء كما ذهب له كانط وفلاسفة الحياة.

تمهيد:
من جملة فلاسفة عديدين قدامى ومحدثين ممن اثاروا اشكالية حقيقة وجود العقل برز في الفلسفة الغربية المعاصرة بعدما ظل ديكارت يتخبط بين العقل المجرد الذي اعتبره خاصيته الماهوية التفكير وتزويدنا بالمعارف كما واعتبره جوهرا خالدا خلود النفس . برز في الفلسفة الغربية الحديثة ثلاثة فلاسفة اسبقهم الاسكتلندي ديفيد هيوم حينما انكر وجود شيء اسمه العقل، والاخر الفيلسوف الانكليزي جلبرت رايل ت 1976 الذي اعلن تاييده باكثر حدة وصرامة قائلا :لا يوجد عقل ابدا ولن يكون. ليقتفي اثرهما الفيلسوف الامريكي ريتشارد رورتي طبعا في تفاوت فلسفي مختلف الواحد عن الاخر ناتي على توضيح فلسفته.
العقل وماهية الادراك وتعبير اللغة
فيلسوف العقل الانكليزي جلبرت رايل (1900 – 1976) أعتمد افصاحات العقل مثل" المعتقدات، الرغبات، المواقف، النوايا، المهارات، الفضائل، حالات المزاج" 1،أعتمدها مجرد طرق واساليب استخدامات الكلام فارغا من محتوياته المضمونية في تاكيد حضور اللغة كمرتكز تدعيم محورية المعنى في التوازي مع محكومية نظام الواقع الخارجي المادي. وركنت فلسفة العقل المتعالقة مع اللغة مركزية جوهر العقل كماهية انطولوجية ....
معنى اللغة التقليدي فلسفيا هي وظيفة اللغة التاويلية كبنية نسقية داخلية في أعتماد العقل بمحدوديته الوظائفية في الوعي وتعبير اللغة. على أن التعبير الحقيقي الوحيد الذي بات يمتلكه العقل هو (المفاهيم) كمطلقات خارج معرفة العالم الخارجي الواقعي كمثل موروثات الاهتمام الاستثنائي في الابستمولوجيا، فالمفهوم لم يعد في فلسفة العقل واللغة يعوّل عليه حضوريا محوريا بدلالة معنى اللغة وفائض المعنى التأويلي الملازم لمدركات العقل في تعبير اللغة.، حينما جعلت من العقل مجردا من خاصية التجريد اللغوي الذي باتت تحتكره اللغة بعيدا عن الخصائص المعرفية التي تقوم على مادية وفيزياء العقل لتحتل اللغة مكانة الابستمولوجيا في فلسفة العقل على أنها سلوك لغوي وليست وسيلة تواصل أجتماعي ولا هي وسيلة أستحصال معارف أبستميولوجية وهو ما أعتمده فلاسفة العقل اللغوي الاميركان تحديدا.

الترجمة
"يعتبر تفكير إدغار موران استثنائيًا من نواحٍ عديدة: هائل ومتلون وغير تقليدي. بالتناوب إلى عالم الاجتماع والفيلسوف والأنثروبولوجي والنبي، فهو بعيد المنال بقدر ما لا مفر منه. إنه يسخر من حدود التأديب وأحيانًا يسخر من نفسه أيضًا. عمل إدغار موران ضخم ومتلون ويشبه، من بعيد، عمل جاك متعدد المهن. افتتح أولاً العديد من المشاريع في الأنثروبولوجيا (بمقال عن الموت)، ثم في علم الاجتماع (دراسة الثقافة الجماهيرية والشباب وتطوير علم اجتماع الحاضر)، قبل أن يكرس نفسه لمشروعه الأنثروبولوجي العظيم. من التعقيد. كما درس السينما والإشاعات وتحولات المجتمع الفرنسي وطبيعة الاتحاد السوفيتي وحياة الأفكار قبل أن يصبح نوعًا من نبي يدعو إلى "سياسة حضارية" جديدة، لكن وراء هذه الانتقائية الواضحة تكشف عن وحدة عميقة. علاوة على ذلك، ربما أخطأ موران في التسويق بتعميد أسلوبه في تفكير "التعقيد". كان مصطلح "البساطة" أكثر ملاءمة. لأنه يوجد في مقاربته للإنسان - المكونة من قوى متنوعة تجتمع معًا وتواجه بعضها البعض - كل من الإحساس بالتعقيد والوحدة العميقة.
""تغيير الحياة"، شعار الشاعر آرثر رامبو، لم يعد يمثل تطلعات الفرد اليوم بل يجب أن يكون طموح عصرنا. تواجه الإنسانية تحديًا كبيرًا: فهي تدعو إلى سياسة حضارية تفترض أيضًا إصلاحًا للحياة.

