تعتبر زيارة الصديقين وأولياء اليهود ظاهرة اجتماعية تميزت بها الطائفة اليهودية المغربية التي خصت هؤلاء بهالة من التبجيل والتقديس [1]، ويرجع تاريخ هذه الظاهرة منذ الفتح "الأموي" لشمال إفريقيا، ونشر الإسلام في ربوعها حيث وجد أن البربر كانوا يؤمنون بمعتقدات وثنية وهي تقديس والتبرك بقبور الموتى، وأخذ عنهم اليهود في هذا الجانب وصار كل صديق يسمى ولي "البلاد"[2] ، كما تشير بعض المؤلفات اليهودية التي ترجع إلى القرون الوسطى إلى أن الجلوس على قبور الصديقين مخصص لقراءة التوراة مرة في السنة فقط، وانتشرت الظاهرة لتهم كافة اليهود ويزورون طوال العام، كما أن ممارسات الزيارة بدأت من القرن الحادي عشر لكنها انتشرت بين العامة في حدود القرن السادس عشر، ولا زالت نشيطة حتى بعد الحماية الفرنسية للمغرب سنة 1912 م [3] .
كتاب ميلاد العالم الحديث.1780-1914 لكريستوفر آلان بايلي : قراءة جديدة للتغيرات السياسية والاقتصادية و الاجتماعية من منظور التاريخ العالمي ـ توفيق أكياس
يعتبر كتاب ميلاد العالم الحديث1780-1914 "للمؤرخ البريطاني كريستوفر آلان بايلي، وهو أستاذ التاريخ الامبريالي والبحري بجامعة كامبريدج متخصص في الهند . من الكتب التاريخية القليلة التي تناولت التاريخ الفوري في مجال التوسع السريع للتاريخ العالمي. مما جعل المؤرخ البريطاني إريك هوبسباون المختص في نفس الفترة الزمنية التي تناولها الكتاب يقول عنه "ليس من المبالغة القول أنه منذ ظهوره بالنسخة الانجليزية سنة 2003 حول طبيعة الفترة التي تناولها والتي امتدت ما بين ثورات القرن18 واندلاع الحرب العالمية الأولى، مما جعل موضوع الكتاب نقطة انطلاق لجميع الدراسات الجادة حول تاريخ العالم الحديث " .
لقد حاول الكاتب من خلال هذا العمل تحليل الخاصيات المتسارعة للتغيرات السياسية والاقتصادية في العقدين اللذين سبقا قيام الحرب العالمية الأولى، من خلال مقارنة وجهات نظر مختلفة حاولت تحليل الجذور الحقيقية لهذه الحرب. حيث كان لينين و معاصروه الثوريون وكذلك المتخصصون في التاريخ العمالي، يرون التغيرات الاقتصادية بمثابة إعلان عن دخول المجتمع الرأسمالي في مرحلته النهائية، وأن الحرب تعود إلى انتشار الإضرابات وقوتها وتطور الحركة النقابية، وأن قيام الحرب هو علامة على زيادة قوة الطبقة العاملة.
بعض مظاهر الحياة الاجتماعية بالقصر السلطاني ـ بوشتى عرية
إن الحديث عن الحياة الخاصة بكل تفاصيلها داخل أسوار القصور السلطانية خلال الفترات المتزامنة مع حكم العديد من سلاطين الدول التي تعاقبت على حكم المغرب ابتداء من منتصف العصر الوسيط ، يقتضي استنطاق بيبليوغرافيا المصادر والمراجع سواء الوطنية منها أو الأجنبية، التي اهتمت بدراسة تاريخ الدولة المغربية خلال الفترات الوسيطية والحديثة والمعاصرة من جوانبه السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية...
غير أن أغلب مؤلفي هذه المصادر، لم يخصصوا كتبا بعينها للحديث عن تفاصيل الحياة الملوكية داخل القصبات والقصور السلطانية، إلا ما جاء استطرادا في شكل معلومات متفرقة بين صفحات هذه المصادر، وذلك في إطار الكتابة عن التاريخ السياسي والعسكري الذي ميز الفترتين الوسيطية والحديثة على وجه الخصوص.