لطالما كانت المرأة محل خلاف شديد داخل المجتمعات أحادية الحقوق ، حيث تولي أهمية كبيرة للجانب الذكوري باعتباره رمز القوة و الشجاعة متناسين الدور الفعال الذي تقوم به المرأة داخل المجتمع ، غير أن عقلية المجتمعات المستبدة تنزع نحو إنتزاع المرأة من حقوقها الخاصة بها ، ذلك لأنها مجرد جسد يتأرجح بين الشهوة و المتعة. و في سياق متصل نجد الفلاسفة اختلفت نظراتهم إلى المرأة باختلاف فكرهم الفلسفي ، فكل المجتمعات تفرض على الجنسين مواقف و مهام متباينة ، و أغلبها تحاول عقلنة هذه الفوارق بالارتكاز على الخلافات الفيزيولوجية بين الجنسين ، أو دورهما المختلف في عملية إعادة الإنتاج[1].  إن موضوع بحثنا هو وضع المرأة و حقوقها و واجباتها عند كل من أفلاطون و أبيقور ، و قد يطرح التساؤل عن سبب اختيار هذين الفيلسوفين دون غيرهما ؛ أولا لأنهما يعدان معبرين عن وجهة نظر معظم الفلاسفة في عصرهما عن المرأة ، فالمرأة جزء من المجتمع و من ثم إذا قدم أي فيلسوف آراء سياسية سواء أكانت واقعية تنقل الواقع و تحاول إصلاحه، أو مثالية تعيد بناء الدولة و تقدم نظاما سياسيا تراه الامثل ، لابد أن تتعرض للمرأة ، و هذا هو حال أفلاطون وأبيقور ؛ فأفلاطون المثالي الأرستقراطي الذي كان ينبذ النظام الديمقراطي ، عندما قدم تلك الصورة المثالية لمدينته الفاضلة تحدث عن المرأة و زواجها و واجباتها و ترتيبها ، ذلك أن أفلاطون كان يعتبرها مجرد وسيلة لخدمة الدولة نفسها ، و كذلك فعل أبيقور المادي الواقعي.

حين يصبح الزمن عند باشلار موضعة ادراكية للذات معّبرا عن تجلياتها النفسية الرومانسية المحدودة بحدود مواضيعها حينها يكون الزمان أصبح خارج مطلقه الميتافيزيقي ليكون مدركا محدودا يتمثّله العقل، وقتها ايضا لا نجد أدنى غرابة في إعتبار باشلار تأملات النفس حول ما يطلق عليه حتمية إندثار الانسان بالموت، التي عادة ما تنفر النفس من مواجهة هذه الحقيقة البايولوجية المرعبة من هول الصدمة عليها، كما ينفر الجواد من رؤيته جثة حصان فارق الحياة مطروحا ارضا على حد توصيف باشلار.
باشلار يتقبّل فكرة أن ينفصل الانسان عن ذاته خارج وعيه لذاته وموضوعه معا، لكنه من غير المتاح أمامه تقبله تصّور أن الزمن يقوده نحو حتمية الإندثار العدمي بإفنائه البايولوجي بالموت كاملا جسدا ونفسا وعقلا. الزمن لا يفني الانسان بل يلازمه طيلة حياته في مساره نحو الافناء. الذي يفني الانسان هو الموت(العدم) وليس الزمان المحايد للوجود. مقولة باشلار الانسان يمكن ان يكون وجودا خارج وعيه لذاته وموضوعات ادراكه خطأ. وجود الانسان ادراك عقلي وبانتفاء ادراك عقل الانسان لذاتيته وموضوعه عندها لم يعد هناك وجود انسان بابعاد نفسية او خيالية او غيرها.
عبارة باشلار تحمل الكثير من الملابسات في إمكانية الانسان الانفصال عن ذاته، حيث لا يمكن أن تكون حقيقة منطقية مقبولة إلا في حال توفر اكثرمن إشتراطين لا يتوفران إلا في حال جعل وعي الذات وعيا ميتافيزيقيا لا تحده انطولوجيا الوجود الادراكي المتعيّن الوجود وهو محال للاستحالات الادراكية التالية:
- أن يتوقف العقل عن وعيه لذاته.
- أن يتوقف العقل عن التفكير التجريدي بموضوع مادي أو خيالي.
- أن يتوقف العقل عبر منظومته الحسيّة الادراكية عن وعي الوجود من حوله..
إن محاولة باشلار نقل الانسان من حتمية زمانية إندثاره بالموت الى واقعية التعامل مع الزمان كمحتوى مكاني تذكاري لمخزون رومانسي بالذاكرة إبتهاجي متفائل بالحياة التي لا نجدها في حاضرنا ولا في مستقبلنا بل في ماضينا الاستذكاري الرومانسي للمكان فقط.

" تستحق فلسفة الظنة شرف الاسم عندما ترفض من حيث المبدأ استقرار الأساس، وحقوق العقل وقدرة الفكر على بناء شرعيته"1
السؤال الأساسي هو معرفة متى وصلت فكرة إزالة الغموض عن فكر فرويد وماركس ونيتشه إلى الفلسفة، وفقًا لأي تأويلات، وعلى حساب أي تراجعات مفاهيمية. ماذا كان مكان "سادة الارتياب الثلاثة" في هذه الحالة؟ ما هو الدور الذي لعبوه في هذه اللحظة الدقيقة من تاريخ الأفكار الفلسفية؟
نيتشه، الذي فُسِّر على أنه فيلسوف إرادة السلطة، أصبح أسطورة جيل توقع ولادة جديدة من الحرب. وجد ماركس نفسه في الشخصية الرمزية لأنطونيو غرامشي مترجمًا نقديًا وغير تقليدي للغاية. من ناحية أخرى، في بداية القرن، استقبل الفكر الفرويدي بصعوبة كبرى وكان له تأثير مباشر على عدد قليل جدًا من الكتاب، وجميعهم عند مفترق طرق لغوي وثقافي، وبالتالي فهو مكان متميز للبحث الذي نحن عليه.
من المعلوم أن رينيه ديكارت سبق أن بدأ الشك في الفلسفة من خلال إلقاء الشك المنهجي على قدرة الأحاسيس على الوصول إلى الواقع. يفتح الباب. بعده، يرتبط مصطلح الشك عمومًا بثلاثة فلاسفة:
1 ° حاول فيورباخ رفع الحجاب عن أوهام المسيحية. شاع من قبل نيتشه الذي أعلن موت الله وتوقع وصول سوبرمان. شكوك نيتشه تتعلق بمعتقدات الإنسان.
2 ° ماركس من جهته يشكك في سير المجتمع بشجب الهيمنة البرجوازية على حساب الطبقات المستغلة والعاملة. شكوك ماركس اجتماعية.