العرب بين ضرورة الحداثة وتمدّد التنظيمات السلفيّة ـ فتحي الحبّوبي
بات معلوما ولا يختلف في شأنه عاقلان، أنّ العالم العربي الإسلامي اليوم قد فقد بوصلته وضلّ الطريق. فهو تائه في مرحلة فارقة من تاريخه وفي مفترق طرق وعرة، يصعب عليه إستبيان معالم تضاريسها ونتوءاتها، ولا إدراك إلى اين تؤدّي في النهاية. لذلك، فهو لا يعرف أين يتجه، ولا على أيّ ساق يرقص، ولا على أي وتر وإيقاع يعزف. والحقيقة أنّه لا مبرّر لحيرته وارتباكه، لأنّه في واقع الأمر أمام مسارين متعاكسين لا ثالث لهما. أحدهما في اتجاه المستقبل بما فيه من بناء و أمل ورمزيّة لبهجة الحياة و رَغَدُ العيش وتوسيع لمساحة الحرّيات والحقوق المكفولة. وهو المسار الحداثي الذي سلكه الغرب، والذي بالإمكان تكييفه مع خصوصيّة واقعنا العربي الإسلامي المغاير. فيما الآخر في اّتجاه الماضي بما فيه من ضيق الأفق وضنك العيش وصعوبة الحياة، واستحالتها أحيانا بالتضييق على الحقوق والحرّيات الشخصيّة. وهو المسار الذي يسلكه الدواعش والسلفيون التكفيريون عموما، بمختلف تصنيفاتهم المعادية للحياة الكريمة.
كيف دعمت الولايات المتحدة هتلر وموسوليني قبل الحرب الثانية ، وأعادت الفاشية ، واحتضنت الضباط النازيين بعدها ؟ ـ حسين سرمك حسن
تمهيد ضروري :
لن يستطيع السادة القرّاء استيعاب سلسلة هذه الحقائق عن الأدوار القذرة والإنتهازية المدمّرة للولايات المتحدة الأمريكية إذا كانوا يصدّقون مزاعم الإدارة الأمريكية الإعلامية عن إيمانها بالحرية والديمقراطية ، وستصدمهم هذه المعلومات التي تثبت أن هذه الإدارة يقوم سلوكها على أساس الجشع والإستيلاء على الثروات عن أي طريق مهما كان شيطانيا ومهما كان مخالفاً للمبادىء الإنسانية ولمفاهيم الحق والعدالة . الشيء الآخر هو أن التفوّق الإعلامي الهائل والمخيف للماكنة الإعلامية الأمريكية نجح في جعلها تتلاعب بحقائق التاريخ ، حيث تطوي وتمزّق صفحات التأريخ التي تدينها وتثبت عدوانيتها ، لتبدأ بتأريخ "جديد" يضلّل عقول البشر خصوصاً من الأجيال الجديدة معتمدة على تفوق ساحق لحضارة الصورة المذهلة الساحرة على حساب حضارة الكلمة التي تتطلب التأمّل والهدوء العقلي الذي لم يعد مُتاحا في ظل انفجار تقنيات الإتصالات والدعاية . هل سيصدّق السادة القرّاء أن الولايات المتحدة كانت من أوّل مناصري هتلر والنازية والمدافعين عن موسوليني والفاشية قبل الحرب العالمية الثانية ؟ هل يصدّقون أنها أعادت الفاشية إلى الواجهة بعد الحرب وحطّمت المنظمات اليسارية الداعية إلى الحرية والمساواة في أوروبا ؟ ثم هل سيستوعبون هذه المعلومات التي تؤكّد أن الولايات المتحدة كانت الراعي الأكبر للضباط النازيين والمستعيدة لنشاطاتهم الإجرامية بعد الحرب ؟ .. كونوا معنا .
إشكالات المدرسة السلفية في الفكر الاسلامي الحديث : الإمام محمد عبده نموذجا ـ عبد الحق علالي
مقدمة:
الحركة السلفية من أهم الحركات الإصلاحية في عصرنا الحالي التي دعت إلى تحرير الفكر من شوائب بدع التخلف والتخلي عن الجهل والتقليد والخرافات وفهم الدين كما فهمه السلف. هذه الحركة كان لها رواد على مدار التاريخ فقديما نذكر الغزالي وابن تيمية وفي العصر الحديث نذكر مثلا محمد عبده في عقلانيته وعلال الفاسي وليبراليته وعبد الحميد بن باديس وجهاده . ويعد السلفيون في اللحظة الراهنة من ابرز الفاعليين في المشهد العربي والإسلامي. إلا أن هناك تحديات وإشكالات تواجه التيار السلفي يطرحها الواقع المعيش كالمشاركة السياسية والعلاقة مع الغرب وسؤال الهوية إلى غير ذلك.