كتاب من تأليف فؤاد زكريا (1927-2010)، الفيلسوف المصري الراحل، والذي يوصف بكونه أب "الوجودية العربية". يُعد هذا العمل بمنزلة سيرة ذاتية وعرض عام وموجز لأهم الأفكار والمعتقدات التي اعتنقها الفيلسوف الهولندي التنويري اسبينوزا (1632-1677)، والتي تغطي مجالات الفلسفة والأخلاق والدين والسياسة. وسنحاول فيما يلي تكثيف أهم الأفكار التي تضمنها هذا الكتاب:

آراء اسبينوزا في الدين والعقيدة
للإحاطة على نحو أفضل بفلسفة اسبينوزا، تتعين العودة إلى ظروف نشأته التي كان لها وقع كبير عليه. فقد وُلد بهولندا لعائلة يهودية ميسورة الحال، وتلقى في صباه تعليما أصوليا محافظا، مما كانت له نتائج عكسية على الفيلسوف الهولندي، إذ سيثور الأخير على جمود وتعصب الطائفة اليهودية التي كان ينتسب إليها، لا سيما وأن هولندا كانت تعيش إلى حد ما في جو من التسامح الديني وحرية التفكير، إبان تلك الفترة، قياسًا إلى باقي دول أوروبا. وبعد تعرضه للملاحقة والمضايقة من لدن الأتباع المتعصبين للطائفة اليهودية، سيغادر اسبينوزا أمستردام ميممًا وجهه شطر الريف، حتى يتفرغ للتحصيل والإنتاج الفكري وينعم بالأمان.

1
العلاقاتُ الاجتماعيةُ تُمثِّل فلسفةً حياتيةً قائمة بذاتها ، تعتمد على أُسلوبِ التحليل اللغوي ، وإيقاعِ الحياة اليوميَّة. واندماجُ الأُسلوب معَ الإيقاع يُولِّد تَصَوُّرًا وُجوديًّا مُشْتَرَكًا للمُجتمع ، مِمَّا يَدفع شخصيةَ الفردِ الإنسانيةَ إلى إعادة تَجميع شَظَاياها وتشكيل شَتَاتها. وكُلُّ حركةٍ تصحيحية لمسار الفرد في الحياة تُقَابلها ثَورة تأويليَّة في اللغة ، وهذا يُنتج منطقًا جديدًا للمَعنى الإنساني في التاريخ والحضارة . والمَعنى الإنساني لَيس طريقًا واحدًا ، وإنَّما هو طُرُقَاتٌ مُتَشَعِّبَة في سُلطة المصادر المعرفية، ومساراتٌ مُتَشَظِّيَة في طبيعة الحُلْم الاجتماعي المُتداخل معَ الرؤية الفلسفية للأشياء الكامنة في أعماق الفرد، والمُتماهي معَ الأحداث الحياتية الناتجة عن طريقة تفسير الفرد للتاريخ ، وانعكاسِ التاريخ على الأنساق الثقافية الحاكمة على سُلوك الفرد ، والمحكومة بالمرجعية الأخلاقية للفِعل الاجتماعي . وإذا كانت الثقافةُ لا تنفصل عن الأخلاق ، فإنَّ آلِيَّات التأويل اللغوي لا تَنفصل عَن مُمارسة المُجتمع لِسُلطته على الفرد وعناصر البيئة المعيشية.وفي اللغة لا يُوجد مركز يُمكن السَّيطرة عليها، لأنَّ المراكز والأطراف تَنصهر معًا في بَوتقةِ التجربة اللغوية وحرارةِ التعبير عن الذات وصِراعاتها . وفي المُجتمع لا يُوجد مِعيار يُمكن مِن خَلاله تفسير الوقائع التاريخية والأحداث اليومية ، لأنَّ المعايير والقِيَم ذات طبيعة نِسبية ، ومُخْتَلِطَة بالمصالح العَامَّة والمنافع الخَاصَّة، والفردُ يُطوِّر مصلحته باتِّجاه العُنصر الأقوى في المُجتمع، كما أنَّ المُجتمع يُطوِّر مصلحته باتِّجاه الظواهر الثقافية الأشد تأثيرًا في أنظمة الفكر التاريخية والحضارية .

تقديم
مذهب وحدة الوجود لا تنحصر مداولته فلسفيا بعيدا عن الاديان حيث لا يخلو دين من الاديان في العالم قديما وحديثا من مذهب وحدة الوجود والفرق الصوفية التي تدين به. ومذهب وحدة الوجود مبحث إشكالي على صعيدي الاديان والفلسفة على السواء. وتختلف معالجته في تداخله بين الدين والفلسفة، ونتطرق بهذه المقالة الى مفهوم وحدة الوجود في فلسفتي اسبينوزا المثالية الايمانية وهيجل ألتأملية العقلية المثالية.
وحدة الوجود في الفلسفة
مذهب وحدة الوجود عند اسبينوزا يشبه الى حد كبير وحدة الوجود عند هيجل. وأكثر مما يشبه وحدة الوجود عند هنود ألمايا)، ويقرّ هيجل على أن اسبينوزا كان محّقا الى حد ما عندما تصّور المطلق جوهرا واحدا، لكن المطلق بالفهم الفلسفي الهيجلي أبعد ما يكون عن فهمه أنه جوهرإلهي. لذا نجد وجوب معاملة الجوهر "ذاتا" وليس هناك شيء بالمطلق لا يكون عقليا، من الممكن معرفته وتصوره عقليا) 1..
توضيح مبدئي
وحدة الوجود عند اسبينوزا حين يلتقي مع فهم هيجل ، فهذا مؤشر وجود إختلاف جوهري كبير بينهما يصل مرحلة التضاد. أهمها بداية أن أسبينوزا يفهم وحدة الوجود فلسفيا بمرجعية لاهوت الإيمان الديني بالخالق خارج الإيمان بمعجزات الانبياء، في حين يعمد هيجل فهم وحدة الوجود من منطلق فلسفي مادي على صعيد الفكر لا ديني يقوم على وحدة الادراك الكليّة العقلية في نزعة واقعية مثالية لا ميتافيزيقية..
اسبينوزا يرى بالمطلق الأزلي الشامل الإلهي جوهرا لا يمكن إدراكه خالق غير مخلوق، بدلالته ندرك الجواهر الاخرى في الطبيعة والاشياء. بينما نجد النزعة العقلية لدى هيجل تذهب خلاف اسبينوزا أن الله والطبيعة والانسان والميتافيزيقا تقوم على فكرة مطلقة واحدة عقلية لا دينية تجد أنه لا يوجد شيء حتى الروح لا يطالها الإدراك العقلي. فكرة المطلق الهيجلية تجدها تمّثل مدركات موجودات الواقع في كل شيء يدركه العقل. بل هيجل يذهب ابعد من ذلك في امكانية العقل ادراك قضايا الميتافيزيقا. ولا يوجد شيء لا يدركه العقل.
مفهوم الجوهر يختلف تماما بين الفيلسوفين، ونجد هيجل متناقضا مهزوزا في فهمه الجوهر الذي يقصده اسبينوزا ولا يؤمن به، حيث يقول هيجل : اسبينوزا على حق في إعتباره المطلق هو جوهر لا يمكن إدراكه، ليعود ينقض قوله هذا أن المطلق لا يلتقي الجوهر وهو خال من جوهر لا يدركه العقل. تناقض هيجل يتعدّى هنا مفهوم الجوهرفي الوجود الى الفكرة المطلقة التي يطال فيها العقل ادراك كل شيء.