ويعد الإمام محمد عبده من ابرز روادها المجددين في العصر الحديث الذي كانت له صياغته المتميزة للمشكلات التي أثارها عصره خصوصا منها الملائمة بين الإسلام والمفاهيم الحديثة. شعورا منه بمدى أزمة الخطاب الديني في ظل الجهل والاستعمار والحاجة الملحة إلى التغيير والإصلاح .فما هي تلك الإشكالات وما موقف الإمام والتيار السلفي منها؟
الصراع الأمريكي الفرنسي في مغرب الحماية : دراسة في أصول العلاقة و أبعاد الصراع - سفيان حمومي
مقدمة
عرف المغرب خلال القرن التاسع عشر مجموعة من التحولات فرضتها الأهمية الاقتصادية من جهة، و الأوضاع السياسية التي كانت تعيشها شمال إفريقيا من جهة ثانية، باعتبارها موقعا استراتيجيا تكالبت عليه الدول الأوربية من أجل السيطرة على منابع التجارة، فبعد سنة 1880، وجد المغرب نفسه أمام مد استعماري اشتدت حدته في السنة المذكورة، و بحكم تفاوت موازين القوى وجد المغرب نفسه أمام حل وحيد و أوحد و هو الاستجابة لمطالب الدول الإمبريالية المترامية على أطرافه و المتمثلة بالذات في فرنسا، إسبانيا و إنجلترا، هكذا أصبح المغرب حلبة للصراع.
انطلاقا من كل هدا سنحاول في هذا الموضوع دراسة العلاقات الفرنسية الأمريكية في إطارها الصراعي حول المغرب، و لعل التفاعل مع موضوع كهذا جعلنا نتعرف على بعض الجوانب الغامضة في هذا المجال اللهم جانب الاقتصاد الأمريكي أو الفرنسي عموما، و علينا أن نقر أن هذا الموضوع يجد ذاته في ذاته بنفسه فما بالك بالباحث في هذا المجال.
قراءة في كتاب ''المغرب وأوروبا (مسألة التجاوز)'' لمؤلفه الأستاذ عبد المجيد القدوري ـ عاهد ازحيمي
تقديم عام:
يعتبر كتاب المغرب وأوروبا مابين القرنين الخامس عشر والثامن عشر (مسألة التجاوز) لصاحبه عبد المجيد القدوري من أهم الكتابات المعاصرة عن المرحلة الحديثة لكونه ينطلق من أسئلة أخذت باهتمام المهتمين بدراسة تقدم الغرب بالمقارنة مع العالم الإسلام، وانصبت معظم هذه التساؤلات في اتجاه الإسلام والمشروع المجتمعي، حيث شكلت مسالة التباين بين الحضارات موضوع نقاش بين مختلف المفكرين العرب والأجانب، فاختلفت التحليلات والتأويلات، التي بحثت عن أجوبة شافية ومستفيضة حول تساؤل مركزي، فحواه لماذا، نهض الغرب وتراجع العرب، ما هي ميكانيزمات التي تحكمت في هذا التطور؟
ويتناول هذا الكتاب الفترة التي تمتد من المد الأيبيري كتدشين لمرحلة التوسع الأوروبي واستغلال العوالم الأخرى، وتنتهي مع تجربة محمد بن عبد الله التجديدية، معتمدا في تحليله على المدى الطويل، بهدف تتبع المراحل التي تمت فيها محولات التجديد بالمغرب، لإبراز خصوصيات كل مرحلة وإدراك ما إذا كان التجديد مستمرا أم أن كل تجربة كانت تموت بموت صاحبها.
وهكذا كان عبد المجيد القدوري سباقا للقيام بدراسة من هذا النوع حيث توقف على العديد من المفاهيم والمظاهر من تاريخ المغرب، وقدم قراءة جديدة للمصادر، بهدف الإجابة عن العوامل والأسباب التي حالت دون تقدم المغرب، ومواكبته للتطور الذي عرفته أوربا خلال العصر الحديث، إذن فكيف عالج عبد المجيد القدوري مسألة التجاوز بين المغرب وأوربا؟ وما هي أهم القضايا التي توقف عندها؟
1