مقدمة
تم الإعلان عن 567 إصدار للبداية الأدبية لعام 2018. ثقل السنين، تملأ المكتبة الافتراضية المكونة من جميع النصوص المتاحة للبشرية منذ ملحمة جلجامش، والتي يفترض أنها أقدم كتابات معروفة حتى الآن. من أجل أن نرى بشكل أكثر وضوحًا في هذا الجبل التحريري، توجهنا المراجعات والجوائز الأدبية المعتادة إلى النصوص المقدمة أحيانًا على أنها ضرورية ويجب على الجميع، وفقًا لها، أن يضيفوا إلى ثقافتهم الشخصية. من خلال هذين الجانبين، فإن الموسم الأدبي الجديد هو نموذج للمزالق التي ابتليت بها التقاليد الثقافية. من جهة، اختزال الثقافة الفنية إلى ترفيه جماهيري، في شكل حدث تسويقي آخر يهدف في المقام الأول إلى جعل اقتصاد النشر مزدهرًا. من ناحية أخرى، فإن المطالبة بتعريف شخصي لما له طابع ثقافي وما ليس له طابع ثقافي، وبالتالي وضع تفضيلات المرء كمعايير للذوق السليم. وبالتالي، فهي أيضًا وفوق كل شيء فرصة لطرح الأسئلة على أنفسنا فلسفيًا حول مفهوم الثقافة المقيدة بعلاقتها بالفن، وبما أن تعريف الأخير يتطلب على الأقل عددًا من الأعمال مثل تلك التي تظهر في هذا الموسم الأدبي، لنرسم أولاً ما إنه ليس كذلك، من أجل رعاية ثقافة الثقافة بعد ذلك بشكل أفضل.

الترجمة:
" هذه الكلمات القليلة لا تدعي أنها فلسفة بالمعنى الصحيح للمصطلح. لن ندخل هنا في جوهر المشاكل الفلسفية الصحيحة. ليس طموحنا أن نساهم في الحوار الفلسفي الذي يستمر بين العصور، من الألف إلى الألف: حوار أولئك الذين كان وجودهم في الزمن - أكثر من وجود الشاعر أو البطل، محسوبًا للخلود - إلغاء الزمن. كل عظمة ترجع في النهاية إلى اختراق ما هو خارج الزماني في غضون الزمن، لكن العظمة الفلسفية تعني أيضًا الفهم الصريح لوحدة الزمن وما فوق الزماني. لكن، أليست هذه العظمة غريبة عن الوقت الحاضر، وغير حساسة حتى لعظمة الشاعر والبطل؟ أليست الفكرة التي لدينا عن الفيلسوف هي فكرة الانسان الذي تظهر له الحياة كلها بالضرورة كمسألة تفكير، لشخص ليس مجرد فيلسوف في بعض الأحيان؟ وفي بعض الأحيان فضائل الا فيلسوف حقيقي؟ في حين يبدو أن الفلسفة في الوقت الحاضر أصبحت شيئًا عرضيًا يمكن لمسار الحياة إما تجاوزه أو تركه جانبًا تمامًا. كيف يمكن لفلسفة من هذا النوع، مشتقة وبدون عاطفة، أن تقاوم اعتداءات "العالم"؟ ألا ينبغي لها أن تجمع نفسها، وتطلب الدعم قبل كل شيء فيما هي في فكرتها، وماذا يمكن أن يكون للفيلسوف الملموس؟

بهذا المعنى، هناك تجربة فلسفية، عملية صعبة لا يمكن لأي فرد أن يدعيها لنفسه، لكنها عمل البنوة العظيمة. ستكون هذه التجربة، في سمات معينة نعتبرها أساسية، موضوع الارتجال التالي. نعود إلى هذا: هدفنا هنا ليس القيام بالفلسفة. سنقتصر على محاولة متواضعة لانتزاع الفلسفة من النسيان - إلى سوابق الذاكرة، وبالتالي، والتي لا تفشل في إدراك المخاطر التي تتعرض لها. في الواقع، قد يكون من المفيد الحديث عن البعد الثالث في عالم بلا عمق. لا يسمح لنا الإطار المقيد الموجود تحت تصرفنا بتبرير أطروحاتنا كما كنا نود، على الرغم من أنها بلا شك تتمتع بشرعية أعمق من اللطافة الفلسفية للإنتاج الذي يجرؤ اليوم على تقديم نفسه تحت عنوان الفلسفة.